جنوب سوريا.. إسرائيل كلمة السر بالحل أو المواجهة
ويقرأ مراقبون في تراجع قوات النظام السوري عن البدء بحملة عسكرية لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الجنوب، أنها انعكاس للتهديد الأميركي بالتصدي لهذه القوات.
وبين الحشود العسكرية والتهديد الأميركي، عكفت الأطراف الفاعلة في معادلة الجنوب على التحضير للقاء ثلاثي أردني روسي أميركي "بأسرع وقت"، وفقا لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وتتوزع السيطرة في المناطق الخارجة عن سلطة النظام في جنوب سوريا على فصائل "الجبهة الجنوبية" التي دعمتها دول إقليمية بالسلاح عبر ما عرف بـ"غرفة الموك" في الأردن، وهي صاحبة السيطرة الكبرى على الأرض، إضافة لوجود المئات من عناصر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، وحضور محدود لحركة أحرار الشام، فيما يحتفظ تنظيم الدولة بوجود محدود عبر "جيش خالد بن الوليد" في منطقة واقعة بين سوريا والأردن وفلسطين المحتلة.
مقترحات ساترفيلد
#أميركا
في ضوء "مقترحات" ديفيد ساترفيلد الأخيرة وكلام شخصيات استخباراتية إسرائيلية أخيراً حول وضع جنوب #سوريا وبقاء نظام #الأسد…
بات حتى ابن سنتين يدرك ان هذا النظام "الممانع" جزء اساسي من استراتيجية #الغرب و #إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط!— إياد أبو شقرا (@eyad1949) ٢٧ مايو ٢٠١٨
وتضمن المقترح -وفقا لصحيفة الشرق الأوسط- انسحاب جميع المليشيات الأجنبية والتابعة للنظام إلى عمق 20-25 كيلومترا من الحدود الأردنية وهضبة الجولان المحتلة، مقابل خروج مقاتلي الفصائل العسكرية المعارضة وأسرهم إلى إدلب في شمال سوريا.
وينص العرض أيضا على استعادة قوات النظام سيطرتها على الحدود مع الأردن، وإعادة فتح معبر نصيب بين الأردن وسوريا تحت رقابة روسية أميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أفكار ساترفيلد تضمنت احتمال تفكيك معسكر التنف الأميركي في زاوية الحدود السورية الأردنية العراقية.
الأردن: تجنب المواجهة
تتوزع السيطرة في المناطق الخارجة عن سلطة النظام في جنوب سوريا على فصائل "الجبهة الجنوبية" التي دعمتها دول إقليمية بالسلاح عبر ما عرف بـ"غرفة الموك" في الأردن، وهي صاحبة السيطرة الكبرى على الأرض |
يوم أمس الاثنين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أردني كبير تأكيده على استمرار اتفاق الأردن وروسيا والولايات المتحدة على ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد.
وتنظر عمّان بأهمية بالغة للحفاظ على اتفاق خفض التصعيد جنوب سوريا، كونه يؤمن حدودها الشمالية ويوقف تدفق موجات اللاجئين إلى المملكة التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ، بدأ الآلاف منهم بالعودة مستفيدين من حالة الهدوء في محافظة درعا.
الأردن وإسرائيل
وفي إسرائيل أيضا، تتحدث مصادر هناك عن أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرلمان سيتوجه إلى موسكو لإبلاغها بموافقتها على السماح لقوات الحكومة السورية بالانتشار على حدودها الشمالية ومع الجولان المحتل.
إسرائيل وافقت
وعلى صعيد الموقف الروسي لا يبدو أن هناك جديدا، حيث أعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -أمس الاثنين- التأكيد على أن "قوات الحكومة السورية هي الوحيدة التي يجب أن توجد على الحدود الجنوبية لسورية القريبة من الأردن وإسرائيل".
مفاوضات إسرائيل وإيران
إذ نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صحة الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات سرية غير مباشرة إيرانية إسرائيلية عبر الأردن بشأن جنوب سوريا، مؤكدا أن تلك الأنباء مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.
النظام السوري: بأي ثمن
الأنباء الإسرائيلية حول موقف روسي جديد من تواجد قوات إيرانية و(تابعة) قرب الجولان المحتل تتأكد كما يبدو. تصريح جديد تنشره الوكالات الآن للافروف يقول: "قوات النظام السوري (يستخدم مصطلح الحكومة طبعا) هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية". بوتين لا يخذل الصهاينة!!
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) ٢٨ مايو ٢٠١٨
وقبل يومين صرّح القائم بأعمال السفارة السورية بالأردن أيمن علوش أن دمشق ليست بحاجة لعملية عسكرية في المناطق الجنوبية ضد المسلحين، وتحدث عن اتصالات "للخروج من الموقف عن طريق الحوار".
وفق مقال له اليوم، وضع المحلل السياسي والباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية محمد أبو رمان، ثلاث سيناريوهات للحل:
– السيناريو الأول:
– السيناريو الثاني:
– السيناريو الثالث:
وبرأي أبو رمان فإن هذا السيناريو "ربما يكون أكثر استقرارا وضمانا للأردن ولأهل درعا، ويتيح الحديث عن إعادة فتح معبر نصيب، لكنّه مرتبط بقضايا أكثر تعقيدا، مع وجود خلافات داخل الإدارة الأميركية نفسها حوله، وسط حديث عن معارضة كل من مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو هذه المقترحات، واحتمالية مغادرة ساترفيلد موقعه.