زيارات محرجة.. حكام يبحثون عن الشرعية عبر الصور

عبد الفتاح السيسي وباراك أوباما وناريندرا مودي في قمة العشرين بمدينة هانغتشو الصينية في سبتمبر أيلول 2016 (الأوروبية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) في لقاء عابر مع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما بقمة العشرين بالصين 2016 (الأوروبية)

لطالما بحثت طائفة من الحكام عن الدعم والتأييد في الخارج عبر صور تذكارية تحسن سمعتهم وتضفي عليهم الشرعية، ولا سيما حين تهب عليهم عواصف الانتقادات وترتبط أسماؤهم بالجرائم والانتهاكات والانقلابات.

غير أن زياراتهم للخارج تكون أحيانا عبئا على الدولة المضيفة بسبب ما تثيره من لغط وضجة غير مرغوب فيها.

وقد أثارت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين كثيرا من الجدل والانتقادات، إذ تأتي في خضم الغضب الدولي الذي أثاره اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث اتجهت أصابع الاتهام في القضية إلى محمد بن سلمان نفسه على الرغم من إصراره على نفي ذلك.

ولا يخفى الحرج في تلك المواقف، إذ يتردد قادة الديمقراطيات الغربية بين وصمة الوصل مع الحكام المثيرين للجدل وبين المكاسب والمشروعات التي يشاركون فيها هؤلاء الحكام، وهو ما وثقته الصور في مناسبات عديدة نورد هنا بعضا منها:

أوباما التقى السيسي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 (رويترز)
أوباما التقى السيسي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 (رويترز)

على الرغم من دعم الإدارة الأميركية الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي في مصر عام 2013 فإن بعض المعلقين كانوا يرون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يكن متحمسا للعلاقة مع السيسي الذي ارتبط اسمه كذلك بمجزرة رابعة العدوية.

وتوثق هذه الصورة لقاء الرجلين مع كبار مسؤولي البلدين الذي عقد على هامش زيارة السيسي الأولى إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول 2014.

نتنياهو بين أعضاء الكونغرس الأميركي عام 2015 (الأوروبية)
نتنياهو بين أعضاء الكونغرس الأميركي عام 2015 (الأوروبية)

لم تكن العلاقة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أحسن ما يرام، وذلك مرده بشكل رئيسي إلى تباين مواقفهما بشأن إيران.

لكن ذلك لم يمنع نتنياهو من زيارة الولايات المتحدة في مارس/آذار 2015 لإلقاء كلمة أمام الكونغرس فقط دون زيارة البيت الأبيض، وهو ما اعتبرته إدارة أوباما إهانة لها وتدميرا للعلاقة بين أميركا وإسرائيل.

ساركوزي (يسار) يستقبل القذافي في الإليزيه عام 2007 (رويترز)
ساركوزي (يسار) يستقبل القذافي في الإليزيه عام 2007 (رويترز)

وسط عاصفة من الانتقادات استقبل الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي الزعيم الليبي معمر القذافي في ديسمبر/كانون الأول 2007، ولم يكن القذافي قد زار فرنسا منذ عام 1973.

وتحدى ساركوزي انتقادات المعارضة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، ودافع عن سياسته "الواقعية" التي أوضح أنها ستجلب لبلاده مكاسب اقتصادية جمة.

وبعد نحو تسع سنوات من التقاط هذه الصورة يحاكم ساركوزي في فرنسا حاليا بتهمة الحصول على تمويل لحملته الانتخابية من القذافي وتهم أخرى.

بشار الأسد (يمين) مع جاك شيراك في الإليزيه عام 2001 (رويترز)
بشار الأسد (يمين) مع جاك شيراك في الإليزيه عام 2001 (رويترز)
ساركوزي والأسد على مائدة في الإليزيه عام 2010 (الأوروبية)
ساركوزي والأسد على مائدة في الإليزيه عام 2010 (الأوروبية)

كانت فرنسا أول بلد غربي يزوره الرئيس السوري بشار الأسد بعد عام من توليه رئاسة سوريا خلفا لوالده حافظ الأسد، واستقبل الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك الرئيس السوري في يونيو/حزيران 2001 وقلده وسام "جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر"، ولكن الزيارة شابها لغط وانتقاد يتعلق بتصريحات "معادية لليهود" أدلى بها الأسد في وقت سابق.

وبعد 17 عاما من تلك الزيارة أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها تنوي اتخاذ إجراءات تأديبية بحق الأسد بسبب جرائم نظامه تبدأ بسحب وسام الشرف، فما كان من الأسد إلا أن سارع بإعادة الوسام إلى فرنسا في أبريل/نيسان 2018.

جورج بوش الابن (يمين) يتجول مع برويز مشرف في منتجع كامب ديفد عام 2003 (رويترز)
جورج بوش الابن (يمين) يتجول مع برويز مشرف في منتجع كامب ديفد عام 2003 (رويترز)

تولى الجنرال برويز مشرف رئاسة باكستان عام 2001 بعد عامين من الانقلاب الذي قاده ضد رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف.

وفي يونيو/حزيران 2003 استقبله في الولايات المتحدة الرئيس جورج بوش الابن الذي وصفه بأنه "قائد ذو شجاعة ورؤية عظيمة" متجاهلا الاتهامات المنسوبة إلى مشرف بتعطيل الدستور واعتقال آلاف من منتقديه. 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات