ليبيا بذكرى الثورة.. ساحة حرب وانقسام وصراع

تعيش ليبيا انقساما سياسيا وصراعا مسلحا على السلطة أحالها إلى ساحة حرب وعطل مؤسسات الدولة فيها رغم مرور سبعة أعوام على الثورة، حيث يقف الليبيون على مفترق طرق بين متفائل ومتشائم، ويحدو بعضهم الأمل في أن تطوي الانتخابات صفحة الأزمة السياسية والأمنية بالبلاد.

وقد حاولت الأمم المتحدة الوصول بالليبيين إلى اتفاق شامل لتقاسم السلطة وإدارة الدولة الليبية عبر توقيع اتفاق الصخيرات السياسي في ديسمبر/كانون الأول 2015 إلا أن أطرافا إقليمية ودولية عملت على تعطيل الاتفاق بدعم أطراف مسلحة ومحاولة عسكرة المشهد وإجهاض التجربة الناشئة في ليبيا.

ومنذ أربعة أعوام تعيش ليبيا على وقع صراع سياسي ومسلح على السلطة دفعت البلاد فاتورته الباهظة من دماء شبابها، وهذا ما جعل زكريا الذي كان أحد شباب الثورة يعرب عن خيبة أمله من وصول البلاد إلى وضعها الراهن الذي تحيط به الأزمات من كل جانب.

‪ليبيا شهدت بعد الثورة نزاعات مسلحة‬ ليبيا شهدت بعد الثورة نزاعات مسلحة (رويترز)
‪ليبيا شهدت بعد الثورة نزاعات مسلحة‬ ليبيا شهدت بعد الثورة نزاعات مسلحة (رويترز)

أهداف وتطلعات
ويقول زكريا إن كل الساسة وكل المكونات كشفوا عن أهدافهم وعن تطلعات كانوا يخفونها قبل سقوط النظام، وكان الشباب هم من دفعوا هذه الفاتورة الباهظة، فاتورة الصراعات.

أما أمينة محمد الكوافي فتقول وهي تسير على شاطئ بحر الصابري في بنغازي بمنطقة أحالها الدمار إلى أشبه بمنطقة للأشباح "لعل هذا العام سيغاث فيه الناس، لقد عشنا سبع سنوات عجاف بعد الثورة ولن نرى أسوأ مما رأيناه فيما سبق، والفرج قريب".

من جهته، لا يعول الصحافي سعد البدري (35 عاما) على الانتخابات المقبلة للخروج من الأزمة الراهنة، قائلا "إن أي حل سياسي في ليبيا يبقى بعيد المنال على المدى القريب بسبب طمع الجميع في السلطة والتشبث بها".

ويضيف البدري "لقد ضيع الجميع مفهوم الوطن بين التشبث بأفكار النظام السابق وأحلام ثورة فبراير التي تم اختطافها".

وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 حالة من الفوضى، وتتنازع السلطة في البلاد جهتان، هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دوليا، والحكومة المؤقتة في شرق ليبيا غير المعترف بها دوليا والمرتبطة باللواء المتقاعد خليفة حفتر.

‪الليبيون يأملون طي صفحة الصراع‬ الليبيون يأملون طي صفحة الصراع (رويترز)
‪الليبيون يأملون طي صفحة الصراع‬ الليبيون يأملون طي صفحة الصراع (رويترز)

انتخابات ودعم
وتصر الأمم المتحدة ومبعوثها غسان سلامة على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بدعم صريح من مجلس الأمن الدولي بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وأعلنت عدة دول غربية رغبة ملحة في ضرورة إجراء الانتخابات، وقامت بتقديم دعم مالي للعملية الانتخابية المقبلة لكن بدون وجود خريطة واضحة.

وبات الطريق نحو الانتخابات ممهدا أكثر من أي وقت مضى رغم وجود مخاوف من إمكانية تصدر الأطراف المتشددة المشهد السياسي الجديد.

وتتساءل فيديريكا سايني فاسانوتي من معهد بروكينغز في واشنطن "حين تكون هناك عشرون مليون قطعة سلاح بأيدي الليبيين وعددهم ستة ملايين نسمة كيف يمكن تصور نجاح الانتخابات" في ليبيا. وتضيف "الانتخابات هي ذروة الديمقراطية وليست البداية".  

ولا توجد في ليبيا سلطة مركزية واحدة متمثلة في حكومة تضم مختلف الأطراف لتأمين العملية الانتخابية، مما جعل المبعوث الأممي يخوض جولات جديدة من الحوار بين أطراف الصراع لتعديل اتفاق الصخيرات الذي وقع بين الفرقاء الليبيين عام 2015.

يشار إلى أن الأمم المتحدة قد حاولت جاهدة فك الاشتباك بين أطراف الأزمة الليبية بإيفاد عدد من مبعوثيها للتوسط بين الفرقاء الليبيين، لكن قوى إقليمية داعمة للثورات المضادة عطلت الوصول إلى حل نهائي لتلك الأزمة.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية