"خليها".. أيقونة الاحتجاج الإلكتروني بالمغرب العربي

blogs خليه يريب
دخلت حملة المقاطعة أسبوعها الثالث في المغرب (مواقع التواصل الاجتماعي)

أمين محمد حبلا

من مشارب مختلفة ودول متعددة الأعلام، توحدت عدة حملات شعبية في عدد من دول المغرب العربي، واختلفت في مضامين الحملات، لكنها جميعا انطلقت من خيار المقاطعة لفرض نزول الأسعار وتحسين جودة الخدمات العامة.

المغرب.. حملة واسعة
في المغرب دخلت المقاطعة أسبوعها الثالث ويقودها نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك ثلاثة منتجات أساسية تضررت بشكل كبير من المقاطعة، وهي شركات الماء والحليب ومشتقاته، إضافة إلى شركات الوقود، وأدت الحملة إلى انخفاض أسهم شركات المنتجات الثلاث في الأسواق المالية.

وأطلق المغاربة حملة "خليه يروب"، وتعني دع اللبن يفسد، ضاربين بذلك قدرات التأقلم مع الأزمة لدى شركة سانترال المغربية التي تسيطر على 60% من سوق الألبان ومشتقاتها في المغرب.

"سيدي علي" لم تنج هي الأخرى من المقاطعة، حيث رفض المشاركون في حملة المقاطعة شراء المياه المعدنية التابعة لها، معرضين بذلك حصتها في السوق المغربية إلى الخسارة.

وإلى جانب شركة "سيدي علي" وجد عزيز أخنوش -الذي يصفونه بإمبراطور الوقود في المغرب- نفسه أمام مقاطعة واسعة لمواد البنزين ومشتقاته، مع مطالبات بخفض أسعاره، ويشغل أخنوش منصب وزير الفلاحة في الحكومة المغربية.

ولم تجد اعتذارات شركة سانترال للحليب عن وصف أحد مسؤوليها المقاطعين بأنهم خونة، فلا يزال حبل المقاطعة يلتف حول عبوات الحليب المغربي، ولا يزال النشطاء المغاربة يرفعون شعار "خليه يروب".

الجزائر.. سيارات ونساء
مسيرة المقاطعة في الجزائر انطلقت عبر السيارات، حيث رفع قادة حملات المقاطعة شعار "خليها تصدي"، الذي يدعو إلى مقاطعة السيارات المجمّعة محليا قبل أن يتوسع إلى السيارات المستعملة، وأخيرا إلى بعض المواد الغذائية.

وأدت الحملة إلى خسارة واسعة لشركات السيارات وركود في أسواقها، كما احتلت مساحات واسعة على فضاءات التواصل الاجتماعي.

وقال وزير الصناعة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي تعليقا على هذه الحملة التي خلفت صدى واسعا في مختلف الأوساط الجزائرية؛ إنه لا بد من الشفافية الكاملة لحماية المصنعين حتى لا يشك الناس فيهم، ولحماية المواطنين كذلك في ما يخص الأسعار.

واعتقلت مصالح الأمن في الجزائر الشاب الذي أطلق حملة المقاطعة، وفق صحيفة الشروق، لكن ذلك لم يمنع من استمرار الحملة وانتقالها إلى مجالات أوسع، مثل المطالبة بتخفيض المهور.

فبعد ما يعتبره الكثيرون نجاحا لحملة "خليها تصدي"، أطلق آخرون حملة أخرى تحت شعار "خليها تبور" على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لغلاء المهور وعسر إجراءات الزواج من الناحية المادية.

تونس.. سمك ومطالب
في تونس وقعت الأسماك في شباك المقاطعة، ورفع المقاطعون شعار "خليه ينتن" (خليه يتعفن) ردا على ما يعتبرونه غلاء غير مسبوق في أسعار الأسماك بما يفوق سعرها في فرنسا.

ويعتقد مطلقو حملة المقاطعة أنها أضرت بسوق الأسماك، وأظهرت قدرة التونسيين على الصبر تجاه الأسماك، وتركها حتى "تنتن".

وفي موريتانيا، كانت شركة الاتصال "موريتل" المستهدف الأساسي في حملة المقاطعة التي أطلقها ناشطون تحت شعار "خليها تفلس"، ورفع المقاطعون شعارات متعددة تطالب بتحسين خدمات الشركة الأوسع انتشارا في موريتانيا.

ولا تزال حملة المقاطعة في موريتانيا هي الأضعف بين القوى المغاربية المنادية بتخفيض الأسعار.
وفي حين وحّد الغلاء سابقا دول المغرب العربي، فإن مقاطعة المنتجات الأساسية تبدو هي الأخرى بوابة جديدة لوحدةٍ شعبية مغاربية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي