إضراب الأردن.. رسائل داخلية غاضبة لمن يهمه الأمر
ليش احنا رافضين قانون الضريبة،،،#ارفض_قانون_الضريبة#اضراب_الاردن pic.twitter.com/kfcuMjpBKL
— سقط القناع🗿 (@alqashi_amer) May 29, 2018
"إضراب الأردن" جاء استجابة لدعوة 33 نقابة مهنية وعمالية وجمعية توقف منتسبوها عن العمل مدة خمس ساعات رفضا لمشروع قانون ضريبة الدخل.
ومنذ ساعات الفجر الأولى، علقت المحال التجارية يافطات تؤكد المشاركة بالإضراب، ومع ساعات صباح اليوم توقف عشرات الآلاف من الموظفين والمهنيين عن العمل في قطاعات مختلفة شملت التعليم والصحة والخدمات والمصانع والوزارات، كما شارك أصحاب محال تجارية وشركات خاصة عديدة.

الأوسع بتاريخ المملكة
ووصف مراقبون الإضراب بأنه الأوسع الذي يشهده الأردن في تاريخه، كونه شمل للمرة الأولى قطاعات واسعة.
سرقة الفوسفات = حلال
سرقة البوتاس = حلال
التطبيع مع العدو = فرض
حريق الصوامع = قضاء و قدر
سرقة مقدارت الوطن = حلال
تجويع المواطن = حلال
وضع الضريبة على الطبقة الفقيرة = حلال
غاز العدو = حلال pic.twitter.com/2JZAeyUyYy— Motasem Khalil (@motasem93) May 29, 2018
ولم تفلح جهود الحكومة في منع الإضراب بالحوار تارة والتهديد تارة أخرى، حيث فشل اجتماع عقده رئيس الوزراء هاني الملقي قبل يومين مع قيادات النقابات المهنية التي انسحبت من الاجتماع إثر رفض الملقي سحب مشروع القانون الذي أرسله لمجلس النواب.
بالمقابل، حذرت الحكومة الموظفين العموميين من المشاركة بالإضراب الذي اعتبرته مخالفا للقانون، وهو ما رفضته النقابات، وأعلن نقيب المحامين استعداد نقابته للترافع عن أي موظف يتعرض للعقوبة بسبب مشاركته بالإضراب.
سرقة الفوسفات = حلال
سرقة البوتاس = حلال
التطبيع مع العدو = فرض
حريق الصوامع = قضاء و قدر
سرقة مقدارت الوطن = حلال
تجويع المواطن = حلال
وضع الضريبة على الطبقة الفقيرة = حلال
غاز العدو = حلال pic.twitter.com/2JZAeyUyYy— Motasem Khalil (@motasem93) May 29, 2018
ويقرأ محللون في الدعوة للإضراب بأنها شكلت ضربة للحكومة التي وجدت نفسها اليوم بمواجهة تيار شعبي عريض يرفض سياساتها الاقتصادية التي جاءت نتيجة اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وبدأت برفع أسعار الخبز مطلع العام الجاري، وزيادة أسعار المحروقات، وفرض ضرائب جديدة، ورفع الدعم عن سلع أساسية.
في مليون طريقة للاضراب..
لا تدفع اي رسوم بكرة
لا تدفع فاتورة الكهربا او مي بكرة
تشتريش بطاقة شحن لموبايلك بكرة
لا ترخص سيارتك ولا تدفع مخالفات بكرة
لا تسجل ولا قضية بكرة
تعبيش بانزين بكرة عبي اليوم ياخي
تجددش جواز سفرك/هويتك او تطلع بدل فاقد بكرة#اضراب_الأردن— Sophia AlHaddadin❄️ (@sophiahaddadin) May 29, 2018
في هذا الإطار، كتب المحلل السياسي فهد الخيطان في صحيفة الغد أن حلف المتضررين من القانون نجح في كسب دعم فئات اجتماعية ساخطة من الأوضاع المعيشية.
مرحلة جديدة
ويتساءل الخيطان إن كان إضراب الأربعاء نهارا عابرا أم عنوانا لمرحلة جديدة، وقال "هنا تكمن الحاجة لتقدير موقف عميق من طرف مؤسسات الدولة، يبدأ بقراءة المشهد هذا اليوم، وفرص تحوله لحركة احتجاج دائمة ومستمرة، والاستعداد بخطط سياسية بديلة للتعامل معه في مختلف الظروف".
ما شاء الله احنا في بلد الحكومه بتربح بالنفط اكثر من الدولة الي بتستخرجه من باطن الارض . #إضراب_الأردن
— Dina (@TheyCallMeDina) May 29, 2018
والحديث عن حركة احتجاج دائمة يعيد للأذهان الحراك الأردني الذي انطلق على وقع الربيع العربي مطلع عام 2011، ومر بمراحل شكل في بعضها حراكا عم المملكة، وخرجت المسيرات الداعية للإصلاح لأول مرة من العاصمة والمدن الكبرى للمحافظات ذات الثقل العشائري.
