ماذا يفعل مستشار الرئيس الإندونيسي في إسرائيل؟

استنكار لزيارة مستشار الرئيس الإندونيسي إلى القدس تلبية لدعوة إسرائيلية
نائب الرئيس الأميركي مايك بينس يلتقي مستشار الرئيس الإندونيسي يحيى ستاقوف (الجزيرة نت)
جاكرتا-الجزيرة نت

استنكر رئيس قسم العلاقات الخارجية في مجلس العلماء الإندونيسي، محي الدين جنيدي، قبول الكاتب العام لجمعية نهضة العلماء، يحيى خليل ستاقوف، الدعوة للمشاركة في ندوة يقيمها المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية في القدس الشهر الجاري.

وما جذب الاهتمام الإعلامي بالحدث أنه يأتي بعد أقل من أسبوعين على تعيين ستاقوف عضوا في المجلس الاستشاري للرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في الشؤون الدينية والعلاقات الخارجية.

وقال جنيدي إن ما يقدم عليه ستاقوف يخالف الدستور الأساسي للبلاد وأدبيات العلاقات الدبلوماسية، ولا يعود بالجدوى على القضية الفلسطينية ومصالح إندونيسيا، مشيرا إلى أن زيارته لإسرائيل ستجد صدى بين الفلسطينيين والمسلمين عموما وكل أصحاب الأصوات الحرة الداعمين للفلسطينيين.

وأضاف جنيدي للجزيرة نت أن ستاقوف خالف نتائج القمة غير العادية التي عقدت في جاكرتا قبل نحو عامين بشأن القدس ومقاطعة إسرائيل، واصفا إياها بأنها تؤثر سلبا على سمعة إندونيسيا بعد حصولها على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.

نقلت مصادر أخرى للجزيرة أن الكاتب العام لجمعية نهضة العلماء، يحيى خليل ستاقوف بعث رسالة إلى وزارة الخارجية الإندونيسية دافع فيها عن قراره بالمشاركة في الندوة، وذلك لإيضاح موقفه في منتديات كهذه ولإيصال أفكاره بشأن اليهود حسب وصفه لأوساط معينة.

اعتذار ستاقوف
وفي حين حاولت الجزيرة نت التواصل مع ستاقوف لكن دون رد، فقد ذكر جنيدي أن ستاقوف قد وصل فعلا إلى إسرائيل.

بينما نقلت مصادر أخرى للجزيرة أن ستاقوف بعث رسالة إلى وزارة الخارجية الإندونيسية دافع فيها عن قراره بالمشاركة في الندوة، وذلك لإيضاح موقفه في منتديات كهذه ولإيصال أفكاره بشأن اليهود حسب وصفه لأوساط معينة.

وأشار في رسالته، حسبما نقل المصدر، إلى أنه ألغى مشاركته في الندوة التي من المقرر أن تعقد بعد ثلاثة أيام، ولكن سيلتقي بدلا عن ذلك شخصيات فلسطينية إسلامية ومسيحية وأخرى من الوسط الأكاديمي اليهودي.

من جانبه، قال روبيعين إيمهاس أحد مديري جمعية نهضة العلماء التي يشغل ستاقوف منصب الكاتب العام فيها، في بيان إن جمعيته الدينية ليس لها أي علاقات أو تعاون مع إسرائيل، وإن ذهاب ستاقوف إلى إسرائيل بصفته الشخصية ولا يمثل منصبه ولا جمعية نهضة العلماء.

هجمات الكنائس
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بينس قد دعا ستاقوف إلى البيت الأبيض في السابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد أيام على الهجمات التي تعرضت لها الكنائس في مدينة سورابايا الإندونيسية.

وحسب نشرة إعلامية لجمعية نهضة العلماء، فإن اللقاء تناول قضايا الحريات الدينية ودعم البيت الأبيض لجهود نهضة العلماء التي تمثل الإسلام المعتدل في وجه التطرف، كما التقى ستاقوف مسؤولين أميركيين آخرين وعددا من الناشطين في مجال حوار الأديان.

وبعد لقائه نائب الرئيس الأميركي بنحو أسبوعين جاء تعيينه من قبل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عضوا في المجلس الاستشاري للرئاسة للقضايا الدينية والدولية، وهو مجلس يضم تسعة أشخاص وأعضاؤه برتبة وزير، ويدعون إلى حضور الاجتماعات الوزارية حسب تخصصهم.

ولكن في المقابل ورغم توجه ستاقوف نحو التواصل مع جهات إسرائيلية فإن وزارة الخارجية الإندونيسية تؤكد في خطابها دعم الفلسطينيين في كفاحهم، وإثر انتخاب إندونيسيا لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن يوم أمس الجمعة، كررت الخارجية في بيانها أنها ستظل تعتبر القضية الفلسطينية من أولويات دبلوماسيتها الدولية عندما تنضم إندونيسيا مطلع العام المقبل لجلسات مجلس الأمن.

يذكر أن ستاقوف كان متحدثا باسم الرئيس الإندونيسي الأسبق عبد الرحمن وحيد وزعيم جمعية نهضة العلماء، الذي عرف عنه موقفه المنفتح على العلاقات مع إسرائيل وتواصله مع المسؤولين الإسرائيليين.

المصدر : الجزيرة