فوز السيسي.. ولاية ثانية أم "حكم مؤبد"؟

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi attends a news conference at the Elysee Palace in Paris, France, October 24, 2017. REUTERS/Philippe Wojazer
السيسي قال مرارا إنه لا ينوي البقاء أكثر من مدتين (رويترز)

بعد فوز عبد الفتاح السيسي مجددا في انتخابات الرئاسة المصرية بنسبة 97%، ألقت وكالة الصحافة الفرنسية الضوء على تساؤلات المحللين: هل سيكتفي السيسي بالبقاء في الحكم لولاية ثانية فقط؟ أم إنه سيسعى للتمديد؟

رغم أن السيسي أكد أكثر من مرة أنه لا ينوي البقاء أكثر من مدتين، أي ثماني سنوات إجمالا، فإن "كل الخيارات مفتوحة" برأي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة.

وقد أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات يوم الاثنين فوز السيسي بـ 21.8 مليون صوت تمثل 97% من مجموع الأصوات الصحيحة، مقابل 2.9% لمنافسه الوحيد موسى مصطفى موسى، الذي كان قبل ترشحه من المؤيدين المتحمسين للسيسي. وقالت هيئة الانتخابات إن نسبة المشاركة بلغت 41.5% من مجموع نحو ستين مليون مواطن لهم حق التصويت.

ويقول نافعة "رغم أنني لا أعتبر ما جرى انتخابات لأنه لا منافسة حقيقية فيها فإن ما يعنيني الآن هو المستقبل". ويتابع قائلا "السؤال المطروح الآن هو هل سيلجأ (السيسي) لتعديل الدستور لإلغاء المادة التي تنص على أنه لا يجوز لأي رئيس أن يحكم أكثر من ولايتين؟ أم إنه سيختار شخصا آخر، عسكريا، ليحل محله؟ أم سيلجأ للخيار الديمقراطي؟".

أنصار السيسي يتحدثون عن تعديل الدستور
أنصار السيسي يتحدثون عن تعديل الدستور

تعديل الدستور
أما مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فيرى أن هناك "احتمالا كبيرا" لتعديل الدستور، "لأن أنصار الرئيس بدؤوا الحديث عن ذلك في وسائل الإعلام، خصوصا عن تعديل المادة التي تنص على أنه لا يجوز للرئيس الاستمرار في السلطة لأكثر من ولايتين".

ويعد هذا النص الذي أدرج في الدستور المصري بعد ثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام حسني مبارك، الإنجاز السياسي الرئيسي للثورة.

ويعتقد السيد أن الولاية الثانية للسيسي ستشهد "استمرارا لسياساته التي يتبعها منذ العام 2013 وهي اتخاذ قرارات من دون دراسات مسبقة ومن دون الاستعانة بمستشارين، وهي قرارات تتخذ بغرض الإبهار ولا تحقق شيئا على أرض الواقع ولا تتفق مع أولويات التنمية الاقتصادية".

ويشير السيد إلى مشروعات كبرى أطلقها السيسي ولم يكن لها عائد اقتصادي يذكر، خصوصا مشروع توسعة قناة السويس الذي افتتح في أغسطس/آب 2015. ويتولى السيسي مقاليد الأمور في مصر منذ إطاحته في يوليو/تموز 2013 وهو وزير للدفاع بالرئيس محمد مرسي أول مدني يصل إلى السلطة بانتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر.

نظام السيسي يُحكم قبضته الأمنية على البلاد
نظام السيسي يُحكم قبضته الأمنية على البلاد

خنق الحريات
ويعتقد السيد أن السيسي "سيواصل كذلك سياسة التضييق على الحريات وستستمر القيود على حرية التنظيم والتجمع".

ويوافقه الرأي كريم إميل بيطار الخبير في شؤون الشرق الأوسط الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس إذ يقول إن السيسي "نجح في تدعيم سلطته" بعد أن وظف المؤسسات التي يفترض أنها مستقلة "مثل القضاء والإعلام والبرلمان" لصالحه.

ولكن بيطار يشير إلى أن الانتخابات المصرية "التي يجمع المراقبون الأجانب على أنها تمثيلية" تندرج في "سياق دولي مؤات لدعم السلطوية في العالم أجمع وحظيت بشيك على بياض من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سبق أن هنأ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس الفلبيني رودريغو) دوتيرتي و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان" على حد قوله.

وكان ترمب من أول مهنئي الرئيس المصري. وأعلن البيت الأبيض بعد إعلان نتائج الانتخابات أن "الرئيسين أكدا الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر وهما يتطلعان إلى المضي قدما في هذه الشراكة ومواجهة التحديات المشتركة".

المصدر : الفرنسية