2019 عام الفلاح بمصر.. ماذا أنجزت أعوام الشباب والمرأة وذوي الاحتياجات؟

Farmers harvest wheat on a field in the Beheira Governorate, Egypt May 3, 2018. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
فلاحون مصريون يحصدون القمح في حقل بمحافظة البحيرة شمال القاهرة (رويترز)

محمد السهيلي-القاهرة

اقترحت لجنة الزراعة في مجلس النواب المصري الثلاثاء الماضي على الحكومة أن يكون العام 2019 عاما للفلاح على غرار أعوام الشباب (2016)، والمرأة (2017)، وذوي الاحتياجات الخاصة (2018)، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوجيه رعاية الدولة وأجهزتها نحو تلك الفئات.

واقترح وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان رائف تمراز أن يكون العام 2019 عاما للفلاح، وقال لموقع "اليوم السابع" إن هناك تشريعات وقضايا ومشاكل عالقة تخص الفلاح وتتطلب جهدا للقضاء عليها، وقد أيده في ذلك رئيس اللجنة هشام الشعيني وعدد من النواب.

الفكرة لاقت تأييد نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين فريد واصل الذي تمنى تنفيذها، داعيا الحكومة إلى الاهتمام بالفلاح وتحقيق أحلامه وتخفيف أعبائه.

وقال واصل للجزيرة نت إن الفلاح "يحلم باعتماد السياسة التسويقية للمحاصيل الزراعية، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي وتوجيه الفلاح لزراعة الأنواع الجيدة، ودعمه لاستعادة إنتاج وتسمين الثروة الحيوانية، وإنشاء نقابة مهنية تدافع عنه بشكل دائم".

‪فلاح يسير في حقل للأرز بمحافظة البحيرة‬ (رويترز)
‪فلاح يسير في حقل للأرز بمحافظة البحيرة‬ (رويترز)

تدمير الزراعات
بيد أن نقيب الفلاحين الأسبق عبد الرحمن شكري سخر من الفكرة، وقال إن "الحكومة فعلت الكثير بالفلاح لا له"، معتبرا أنها تنازلت عن حقوقه التاريخية في مياه نهر النيل (مليار متر مكعب سنويا)، وتتراخى عن طرح خسائرها في المحادثات مع إثيوبيا بشأن تقاسم مياه النيل.

وأضاف شكري في حديث للجزيرة نت أن الحكومة أوقفت دعم الفلاح والزراعة وتربية الحيوانات، بل إنها جرمت زراعة الأرز والقصب والموز، وضيقت على الفلاح في استلام محصول القمح فتراجعت مساحاته المزروعة.

كما أنها -يتابع شكري- رفعت مدخلات الإنتاج، وزادت أسعار الأسمدة لصالح المصانع من 1500 جنيه للطن إلى 3290 جنيها بنسبة 220%، موضحا أن "خسارة الفلاح بلغت 21 مليار جنيه (1.16 مليار دولار) دخلت جيوب أصحاب المصانع بنسب أرباح 400%".

وقال أيضا إن الحكومة "دمرت الزراعات الرئيسية بعدما طالبت الفلاح بزراعة القطن مع وعد بشرائه، ثم تراجعت فكانت النتيجة خراب بيوت"، متهما إياها "بالتراخي في أداء دورها بمراقبة بذور الطماطم المستوردة الملوثة بالفيروسات، التي تسببت في خسارة ثلاثة مليارات جنيه (165 مليون دولار)، وضياع محصول عشرة آلاف فدان في الوادي الجديد".

وأشار شكري إلى خسائر الفلاح في الأرز والذرة، وترك حيواناته لمرض"الحمى القلاعية" و"الوادي المتصدع"، ومنع تداول الدواجن الحية بين المحافظات، وحرمانه من العلاج والتأمين وتسويق محصوله بأسعار تناسب جهده، مضيفا أن "هذا هو المطلوب للفلاح، فهل سيتحقق بتدشين عام باسمه؟".

