"غيروا الرئيس عام 2019".. حركة تطوعية إندونيسية

إطلاق حركة متطوعي "غيروا الرئيس عام 2019" في إندونيسيا
الحركة الوطنية انطلقت على شكل وسم على مواقع التواصل الاجتماعي (الجزيرة نت)

صهيب جاسم-جاكرتا

احتشد آلاف الإندونيسيين وسط العاصمة جاكرتا بالقرب من القصر الرئاسي معلنين ما أسموها الحركة الوطنية لمتطوعي "غيروا الرئيس 2019", في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وانطلقت الحركة الوطنية على شكل وسم على مواقع التواصل الاجتماعي، أشهره شباب ومجموعات نسائية، ثم انتشر كشعار مطبوع على الملابس لدى تيار شعبي بات يعارض إعادة انتخاب الرئيس الحالي جوكو ويدودو لدورة رئاسية ثانية العام المقبل.

وفي بيان، ذكر المتطوعون أنهم أسسوا هذه الحركة الشعبية انطلاقا من استجابتهم للواقع الاقتصادي والقانوني، ومن مشكلات فقر وتراجع لإنفاذ العدالة، وبروز التهديدات بحق سيادة الدولة، وما وصفوه بأزمة القيادة التي تمر بها إندونيسيا.

وأكد المتطوعون أنهم سيعملون من أجل سيادة الدولة ورفع قدرها بين الأمم وازدهارها والرقي بالأخلاق الكريمة في حياة شعبها، وأضافوا أن الحركة تهدف إلى متابعة الحراك السياسي الذي بدأ خلال هذه الفترة، ويستمر حتى موعد الانتخابات الرئاسية والعامة في 17 أبريل/نيسان من العام المقبل.

‪السيدات تشارك في التظاهرة التي انطلقت بالقرب من القصر الرئاسي‬ (الجزيرة نت)
‪السيدات تشارك في التظاهرة التي انطلقت بالقرب من القصر الرئاسي‬ (الجزيرة نت)

مسار الاقتراع
ويسعى المتطوعون لتغيير الرئيس عبر صناديق الاقتراع، وبشكل دستوري وقانوني، وليس من خلال أسلوب آخر، فهو ليس بإسقاط للرئيس خارج مسار الاقتراع، وأضافوا أن الحركة لا تمثل حزبا بعينه، بل هي مفتوحة لمشاركة الجميع بمختلف الديانات والقوميات.

واجتاح وسم "غيروا الرئيس عام 2019" باللغة الإندونيسية مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، بعد أن بدأت وسائل الإعلام الداعمة للحكومة والأحزاب المتحالفة مع الرئيس التسويق لفكرة مرشح واحد للانتخابات هو جوكو ويدودو، وأن الأمر كما ظل يقول مؤيدو الرئيس يقتصر على ضرورة البحث عن نائب جديد مناسب له، بعد أن يترك نائبه الحالي يوسف كالا السياسي المخضرم ورجل الأعمال المعروف منصبه الذي شغله دورتين متفرقتين.

وكانت الأسابيع الماضية شهدت تلاسنا وجدالا خلال اليوم الرياضي المفتوح الذي يقام الأحد وسط العاصمة جاكرتا بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، مما دفع الشرطة للتدخل، ومنع من يلبس قميصا كتب عليه "غيروا الرئيس عام 2019" من دخول منطقة النشاط الرياضي في كبرى شوارع العاصمة.

لكن ذلك دفع المزيد من مؤيدي فكرة تغيير الرئيس إلى النزول للشوارع أمس الأحد، كما توقع ذلك محللون سياسيون، ومنهم موسني عمر رئيس جامعة ابن خلدون في جاكرتا، الذي قال إن محاولة منع الناس من رفع شعار التغيير ولبس ملابس أو قبعات أو حمل حقائب طبع عليها هذا الوسم سيدفع مزيدا من الناس إلى إبرازه.

مؤيدو الرئيس الإندونيسي أطلقوا شعارات  تدعو إلى عدم إشغال الرئيس وتركه يكمل أعماله، وتؤيد ترشيحه لخمسة أعوام أخرى

تأييد الرئيس
وفي المقابل، فإن مؤيدي الرئيس أطلقوا شعارات أخرى تدعو إلى عدم إشغال الرئيس وتركه يكمل أعماله، وتؤيد ترشيحه لخمسة أعوام أخرى، ولوحظت مجموعات منهم تطوف بعض الشوارع، وقال مغردون إن الشرطة لم تمنعهم من دخول منطقة النشاط الرياضي.

وعلّق ويدودو على الوسم خلال حفل في السابع من أبريل/نيسان الماضي: "تشغلنا قضايا كثيرة فنرد عليها، فتظهر قضية جديدة لنرد عليها، الآن آخر القضايا هي القمصان المكتوب عليها غيروا الرئيس عام 2019، أليس كذلك؟ فهل يعقل أن القميص أو لبس القميص سيغير الرئيس، بل الشعب هو الذي يمكنه تغيير الرئيس".

وتنص آخر التعديلات القانونية على إجراءات الانتخابات وتشريعاتها على إلزام المرشح للرئاسة بأن يكون ضامنا لتأييد خُمس أعضاء البرلمان الحالي المنتخب عام 2014، مما يجعل من الصعب أن يكون هناك أكثر من مرشحين أو ثلاثة مرشحين على أكثر تقدير خلال الانتخابات المقبلة، وهو شرط أثار جدلا واسعا بين الحقوقيين والسياسيين، للربط غير المسبوق بين شروط التقدم لانتخابات مقبلة بمقاعد البرلمان الحالي المنتخب سابقا وبأصوات ناخبي عام 2014.

يشار إلى أنه رغم أن الانتخابات ستجرى العام المقبل، فإن هذا العام هو سياسي بامتياز؛ فبعد أسابيع ستجرى انتخابات محلية لاختيار مئات من المحافظين والحكام والولاة، وخلال النصف الثاني من العام الجاري سيسجل المرشحون للرئاسة أسماءهم، ليكون بذلك من أطول المواسم السياسية التي عرفتها البلاد، حيث ستشغل أجواء الانتخابات المقبلة الساحة السياسية ووسائل الإعلام لنحو عام.

المصدر : الجزيرة