نواف الرشيد.. صدى الاعتقال يتردد ببغداد

الجزيرة نت-خاص 

بعد مرور أيام على ترحليه من الكويت إلى السعودية، ما يزال تغييب نواف طلال الرشيد الشمري يكتسب زخما حقوقيا، ويثير جدلا سياسيا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

ونظرا لمنعة قبائل شمر في الجزيرة العربية والعراق والشام، فإن اعتقال الرشيد تردد صداه في الرياض والكويت وعمّان والدوحة وبغداد ومدن أخرى بالمنطقة.

وفي فيديو نشر على تويتر، ظهر أحد وجهاء عشائر شمر وسط بغداد يقول إنهم ينظمون وقفة احتجاجية ضد السلطات السعودية التي اعتقلت الأمير نواف الرشيد، وتعهد بتنظيم مظاهرة كبيرة جدا في الوقت القريب. 

ويبدو أن الرجل اختار توجيه الخطاب بهذه الصيغة لأن الموضوع تحيط به حساسيات سياسية وتاريخية ويربطه بعض المراقبين بعملية تصفية في العصر الحديث.

أساس ذلك أن عائلة الرشيد كانت تحكم منطقة حائل (نجد) قبل أن يسقط حكمها عام 1921.

هذه الحساسيات يربطها كثيرون باغتيال الأمير طلال بن عبد العزيز الرشيد عندما كان في رحلة صيد بالجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2003 ، حيث يتهم أفراد من عائلته السلطات السعودية بالوقوف خلف اغتياله.

مخاوف عائلية
وبما أن نواف هو ابن الأمير طلال ذاته، فإن تغييبه في السعودية أثار مخاوف عائلته، حيث طالبت الهيئات الحقوقية بالضغط على الرياض للكشف عن مصيره وتمكينه من الاتصال بمحاميه للدفاع عنه. 

ومما يغذي هذه المخاوف أن المستشار بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني غرد قبل فترة على تويتر بما بدا أنه تباهٍ بقتل الأمير طلال، وتهْديد بعملية اغتيال أخرى، ولكنه حذف تغريدته تلك، ونفى أن يكون قصد ما فهمه القراء.

ومثل والده طلال، يقرض نواف الرشيد الشعر، وتحتفي به العشائر في المنطقة، حيث يحل ضيفا عزيزا على التجمعات القبلية، ويحظى بتقدير الأمراء والوجهاء.

ووفق مصادر عائلية وصحفية، فإن الرشيد زار الكويت للمشاركة في فعالية شعرية، وكان في استقباله العديد من المواطنين. 

ولكن السلطات الكويتية سلمته في 12 مايو/أيار الجاري إلى السعودية، وبعدها انقطع التواصل معه، في حين تتحدث وسائل التواصل الاجتماعي عن اعتقاله والضغط عليه لإصدار بيان ضد قطر.

القبيلة والشعر
ويحمل نواف الرشيد الجنسيتين القطرية والسعودية، ويعرف بانشغاله بالشعر وتعاطي الشؤون القبلية، بينما يبتعد كليا عن السياسة، مما يجعل اعتقاله أمرا غير مبرر، وفق المقربين منه. 

وأصدرت اللجنة القطرية لحقوق الإنسان بيانا حول اعتقال السلطات السعودية "المواطن القطري نواف طلال الرشيد"، وطالبت المنظمات الدولية بالتدخل لإطلاق سراحه. 

ووفق اللجنة، فإنها تلقت شكوى من عائلة المواطن نواف طلال الرشيد "بشأن ما أقدمت عليه السلطات السعودية من اعتقاله تعسفيا ودون توجيه أي تُهم رسمية له أو مبرر قانوني لاعتقاله".

وعبرت العائلة عن القلق العميق والصدمة التي تشعر بها جراء عدم معرفة مكان احتجازه واختفائه قسريا وحرمانه من الاتصال بها أو بمحاميه. 

وفي وقت لاحق، أصدرت وزارة الداخلية في الكويت بيانا بشأن ما أثير حول ترحيل نواف طلال الرشيد إلى المملكة العربية السعودية في 12 مايو/أيار الجاري.

وجاء في البيان أن الترحيل تم "في إطار الترتيبات الأمنية المتبادلة بين البلدين، وذلك لورود طلب من السلطات المختصة بالمملكة بترحيل مواطنها المذكور إليها". ونشرت الوزارة البيان على حسابها في إنستغرام.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي