ذكّروه بتاريخ والدته.. المهاجرون يردون على تهديدات ترامب

Migrants, part of a caravan traveling from Central America en route to the United States walk by the road that links Ciudad Hidalgo with Tapachula, Mexico, November 2, 2018. REUTERS/Carlos Garcia Rawlins TPX IMAGES OF THE DAY
المهاجرون واصلوا طريقهم نحو الحدود الأميركية رغم تهديدات ترامب (رويترز)

في الوقت الذي زاد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حدة خطابه ضد المهاجرين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، فإن اللاجئين الذي أنهكتهم الطريق يرون أنه يبالغ ويشددون على أنهم مجرد فقراء مسالمين يبحثون عن الأمان والرزق ولا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة.

ولحشد الناخبين الجمهوريين، صعّد ترامب لهجته ضد قافلة تضم ما يقرب من 4000 مهاجر وما تزال على بعد أكثر من 800 ميل من الحدود الأميركية وتتبعها ثلاث قوافل أصغر.

وتكشف تصريحات ترامب الأخيرة أنه يخطط للتوقيع على أمر تنفيذي يمكن أن يؤدي إلى احتجاز المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية، ومنع أي شخص يقبض عليه وهو يعبر بشكل غير قانوني من طلب اللجوء. لكن هناك شكوك حول مدى قانونية هذا التوجه.

أيضا، قال ترامب إنه أبلغ الجيش الأميركي بالتعبئة على الحدود الجنوبية الغربية وأنه عليه الرد بإطلاق النار إذا واجه رشقا بالحجارة من مهاجرين، لكنه تراجع لاحقا عن هذا التهديد تحت وقع الانتقادات.

وعلقت الهندوراسية مارتا كويلوس قائلة "من الجهل المطبق أن يفكر (ترامب) بمثل هذا". وأضافت "الحجارة ليست مثل بندقية".

قوافل سلمية
وبينما اشتبك بعض المهاجرين مع الشرطة المكسيكية في جسر على حدود غواتيمالا، كان معظم الذين يسافرون مع القوافل مسالمين ويقولون إنهم يفرون من العنف والفقر في ديارهم.

وشدد المسافرون عبر ولاية أواكساكا الجنوبية يوم الجمعة على أنهم لا يبحثون عن المتاعب.

وقالت كويلوس إنها كانت تملك دكانا في وطنها بهندوراس ولكنها غادرت لأنها لم تعد قادرة على توفير الإيجار وتعرضت لمضايقات من قبل الشرطة، وأقنعت شقيقتها البالغة من العمر 35 عاما أن تنضم إليها في الرحلة.

وأضافت أن الشيء الوحيد الذي يريدونه هو العمل وحياة أفضل في الولايات المتحدة. وهذه هي محاولتها الثانية حيث عبرت لأول مرة إلى الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، ولكن رحلت في العام الماضي.

أما يلفين مالدونادو البالغ من العمر 25 عاما فقال إنه ترك زوجته وابنته في هندوراس للبحث عن حياة لدعم عائلته وأخذ معه ابنه دينيز ذا الخمسة أعوام.

وأضاف مالدونادو وهو في طريقه إلى بلدة دوناجي "ما قاله ترامب غبي.. لا أريد أن أهاجم الشرطة، لأن قلقي هو على ابني".

العمل والأمان
وقال الشاب ستيفاني لوبيز "لسنا قتلة.. نحن نريد فقط العمل لبضع سنوات، وبعد ذلك يمكنه ترحيلنا إذا كان يريد".

وأشار لوبيز إلى أن والدة ترامب التي ولدت في أسكتلندا، كانت مهاجرة. وقال "يجب أن يفكر بنا كأنداد. لقد بنى المهاجرون ذلك البلد".

وفي يونيو/حزيران الماضي، قال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز إن العنف المنزلي وعنف العصابات لم يعد مقبولا عموما كسبب يمنح المهاجرين حق اللجوء.

وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إن المشاركين في القافلة لن يحصلوا على حق اللجوء رغم أن القانون الأميركي يسمح لهم بالحق في تقديم الطلب.

ومن المشاركين في القافلة تيفاني مورانديس (19 عاما) وزوجها خافيير سانشيز وطفلاهما أنجيل ابن السبع سنوات والرضيع وزيزار.

وقالت مورانديس التي احترق أنفها ووجهها من حرارة الشمس بعد عدة أيام على الطريق إنها متعبة للغاية وتفكر في التوقف في تيخوانا، وهي المدينة الحدودية المكسيكية على الجانب الآخر من سان دييغو.

أما مورانديس فيرى أن "دونالد ترامب جعل الأمور معقدة للغاية على الحدود، ومن الأفضل أن نبقى في تيخوانا بدل القتال معه"، لكن الكثيرين متفائلون.

المصدر : وكالات