الحوثي والحطب والأعلاف.. مواضيع شغلت الصحف السعودية عن خاشقجي
حقوق الإنسان
يبد أن الكاتب هادي اليامي تحلى بالشجاعة وكتب مقالا طويلا تحت عنوان "مسار حقوق الإنسان في المملكة ماض باقتدار".
تحدث الكاتب عن ازدهار حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وكيف أن السلطات تتعاطى مع الشأن الحقوقي بالعدل والإنصاف.
وجاء في المقال "ما تردده بعض الدوائر والجهات بسوء نية عن انتهاكات هي مزاعم مغرضة لا تتفق مع نهج المملكة التاريخي المؤيد لحقوق الإنسان".
ومع أن السلطات السعودية أعلنت أنها اعتقلت 18 شخصا على صلة بمقتل خاشقجي فإن الصحف تخلو من أي حديث عن التحقيق معهم أو المطالبة بالقصاص منهم.
ورغم أن صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت تقريرا يكشف أن المتهمين الرئيسييْن بالتخطيط لقتل خاشقجي ما زالا طليقين، فإن الصحافة السعودية لم تعلق على الموضوع.
بالأمس وجهت واشنطن بوست "رسالة للطغاة"، واليوم نشرت "سي أن أن" تحليلا تحت عنوان "تداعيات مقتل خاشقجي.. أخبار سيئة للسعودية".
لكن العربية نت انشغلت بتوقع تجدد الاحتجاجات في إيران بعد دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ، وعلى هذا النهج سارت صحف "اليوم" و"الرياض" و"الشرق الأوسط".
أما جريدة المدينة فنشرت خبرا عن إحالة بعض الحطابة للنيابة العامة وتقريرا عن انهيار الحوثيين على مداخل الحديدة اليمنية.
قلق وترقب
بيد أن هذا التجاهل يصاحبه قلق وربما خوف لا يمكن تغطيته، حيث تؤشر عناوين عديدة إلى أن السعودية تعيش في ترقب وتوجس وتبحث عن الدعم والتضامن.
مثلا، زيارة ملك البحرين للسعودية أخذت حيزا هاما في صدر كل الصحف، وبدا وكأن المنامة أصبحت تمثل سندا للرياض في هذه الظروف الحرجة.
وفي جريدة المدينة عنوان عريض "مجلس الفقه الإسلامي: المملكة قوية صامدة لا يضرها تكالب المرجفين".
وهناك عبارات تضامنية من مشايخ قدموا من مصر وموريتانيا ودول أخرى تحت عنوان "جهود المملكة في خدمة الإسلام تاريخية ومشرفة".
وليست قضية خاشقجي وحدها هي الغائبة عن التغطية، إنما هناك ملفات أخرى محلية مهمة لا تتناولها الصحف اليومية.
في الليلة الماضية، أطلق سراح الأمير خالد بن طلال، فيما تتحدث تقارير عن عزم السلطات الإفراج عن ناشطين ودعاة وكتاب، لكن لا أثر لهذه التطورات في الصحف السعودية.
وقبل أيام أفردت الصحف والقنوات العالمية والعربية مساحات واسعة لعودة الأمير أحمد بن عبد العزيز، بينما اختار الإعلام السعودي تجاهل الحدث كليا رغم اهتمامه المعهود بولاة الأمر.