عندما يرفع جنود الأسد أعلام روسيا وإيران

Syrians wave Russian and Syrian flags during a protest against U.S.-led air strikes in Damascus,Syria April 14,2018.REUTERS/ Omar Sanadiki
جنود سوريون يرفعون أعلام روسيا وإيران في غمرة احتفالاتهم بما اعتبروه "فشل العدوان الثلاثي" على وطنهم (رويترز)
محمد النجار-الجزيرة نت

في أوج احتفالاتهم بـ"فشل العدوان الثلاثي على سوريا"، اختار جنود في جيش النظام السوري والمليشيات المحسوبة عليه أن يرفعوا أعلاما كبرى لروسيا وإيران، وإلى جانبها أعلام أصغر حجما لسوريا، وذلك أثناء طوافهم على سيارات أمنية وعسكرية في شوارع العاصمة السورية دمشق.
 
الصورة مرت بشكل اعتيادي دون أي اعتراض من مؤيدي النظام الذين تداولوها مع صور رفع أعلام أخرى كعلم حزب الله اللبناني، بينما رآها معارضون للنظام "مهينة" ومعبرة "عن حقيقة النظام وجنوده" كون الجنود يرفعون -من وجهة نظر هؤلاء- أعلام "الاحتلالين الروسي والإيراني" لوطنهم.
 

العديد من المؤيدين لنظام الأسد اختاروا صور العلم الإيراني لنشره على حساباتهم في منصتي فيسبوك وتويتر، كما اختار آخرون توجيه الشكر لجبهة "المقاومة والممانعة" برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بات العديد منهم يسمّونه "أبو علي بوتين".

 
وعلى وقع الهجمات التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لعدد من المواقع العسكرية في سوريا، انقسم المغردون والنشطاء العرب على منصات التواصل: بين من اعتبرها "عدوانا" على سوريا، وبين من وصفها بأنها "ضربات" موجهة للنظام.
مليون تغريدة
ومنذ فجر اليوم السبت، شهدت منصة "تويتر" تفاعلا كبيرا على مستوى العالم، حيث تصدر وسم #syria بعدة لغات -أبرزها الإنجليزية والفرنسية والروسية- قائمة التداول العالمي بأكثر من مليون تغريدة.
 

كما شارك سوريون وعرب بقوة بوسمين كان الانقسام باديا فيهما، إذ استخدم معارضو النظام السوري وسم #أمريكا_تضرب_الأسد الذي نافس لساعات على قمة قائمة التداول العالمي بنحو مئتي ألف تغريدة.

 

فيما استحضر مؤيدو النظام السوري عبارة "العدوان الثلاثي" من التاريخ -والتي وصفت العدوان الإسرائيلي الفرنسي البريطاني على مصر عام 1956- مغردين بوسم #العدوان_الثلاثي_على_سوريا، الذي لم يتمكن من المنافسة على سلم التداول العالمي.

 

وكان لافتا أن غالبية من المعارضين اعتبروا أن الضربة التي وجهها التحالف الثلاثي إلى سوريا لم تكن تهدف لحماية الشعب السوري أو وقف المجازر بحقه، بعد مقتل ما يزيد على نصف مليون منه وتهجير أكثر من عشرة ملايين منذ عام 2011.

 

الموت بالكيميائي ممنوع
حيث اعتبرت شريحة كبيرة من هؤلاء أن دول التحالف الغربي لم توجه ضرباتها لنظام الأسد لأنه يقتل شعبه منذ سبعة أعوام، بل لأنه استخدم السلاح الكيميائي في هذا القتل. وذهب العديد منهم لاعتبار أن الضربات تشرّع للنظام قتل شعبه بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وغيرها وسائل القتل، لكنها ترفض أن يكون بالغازات السامة!

 

وكتب أحد المغردين "رسالة الغرب للأسد: اقتل من شئت، متى شئت، أين شئت، كيف شئت، دون سلاح كيمياوي".

 
طرف آخر من المغردين أيد وجهة النظر هذه، واعتبر أنه تم الاتفاق على الضربة بين موسكو وواشنطن، وذهب أحد المغردين للقول إن أميركا لا تضرب الأسد بل أهدافا محددة تم الاتفاق عليها مع روسيا، و"الأسد يسلم عليكم ويقولكم أسلحته الكيمياوية محفوظة في نفس المخازن، وكان الله في عون الشعب السوري".
 

ورفض مغردون وصف الضربات الأميركية للنظام السوري بـ"العدوان"، فكتب المحلل السياسي أنور مالك "لو حافظ النظام السوري على نسبة 01% من سيادة #سوريا لكنت أول من يصف الضربات الصاروخية بالعدوان على سيادتها، لكنه جعل الدولة مستباحة في عرضها وأرضها وفتحها لكل مرتزقة العالم، وهذا من أجل أن يظل في منصب رئيس، لم يعد له أدنى وجود حتى في مخيّلة #بشار_الأسد نفسه!".

 

العدوان على سوريا
على الجهة المقابلة، تفاعل مؤيدو النظام السوري على الوسم الذي وصف الضربات الغربية بـ"العدوان"، ونشط العديد منهم في نشر فيديوات وصور قالوا إنها لتصدي مضادات الجيش السوري الأرضية للصواريخ.

 

كما انتشرت على هذا الوسم بشكل كبير صور مؤيدين للنظام يحتفلون في ساحة الأمويين وسط العاصمة بما اعتبروه "فشل العدوان"، وظهر في بعضها جنود وأشخاص يرتدون ملابس مدنية وهم ينتظمون في حلقات الدبكة فرحا بما رأوه انتصارا لوطنهم.

 

واختار طرف ثالث من المؤيدين للنظام السخرية من الضربة والوقت الذي استغرقته، فكتب البعض متسائلا باستهزاء عن مكان سقوط الصواريخ.

 

وتداول مؤيدون للنظام فيديو بثته صفحة الرئاسة السورية على فيسبوك يظهر فيه الرئيس بشار الأسد وهو يدخل ما قالوا إنه مكتبه، واعتبروا أن الفيديو يمثل رسالة تحد واضحة لدول "العدوان".

 

باب الحارة السورية
وفي فيديو ثان ظهر الفنان السوري زهير رمضان -الذي مثل شخصية "أبو جودت" في المسلسل الشهير باب الحارة- وهو يتحدث عن تحدي الشعب السوري "للعدوان"، وتساءل عن ضربة قال إنها فشلت قبل أن تصل الصواريخ لدمشق، لأن الشعب -كما قال- كان يستعد لها وهو يدخن الأرجيلة في المقاهي.

 

ووسط مشاهد أفراح المؤيدين للنظام الذين رقصوا بسبب محدودية عدد الصواريخ التي قصفت مواقع في دمشق وحمص، بدت غالبية السوريين غير مكترثة للمشهد الذي تحول فيه وطنهم لساحة نزاع دولية وإقليمية، فيما تحول نظامهم لممارسة الاحتفال تارة والاحتجاج أخرى على ما تفعله الجيوش الحليفة والعدوة بهم وبوطنهم.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي