جزيرة الروهينغا العائمة.. توطين وسط الأعاصير

تبذل بنغلاديش جهودا مكثفة لتحويل جزيرة طينية غير مأهولة في خليج البنغال إلى موطن لنحو مئة ألف من مسلمي الروهينغا، وسط مؤشرات متضاربة على احتمال أن تتحول الجزيرة سجنا للاجئين الفارين من ميانمار.
غير أن أتش تي إمام، أحد مستشاري حسينة، قال لرويترز إن اللاجئين لن يستطيعوا مغادرة الجزيرة إلا إذا أرادوا العودة إلى ميانمار أو اختارتهم دولة ثالثة للجوء إليها، مضيفا "هي ليست معسكر اعتقال لكن قد تفرض بعض القيود. لن نمنحهم جواز سفر أو بطاقة هوية من بنغلاديش". وأضاف أن قوة من الشرطة المسلحة يتراوح قوامها بين 40 و50 فردا سترابط في الجزيرة.
وقال إمام إن مسألة اختيار من سينتقلون إلى الجزيرة لم تحسم بعد لكنها قد تكون بالقرعة أو على أساس التطوع.
ويساعد مهندسون بريطانيون وصينيون في إعداد الجزيرة لاستقبال اللاجئين قبل بدء موسم الأمطار الذي قد يؤدي إلى سيول في المخيمات المؤقتة التي يعيش فيها الآن نحو مليون من أفراد الروهينغا. وربما يبدأ سقوط المطر في أواخر أبريل/نيسان.
وتقضي الخطة بإقامة مبان ذات سقوف معدنية ومزودة بألواح شمسية. وسيقام 1440 مربعا سكنيا يعيش في كل منها 16 أسرة.

مخاوف
وقد تسارعت وتيرة العمل في المشروع في الأشهر الأخيرة وفقا لوثائق اطلعت عليها رويترز تمثل خططا هندسية ورسالتين من البحرية في بنغلاديش إلى مسؤولين حكوميين محليين ومقاولين.
وانتقدت وكالات إنسانية خطة نقل الروهينغا إلى الجزيرة عند اقتراحها للمرة الأولى عام 2015.
وقال عاملون في مجال الإغاثة لرويترز إنهم يشعرون بقلق شديد لأن الجزيرة الطينية عرضة لأعاصير متكررة ولا يمكن أن توفر الرزق للآلاف.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان "نود تأكيد أن تكون أي خطة لإعادة توطين اللاجئين قائمة على قرارات طوعية ومدروسة وتنفذ من خلال ذلك".
وتقع الجزيرة التي لم يكن لها وجود قبل نحو 20 عاما على مسافة 30 كيلومترا تقريبا من الساحل. وأرض الجزيرة مسطحة تغمرها مياه الفيضانات في الفترة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول.
ويقول سكان في جزيرة ساندويب القريبة إن العواصف المطيرة تتسبب عادة في سقوط قتلى وتدمير بيوت وقطع الاتصالات مع البلاد. كما يقول سكان جزيرة أخرى قريبة إن قراصنة يجوبون المياه في المنطقة لخطف صيادين وطلب فدية.

لا مشكلة
وفي رد على المخاوف، قال كبير بن أنور المدير العام لفريق العاملين مع رئيسة الوزراء إن المنظمات الإنسانية التي تنتقد الخطة "مخطئة تماما لأنها لا تفهم تضاريس" بنغلاديش.
وأضاف أن الحكومة تبني ملاجئ تتحمل الأعاصير كما ذكر أن هناك أنواعا من الأرز تتحمل ملوحة المياه، موضحا أن سكان الجزيرة يمكنهم العيش على صيد الأسماك أو تربية الأبقار والجاموس.
وقال "نحن لا نحتاج لأي منظمات أهلية أجنبية أو محلية. بإمكاننا توفير الغذاء لهم".