ماذا ترجو المعارضة من نسخة أستانا التاسعة؟

الضيف في الصورة هو فاتح حسون احد اعضاء وفد المعارضة الى استانا
وفد للمعارضة السورية خلال مفاوضات سابقة في أستانا (الجزيرة نت)

أحمد العساف-غازي عنتاب

قرر وفد المعارضة السورية المسلحة المشاركة في النسخة التاسعة من مفاوضات أستانا المقررة منتصف الشهر الجاري، بحسب تصريحات للجزيرة من أعضاء الوفد.

وكانت وزارة الخارجية الكزاخية أعلنت عقد جولة جديدة من المفاوضات يومي 14 و15من الشهر الجاري، بشأن الأزمة السورية، ووجهت الدعوة لطرفي الأزمة إلى جانب الدول الضامنة الثلاث روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن بصفة مراقبين.

وما بين الجولات السابقة والجولة الجديدة تغيرت خريطة سيطرة طرفي الأزمة السورية، حيث تراجعت المعارضة بشكل كبير. فماذا تأمل المعارضة من الاستمرار في هذه المفاوضات رغم الظروف الصعبة التي تمر بها؟

‪طعمة يأمل أن تتوصل المفاوضات المقبلة لوقف لإطلاق النار وإطلاق المعتقلين‬ (الجزيرة)
‪طعمة يأمل أن تتوصل المفاوضات المقبلة لوقف لإطلاق النار وإطلاق المعتقلين‬ (الجزيرة)

نوايا روسية
اعتبر رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات أستانا أحمد طعمة أن بُعد المسافة بين مناطق وقف التصعيد التي شملت الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي ومحافظة إدلب؛ كانت عاملا مهما في إظهار نوايا النظام والروس المبيتة لنقض الاتفاقيات.

وأضاف أن تركيا المعنية بمراقبة الوضع في محافظة إدلب (شمالي سوريا) ألزمت الجميع بما فيها قوات النظام بالالتزام، حيث لم يستطع النظام الاقتراب من نقاط الرصد التركية. في حين أخلّت روسيا وإيران بإلزام النظام في المناطق الأخرى من عدم التصعيد.

وأعرب طعمة عن أمله أن تؤدي المفاوضات المقبلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار النهائي، ومنع النظام وحلفائه من استهداف المدنيين في محافظة إدلب، التي يبلغ تعداد سكانها نحو أربعة ملايين في ظل ظروف إنسانية صعبة.

أستانا وجنيف
وقال طعمة للجزيرة نت إن المعارضة تنظر إلى مسار مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة نظرة إيجابية، وإنه يمكن أن يتكامل مع مسار أستانا، معربا عن أسفه لتوقف مسار جنيف حاليا.

وأضاف أن المعارضة في أستانا تسعى لأن تحقق بعض الاختراقات في المفاوضات بما يخدم مصالح الشعب السوري، خاصة ملف المعتقلين.

ورغم ما خسرته المعارضة من مناطق، يرى العقيد فاتح حسون عضو وفد المعارضة المسلحة إلى مفاوضات أستانا في حديثه للجزيرة مكاسب أخرى تحققت من خلال مسار مفاوضات أستانا، منها تخفيف حدة القصف على كثير من المناطق في سوريا بنسب متفاوتة تصل أحيانا إلى 50%.

ويرى حسون أن مفاوضات أستانا ليست خيارهم الوحيد، إنما هي فرصة سياسية يمكن تحقيق مكاسب من خلالها، كنزع صفة الإرهابية كما يروج النظام عن فصائل الثورة، إضافة إلى جر الروس والنظام إلى المفاوضات بدل الخيار العسكري الذي يصرون عليه.

الحمادة اعتبر أن كل جولات أستانا لم تحقق شيئا للشعب السوري (الجزيرة)
الحمادة اعتبر أن كل جولات أستانا لم تحقق شيئا للشعب السوري (الجزيرة)

تقييم أستانا
ويرى المحلل السياسي العسكري السوري أحمد الحمادة أن تقييم أستانا يقاس بما تم تحقيقه من نتائج ملموسة لكلا الطرفين في سبيل الوصول إلى حل بما بدأت من أجله المفاوضات.

وأضاف أنه بكل جولات أستانا لم ولن يتحقق شيء للشعب السوري؛ فالعمليات العسكرية من قبل النظام وروسيا استمرت في كثير من مناطق المعارضة السورية، ومنها المشمولة باتفاق خفض التصعيد، وما تزال عمليات إخلاء مناطق المعارضة مستمرة حتى قبيل انعقاد هذه الجولة، كما خسرت المعارضة منطقتين من أهم المناطق التي تسيطر عليها، هي الغوطة الشرقية في طوق العاصمة وريف حمص الشمالي، وهما منطقتان مشمولتان بما بات يعرف باتفاق مناطق خفض التصعيد، أبرز ما أنتجته مفاوضات أستانا، إضافة إلى مناطق أخرى لم تكن مشمولة بهذا الاتفاق، مثل بلدات جنوب دمشق والقلمون الشرقي في ريف دمشق.

كما أن ملف المعتقلين بقي عالقا في مكانه رغم أنه كان يشكل فرصة سانحة لإثبات حسن النوايا في التفاوض وجدية هذه العملية.

ويرى الحمادة أن مفاوضات أستانا يريد منها الروس أن تكون بديلا لجنيف لتتفرد كليا بالملف السوري عسكريا وسياسيا، ولتحقيق مصالح طرف واحد هو النظام السوري.

المصدر : الجزيرة