خميس،جمعة،سبت..اترك سيارتك وامش على رجليك!
قاطع البنزين 3 ايام..كخطوة أولى..
اذا لم تدافع عن نفسك لن يدافع عنك أحد..
قاطع
أ.ح.ز#إضراب_الأردن pic.twitter.com/jaDyxQIY4g— احمد حسن الزعبي (@alzoubi_ahmed) May 28, 2018
ومنذ يومين تصدر وسم #إضراب_الأردن قائمة الترند الأردني في تويتر، حيث علق آلاف المواطنين بتغريدات غاضبة طالبت الحكومة بسحب قانون الضريبة، كما هاجمت مجلس النواب الذي يواجه سخطا شعبيا بعد تمريره موازنة 2018 التي مهدت الطريق برأيهم لقرارات الحكومة برفع الأسعار وفرض الضرائب.
سياسيا، طالبت 48 شخصية سياسية وحزبية ونقابية الملك عبد الله الثاني بالتدخل عبر "عملية إنقاذ وطني".
الدولة بخطر
الشخصيات قالت في رسالتها للملك إن "الدولة في خطر" وجاء فيها "إن ما يعانيه الشعب من زيادة الأحمال بأنواعها قد تجاوز سقف تحمله، ولا مؤشر على توقف الضغوطات عليه ولا هدنة، وما تعانيه القطاعات الخاصة وخزينة الدولة ومؤسساتها من تراجع مذهل قد اتخذ شكل المسار، وبدأت الدولة تأكل نفسها، والنتائج باتت خطيرة".
حالة ترقب في الأردن لنجاح او فشل إضراب الأربعاء!#اضراب_الأردن #الأردن #اضراب pic.twitter.com/dJgGhDNU5W
— رؤيا (@RoyaTV) May 29, 2018
ويبدو أن الأزمة الداخلية لها انعكاسات خارجية عبر عنها حديث السفيرين السعودي والإماراتي مساء أمس في أمسية جمعتهما بصحفيين أردنيين.
فالسفير السعودي الأمير خالد بن فيصل بن تركي تحدث عن دعم سعودي للأردن "خلال أسابيع" وهو دعم طالما اشتكت أوساط سياسية أردنية من غيابه.
أما السفير الإماراتي فقد تحدث عن هروب مستثمرين إماراتيين من المملكة بسبب الضرائب، متعهدا بإعادتهم في حال وجدوا تسهيلات للاستثمار، في لغة نقلت مصادر عن سياسيين أردنيين وصفها بـ "غير دبلوماسية".

أزمة صامتة
وقصة الأردن مع السعودية والإمارات تعيش "أزمة صامتة" وفقا تأكيدات مصادر سياسية أردنية للجزيرة نت.
وأهم مؤشرات الأزمة -وفقا للمصادر- غياب الدعم السعودي والإماراتي للخزينة الأردنية، حيث حصلت عمّان على مليارات الدولارات في السنوات الماضية، بينما اقتصر الدعم منذ العام الماضي على تمويل مشاريع تنموية.
الافتاء بقلك الاضراب عن العمل حرام ..
طيب والناس اللي على الحاويات بزيدو كل يوم ..
طيب الي بتعمله فينا حكومة العهر والي سرقو البلد ليش ما طلعت وافتيت انهم اولاد حرام!#اضراب_الاربعاء #اضراب_الاردن pic.twitter.com/xfwEMitPYW
— # مـُـؤيّــــد (@_MoayedH) May 29, 2018
والمؤشر الآخر يتعلق بضغوط تتعرض لها عمّان فيما يتعلق بصفقة القرن وقضية القدس التي يتمتع النظام الملكي الأردني بوصاية هاشمية عليها، ولا تزال الأوقاف الإسلامية بالقدس تحت إدارة الحكومة الأردنية.
مؤشر ثالث يتعلق بخلافات صامتة تتعلق بالأولويات العربية، وإدارة العلاقة مع إسرائيل، وشكوى عمّان من تأثير خلافها مع عواصم خليجية على العلاقة بإدارة الرئيس دونالد ترامب.
لكن المصادر قالت للجزيرة نت إن الأردن يرغب بحل خلافاته مع الرياض وأبو ظبي بهدوء وبعيدا عن الأضواء، لأسباب تتعلق بعمق العلاقة وتشابك الملفات الإقليمية معهما، إضافة لوجود نحو 800 ألف أردني يعملون في الدولتين لا ترغب عمّان بعودتهم جراء أي أزمة سياسية.
ويخلص مصدر أردني بطرح سؤال يتعلق برؤية الدول الخليجية لتصاعد الأزمة المعيشية بالأردن، وإن كانت هذه الدول حريصة على دعم الاقتصاد الأردني المنهك جراء الأزمات السياسية، أم أنها ستظل تمارس دور المتفرج على تفاقم الأزمة وسط مخاوف من انفجارها.