هكذا اقتحمت ست نساء البرلمان اللبناني

epa06715577 A Lebanese woman supporters of Hezbollah casts her vote at a ballot station in Cheyah area, southern Beirut, Lebanon, 06 May 2018. There are 976 candidates, including 111 women, competing for 128 seats in parliament divided equally between the Muslim and Christian sects, during the general parliamentary elections after nine years of forced extension, through a new electoral law that adopts the percentage. EPA-EFE/NABIL MOUNZER
انتخابات الأحد الماضي شهدت فوز خمس نساء ينتمين لأحزاب وسيدة واحدة مستقلة (الأوروبية)

ديمة شريف-لبنان

انتهى في 6 مايو/أيار الحالي اليوم الانتخابي في لبنان، وكانت المرشحة جومانة حداد تعتقد أنّها أصبحت نائبة في البرلمان، لكنها استفاقت بعد الاقتراع لتكتشف أنّها خسرت مقعدها بفارق ضئيل من الأصوات لمرشح عن مقعد الأقليات الذي ترشحت عنه في لائحة ثانية.

لو نجحت حداد في الوصول لكان عدد النواب النساء في البرلمان قد وصل إلى سبعة، وهو الرقم الأعلى في عمر البرلمان اللبناني منذ الاستقلال عام 1945.

إذن، سيكون في دورة 2018 ست نساء يشكلن حوالي 5% من عدد النواب الـ128، تنتمي خمس منهن إلى أحزاب سياسية، فيما نجحت امرأة واحدة مستقلة كانت ترشحت على لوائح المجتمع المدني.

عائدتان
وقد عادت إلى البرلمان ستريدا جعجع وبهية الحريري مع أربع وجوه جديدة. ستريدا ترشحت عن منطقة بشري شمال لبنان، معقل حزب القوات اللبنانية الذي تنتمي إليه، وهي زوجة رئيس الحزب سمير جعجع

ستريدا جعجع تعود للبرلمان للمرة الثالثة بعد نجاحها في دورتي 2005 و2009 (الأوروبية-أرشيف)
ستريدا جعجع تعود للبرلمان للمرة الثالثة بعد نجاحها في دورتي 2005 و2009 (الأوروبية-أرشيف)

وهذه ثالث فترة برلمانية لها بعد نجاحها في دورتي 2005 و2009. وكما كان متوقعا فقد حصدت عددا كبيرا من الأصوات تخطى 6500 صوت تفضيلي، من أصل 37 ألف صوت نالته لائحتها، لتحل الأولى على قضاء بشري مدعومة بتصويت حزبي.

العائدة الثانية إلى البرلمان هي بهية الحريري، شقيقة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وعمة رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري، وهي نائب للمرة السادسة، إذ إنها عضو في البرلمان منذ أول انتخابات بعد الحرب الأهلية عام 1992.

وكما ستريدا جعجع نالت الحريري أعلى نسبة أصوات في دائرتها بصيدا، وصلت إلى 13700 صوت تفضيلي لها من أصل 16 ألفا نالته لائحتها.

"المستقبل"
أما ديما جمالي النائبة عن مدينة طرابلس (تيار المستقبل) فقد نجحت بعدد ضئيل من الأصوات مقارنة بنواب طرابلس الآخرين (2066 صوتا تفضيليا لها من أصل حوالي 52 ألف صوت نالته لائحتها).

بهية الحريري نائبة في البرلمان منذ أول انتخابات بعد الحرب الأهلية عام 1992 (الأوروبية-أرشيف)
بهية الحريري نائبة في البرلمان منذ أول انتخابات بعد الحرب الأهلية عام 1992 (الأوروبية-أرشيف)

أما الناجحة الرابعة إلى المجلس رولا جارودي فهي أيضا من تيار المستقبل، وهي محامية تعمل منذ سنوات داخل المجلس النيابي في لجنة الإدارة والعدل في مساعدة النواب على كتابة القوانين.

ومثل زميلتها جمالي، اعتمدت جارودي على أصوات تيار المستقبل الذي تنتمي إليه وكذلك عائلتها، وهي من العائلات التي لديها عدد أصوات يعتبر مرتفعا في بيروت، وتمكنت من حصد نسبة أعلى من الأصوات متخطية وزير الداخلية نهاد المشنوق ببضع مئات من الأصوات (6600 صوت تفضيلي لجارودي من أصل 62 ألف صوت للائحتها).

حركة أمل
الوجه النسائي الخامس هو الوزيرة عناية عز الدين التي نجحت عن أحد المقاعد الشيعية في الجنوب على لوائح حركة أمل التي تنتمي إليها. وبذلك تصبح عز الدين أول امرأة شيعية تدخل البرلمان اللبناني بعد أربعين عاما من دخولها المكتب السياسي لحركة أمل، وعام ونصف من تعيينها وزيرة في الحكومة الحالية حيث تسلمت حقيبة الشؤون الإدارية.

وقد نالت عز الدين أقل من نصف الأصوات التي نالها رئيس اللائحة نبيه بري (18850 صوتا تفضيليا من أصل 134 ألف صوت للائحة كلها)، ولكنها حلت رابعة وسبقت اثنين من المرشحين الدائمين على لوائح حزب الله وحركة أمل. 

واعتمدت عز الدين على أصوات حزبها حركة أمل، وكان نجاحها مضمونا إلى حد ما، خصوصا أنّ الدائرة التي ترشحت عنها لم تشهد منافسة جدية للائحتها.

مستقلة وحيدة
المستقلة الوحيدة هي بولا يعقوبيان التي ترشحت مع تحالف "كلنا وطني" في دائرة بيروت الأولى. وقد نالت يعقوبيان 2500 صوت تفضيلي من أصل 6500 صوت نالتها لائحتها، وهو رقم يعتبر جيدا في هذه الدائرة ذات عدد المقترعين المنخفض.

وهي دائرة كان فيها قدر لا بأس به من المنافسة، مع لائحة يدعمها التيار الوطني الحر وأخرى تدعمها القوات اللبنانية وثلاث مستقلات، منها لائحة "كلنا وطني".

وأتت يعقوبيان إلى النيابية بعد عقدين من العمل الإعلامي، تنقلت فيه بين عدد من المحطات التلفزيونية مما جعلها وجها معروفا، خصوصا أنّها قدمت برامج سياسية وحوارية، وقد ساهم ذلك من دون شك في قدرتها على الوصول إلى الناخبين والتواصل معهم أكثر من المرشحات الأخريات.

وستكون بولا -وفق تصريحاتها الأخيرة- مستقلة، ولن تنضم إلى كتلة تيار المستقبل في البرلمان، بعدما نشرت بعض المواقع الإخبارية معلومات أنّها ستلتحق بكتلة رئيس الوزراء بسبب عملها السابق في تلفزيون المستقبل وعلاقتها الجيدة مع مسؤولي التيار.

ومن الواضح أنّ الناخبين لم يقتنعوا كثيرا بالتصويت للوائح المستقلين حيث ترشحت أغلب النساء، مما جعل حظوظ المرشحات الحزبيات أعلى بكثير.

المصدر : الجزيرة