شهادة بلا قيمة
"استبشرتُ خيرا عندما سمعت أن الرئيس السيسي خصص العام 2018 لأبنائنا متحدّي الإعاقة، خاصة بعدما سمعته يطالب المسؤولين بتذليل العقبات".. هذا ما قاله والد أحد ذوي الاحتياجات الخاصة في القاهرة.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "سارعت إلى الحصول على شهادة تثبت إعاقة ابني أحمد (20 عاما)، لكني وجدت تعنتا من إدارات التأهيل واللجان الطبية لمدة أربعة أشهر، لأتفاجأ بأن الشهادة لا قيمة لها، فلا توجد تعيينات بالدولة، والقطاع الخاص يرفض ويتحايل على حق المعوق بالتعيين بنسبة الـ5% القانونية".

ويقول أنس (22 عاما) إنه حصل على شهادة التأهيل ونسبة العجز 5% منذ عام 2013، وإن إدارات القوى العاملة في محافظة الشرقية أبلغوه بأنه لا مجال لتعيينه.

ويضيف للجزيرة نت "بعد قرار السيسي تجدد أملي، لكنهم أرسلوني إلى العمل في مصانع القطاع الخاص بالعاشر من رمضان، التي طلبت مني المكوث في البيت مقابل 500 جنيه شهريا لا تكفي شيئا، فاعتبرتها اعتداء على حقي في الكسب والعمل".

يشار إلى أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أكد في ديسمبر/كانون الأول 2017 أن عدد ذوي الإعاقات بلغ 11 مليون مصري بنسبة 10.7% من السكان.

‪نسوة يغسلن ملابس وأواني في نهر النيل بضواحي القاهرة‬ (رويترز)
‪نسوة يغسلن ملابس وأواني في نهر النيل بضواحي القاهرة‬ (رويترز)

واقع لا يتغير
رغم اختيار السيدة نادية عبده محافظة للبحيرة كأول مصرية في هذا المنصب، فإن تخصيص العام 2017 للمرأة لم يغير من واقعها، وفقا للإحصاءات والبيانات الرسمية.

فقد تفاقمت حالة عدم الاستقرار الأسري وسجلت مصر عام 2017 أعلى نسب طلاق في العالم، كما بلغت عدد العوانس 472 ألفا، في حين تعرضت 46% من المصريات للعنف.

وتقول "أم محمد" (48 عاما) -وهي بائعة في إحدى شوارع القاهرة- "ماذا يعني عام المرأة؟"، مضيفة "من يقول هذا الكلام لم يشاهد الحزن بوجوه النساء في الشارع والأسواق وطوابير الفراخ (المضروبة) وأخيرا البطاطس، وعجزهن أمام غلاء الأسعار، وتدبير أمور المعيشة وتعليم الأبناء والزواج والطلاق"، وتابعت أثناء حديثها للجزيرة نت "في مصر لا يهتم بنا أحد".

ماذا عن الشباب؟
ومع تخصيص السيسي عام 2016 للشباب، أقيمت سنويا مؤتمرات الشباب في مدن شرم الشيخ والقاهرة وأسوان، وبدأ السبت الماضي منتدى شباب العالم في شرم الشيخ.

غير أن الأرقام الرسمية رصدت ارتفاعا في معدلات بطالة الشباب عند 25.7% بواقع 20.5% للذكور و38.7% للإناث، حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء في أغسطس/آب 2018، بينما سجلت بطالة الشباب الجامعي 38.3%.

وفي نفس السياق رصدت عدة تقارير حقوقية صدر أحدها في سبتمبر/أيلول 2016 للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (غير حكومية مقرها القاهرة)؛ احتجاز السلطات المصرية أكثر من 60 ألف سجين سياسي، معظمهم من الشباب.

المصدر : الجزيرة