رمضان في فلسطين مكلل بالحزن والأسى

رغم الحزن الذي خيّم على الفلسطينيين بعد سقوط 63 شهيدا في مسيرة العودة الكبرى بذكرى النكبة ونقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، فإن كل ذلك لم يمنعهم في كل من غزة ومدن الضفة الغربية، بما فيها القدس، من الاحتفاء بحلول شهر رمضان الكريم.

ففي قطاع غزة المحاصر، قال أحد التجار لشبكة قدس الإخبارية إن كل ما يتمناه في هذا الشهر "الستر" وتوحيد الفلسطينيين، والرحمة للشهداء.

ولدى سؤاله عن الحال في غزة، قال "لا نشكو أمرنا إلا لله"، مضيفا "كل الدنيا مسكرة علينا"، معاتبا صمت العرب والمسلمين عن حصار القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

‪في أول أيام رمضان بأسواق مدينة غزة‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪في أول أيام رمضان بأسواق مدينة غزة‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

وتخيم سحب الحزن على المزاج العام في غزة بعد تشييع جثامين العشرات الذين سقطوا برصاص الاحتلال على السياج الحدودي.

وفي ظل الفقر وظروف الحصار، وزعت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية ستة آلاف طرد غذائي،
و650 وجبة طعام على أسر فقيرة في القطاع.

‪المخللات من أهم الأصناف التي تزين موائد الفلسطينيين بغزة‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪المخللات من أهم الأصناف التي تزين موائد الفلسطينيين بغزة‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، فإن أكثر من نصف سكان غزة عانوا في 2017 من الفقر بنسبة 53%، في حين قالت الأمم المتحدة العام الماضي إن 80%من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية عاجلة.

وفي القدس المحتلة، أدى عشرات آلاف المقدسيين أول صلاة تراويح بعد صلاة العشاء الأربعاء، في المسجد الأقصى، وامتلأت باحات المسجد بالمصلين، وسط حزن باد على الوجوه بسبب ارتقاء 63 شهيدا في قطاع غزة.

‪صناعة الحلويات بمدينة نابلس في أول أيام شهر رمضان المبارك‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪صناعة الحلويات بمدينة نابلس في أول أيام شهر رمضان المبارك‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

وازدحمت أسواق مدن الضفة الغربية المحتلة، لا سيما أن أصناف الطعام على موائد الصائمين في رمضان لها صبغة خاصة رغم اختلافها بين منطقة وأخرى.

ولكن الموائد المتفق عليها هي المقلوبة والسماقية والمفتول في غزة، والمسخن والمنسف في الضفة الغربية، وتتربع القطايف على مائدة الحلويات.

وما تزال العائلات الفلسطينية تحافظ على عادة تبادل الإفطار بين الجيران، وهي المناسبة التي تجعل ربات البيوت يتنافسن في إعداد الأكلات الشهية.

وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ومن منطلق واجب التضامن والتعاون وتعزيز أواصر الأخوة، وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم إقامة مآدب إفطار من قبل المؤسسات الرسمية، وحث على توجيه المال إلى المحتاجين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية