مؤتمر في إندونيسيا يبحث سبل السلام بأفغانستان
صهيب جاسم-جاكرتا
وأعرب الرئيس جوكو خلال افتتاحه المؤتمر عن تقديره للدور الذي يضطلع به العلماء في تعزيز السلام، واصفا إياه بأنه "مهم جدا في الدفع باتجاه السلام الشامل بأفغانستان".
وقال إن المؤتمر الثلاثي يعكس التزام إندونيسيا وتعهدها بتعزيز دور العلماء، مشيرا إلى أن طريق السلام لن يكون سهلا "لكننا بإيماننا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيعيننا ولا يجوز لنا أن نيأس أو نفقد الأمل، وهنا يأتي دور العلماء في إبقاء الأمل والتفاؤل بين أبناء الأمة بإمكانية تحقيق السلام".
نبذ العنف
وأكد العلماء في بيانهم الختامي للمؤتمر عزمهم على الإسهام في ترسيخ عرى السلام والاستقرار بأفغانستان، مشيرين إلى أن الشعب الأفغاني لم يفقد الأمل في أن يعيش في سلام ويكافح من أجل الحفاظ على كرامته متسلحا بإيمانه وعقيدته.
وجددوا دعمهم الجهود الرامية لجعل أفغانستان آمنة ومزدهرة، وبذل ما في وسعهم لما فيه مصلحة تعزيز البيئة المساعدة لتحقيق السلام، داعين إلى التضامن بين أبناء الأمة الإسلامية والتقريب بين مختلف فئاتها.
كما أكد المجتمعون على تأييدهم مبادرات السلام السابقة التي أطلقت في باكستان وغيرها من المبادرات التي أطلقها العلماء والهيئات العلمية التي تعزز السلام وتستنكر العنف والإرهاب، مع التأكيد على الاحتكام إلى القرآن والسنة في حل الصراعات والخلافات بين المسلمين، كما عبروا عن تقديرهم كل جهد تبذله الحكومة الأفغانية، والمبادرات الإقليمية والدولية الأخرى.
وناشد المؤتمر جميع الأطراف في أفغانستان المشاركة في محادثات سلام مباشرة، مع التأكيد على دور العلماء في ترسيخ قيم الإسلام السمحة في المجتمعات المسلمة، وتعزيز قيم وسلوكيات الأخوة بين المسلمين وجميع المواطنين.
وأشار العلماء إلى تفهم التحديات الجذرية التي تواجه المجتمعات المسلمة، مؤكدين على أن العنف والإرهاب لا علاقة له بأي دين ويجب ألا يربط بأي دين أو حضارة أو شعب أو عرقية لأن العنف والتطرف والإرهاب بكل أشكاله ومظاهرة -بما في ذلك العنف ضد المدنيين والهجمات الانتحارية- يتعارض مع مبادئ الإسلام، حسبما جاء في البيان.
موقف طالبان
وفي السياق، أفادت صحيفة ذا ديلي تايمز الباكستانية في تقرير مطول لها اليوم بأن وفدا من حركة طالبان زار جاكرتا بدعوة من إندونيسيا، مما أسهم في تغيير جدول أعمال المؤتمر.
وجاءت الدعوة عقب بيان أصدرته حركة طالبان في مارس/آذار الماضي حثت فيه علماء أفغانستان وباكستان على مقاطعة المؤتمر الذي وصفته بأنه مؤامرة من أجهزة استخبارات أجنبية، وهو ما أدى إلى تأجيله شهرين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من طالبان أفغانستان أن تفاهما تم بين الجهة المنظمة للمؤتمر وممثلين للحركة بعدم إصدار فتوى أو إلقاء خطاب ضد الجهاد في أفغانستان أو ضد طالبان.
هذا وقد خلا البيان الختامي من الإشارة إلى التدخلات الأجنبية في أفغانستان، كما لم يتطرق إلى تفاصيل الواقع الأمني والسياسي البالغ التعقيد في البلاد وأبقى على عمومية عباراته.