الحريري بالرياض.. صفحة جديدة أم مهمة ضرورة؟

زيارة الحريري الى السعودية هي الاولى منذ ازمة استقالته.
زيارة الحريري للسعودية هي الأولى منذ أزمة استقالته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

في زيارة هي الأولى له منذ أزمة استقالته المثيرة للجدل، حط رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على أرض السعودية في خضم تطورات متسارعة طرأت على العلاقة بين الطرفين، بعد أشهر من دخول هذه العلاقة في العناية المركزة عقب إعلانه استقالته من الرياض في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما تبعها من اتهام لبناني للملكة باحتجازه.

وجاءت الزيارة بعد ساعات قليلة من دعوة رسمية نقلها للحريري المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. ويقول مراقبون إن ملفات عديدة قد تشكل محور لقاءات الحريري مع الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار القادة السعوديين، ولا سيما العلاقات الثنائية والمساعدات الاقتصادية بالإضافة إلى ملف الانتخابات البرلمانية اللبنانية المرتقبة في مايو/أيار المقبل.

ورقة لبنان
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب السياسي يوسف دياب أن زيارة الحريري إلى الرياض تأتي وفق جدول أعمال محدد لبحث الالتباسات التي كانت قائمة خلال مرحلة الاستقالة وعودته عنها، وما رافقها من استياء من قبل المملكة.

نزار العلولا (يسار) نقل للحريري دعوة رسمية لزيارة المملكة (الجزيرة)
نزار العلولا (يسار) نقل للحريري دعوة رسمية لزيارة المملكة (الجزيرة)

وأبدى دياب في حديث للجزيرة نت اعتقاده بوجود نظرة سعودية جديدة للواقع اللبناني كون المرحلة الماضية أثبتت للملكة عدم استطاعتها الاستغناء عن ورقة لبنان، وقال إن أي دور سعودي في لبنان لا بد أن يتم عن طريق تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري كونه الممثل الأقوى للطائفة السنية داخل السلطة.

ودعا دياب السعودية إلى تقوية الحريري ودعمه في مشروعه القائم على بناء الدولة، في حال كانت تريد منه الوقوف بوجه حزب الله والتصدي لسياساته.

واعتبر أن للسعودية مصلحة كبيرة في إعادة تعويم قوى 14 آذار التي تداعت بعد التسوية السياسية في لبنان، ورأى أن من مصلحة المملكة والدول العربية وجود تيار سياسي قوي لمواجهة المشروع الآخر وإلا فإن لبنان سيذهب بالكامل باتجاه المشروع الإيراني.

وأبدى دياب اعتقاده بتأثير الزيارة على التحالفات الانتخابية المقبلة، وتوقع حصول تغييرات كبيرة في شكل اللوائح لصالح التوافق والتحالف بين تيار المستقبل وكل من حزبي القوات اللبنانية والكتائب.

وساطة سرية
وتعليقا على توجه الحريري إلى السعودية فور لقائه الموفد السعودي العلولا، قال الكاتب السياسي توفيق شومان إن اختيار الحريري هذا التوقيت عائد لانتظاره دعوة رسمية له كرئيس للحكومة، كونه لم يشأ الذهاب بصفة شخصية كما درجت العادة سابقا.

الانتخابات البرلمانية اللبنانية قد تشكل أحد ملفات البحث خلال الزيارة (الجزيرة)
الانتخابات البرلمانية اللبنانية قد تشكل أحد ملفات البحث خلال الزيارة (الجزيرة)

ورأى شومان في حديث للجزيرة نت أن الحريري انطلاقا من هذه الدعوة أراد رسم أفق جديد للعلاقة مع السعودية من موقع رسمي وليس شخصي، معتبرا ذلك دليلا على أن العلاقات السابقة ما زال يكتنفها الكثير من التعقيدات رغم حرص الطرفين على عدم إظهارها.

وقال شومان إن هذه الدعوة جاءت بعد وساطة سرية تولتها فرنسا ومصر، لكن الرياض تريثت في التجاوب معها لاعتبارها أزمة الاستقالة خلافات داخل البيت الواحد. ورأى أن القادة السعوديين سيطلبون من الحريري موقفا واضحا من حزب الله وإيران وحرب اليمن، وهي المواضيع التي شكلت سببا للخلاف بين السعودية والحريري ودفعته إلى الاستقالة.

وقال شومان إن الرياض تسعى في الوقت نفسه إلى عدم الانسحاب السياسي من لبنان، لإدراكها أن الحريري ما زال يشكل حيثية سياسية وشعبية كبرى، وأن محاولات البحث عن خليفة له لن يكتب لها النجاح.

المصدر : الجزيرة