هاجم بن سلمان وزار الأسد.. صحفيو تونس غاضبون من نقيبهم

لافتة عملاقة تغطي واجهة مقر نقابة الصحفيين التونسيين للتعبير عن رفضها لزيارة بن سلمان
لافتة عملاقة تغطي واجهة مقر نقابة الصحفيين التونسيين للتعبير عن رفضها زيارة بن سلمان (الجزيرة)

آمال الهلالي-تونس

في غمرة الإشادة الدولية والشعبية بموقف نقابة الصحفيين التونسيين التي أدانت حلول ولي العهد السعودي بتونس تأتي زيارة نقيبها لدمشق ولقاؤه بالرئيس السوري بشار الأسد ضمن وفد رسمي لتعيد بعثرة الأوراق والمواقف وتثير أكثر من سؤال بشأن أهداف هذه الزيارة وتوقيتها.

ولم يخف كثير من الصحفيين التونسيين وحتى المنتمين للنقابة صدمتهم من زيارة النقيب ناجي البغوري لسوريا ومصافحته بشار الأسد، وهو الذي كتب قبل أيام تدوينة قال فيها "القاتل بن سلمان، لا أهلا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي تونس".

ويعبر الصحفي حليم الجريري خلال حديثه للجزيرة نت عن استيائه مما سماها "شيزوفرينيا المواقف" الصادرة عن نقيب الصحفيين بين رفض زيارة بن سلمان لتونس من جهة، وهرولة نحو دمشق للقاء بشار من جهة أخرى.

وتساءل "ما الفرق بين براميل بشار وسلاحه الكيمياوي وشبيحته الذين قطعوا حنجرة معارض فقط لأنه غنى طلبا للحرية وبين منشار بن سلمان الذي قطع جثة صحفي ونكل نظامه بالمعارضين في الداخل؟".

واعتبر الجريري أن ما فعله نقيب الصحفيين لا يشرفه كصحفي ينتمي لصرح نقابي مهمته الأساسية الدفاع عن حرية الكلمة دون تحيز أو حسابات أيديولوجية مع أطراف بعينها.

رسالة مفتوحة
وفي السياق ذاته، توجهت مجموعة من الصحفيين التونسيين برسالة مفتوحة إلى مكتب النقابة للتعبير عن "صدمتهم" من لقاء النقيب ببشار الأسد رغم إدانته دوليا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لم تستثن الصحفيين.

وعبر الصحفيون الموقعون على الرسالة عن رفضهم تبرير النقابة بشأن دوافع الزيارة التي تتعارض مع المبررات ذاتها التي استندت إليها في رفض زيارة ولي العهد السعودي إلى تونس.

كما طالب الموقعون نقيبهم بالانسحاب الفوري من الاتحاد العام للصحفيين العرب "بصفته جسما تابعا لأنظمة راكمت عقودا من استهداف حرية الصحافة"، ولعدم انسجامه "مع الوضع العام في تونس والمكتسبات التي تحققت منذ الثورة".

وحذر الصحفي وعضو المكتب التنفيذي للنقابة محمد اليوسفي في تدوينة له من مغبة تشويه نقابة الصحفيين وتلخيصها في أشخاص، مشددا على وجود مكتب تنفيذي شرعي منتخب بشكل ديمقراطي يعبر عن المواقف الرسمية للنقابة.

وتابع "لا فرق بالنسبة لنا بين نظام صاحب المنشار ونظام البراميل المتفجرة، البوصلة واضحة والخط النضالي المبدئي لا يحتاج لتبرير أو تفسير".

عضوة المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سكينة عبد الصمد خلال ندوة صحفية لإعلان موقف النقابة الرافض لزيارة بن سلمان (الجزيرة)
عضوة المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سكينة عبد الصمد خلال ندوة صحفية لإعلان موقف النقابة الرافض لزيارة بن سلمان (الجزيرة)

وكتب الباحث سامي براهم عبر صفحته على فيسبوك "تنديد بزيارة أبي منشار وتسابق لزيارة أبي البراميل المتفجرة!!! المبادئ لا تتجزأ".

وذهب الصحفي حاتم بلحاج إلى تلخيص موقف نقيب الصحفيين ناجي البغوري في تدوينة حملت نفسا نقديا ساخرا بالقول "ناجي ضد بن سلمان، والبغوري مع بشار".

واستعرض الناشط نور الدين الجلالي حصيلة الصحفيين الذين قتلوا على يد بشار الأسد وتضارب المواقف الصادرة عن نقيب الصحفيين بين تنديد بجرائم بن سلمان وشد أزر بشار.

بيان النقابة
وكانت نقابة الصحفيين قد سارعت إلى نشر بيان توضيحي بشأن دوافع زيارة البغوري لدمشق، مشددة خلالها على انحيازها إلى قضايا الصحفيين والشعوب في توقهم للحرية والكرامة بسوريا وخارجها.

وأوضحت عضوة المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سكينة عبد الصمد للجزيرة نت أن مواقف النقابة ثابتة ولا تتغير، لافتة إلى أن لقاء النقيب بالرئيس السوري يتنزل في إطار زيارة رسمية نظمها اتحاد الصحفيين العرب لدمشق، لبحث ملف حقوق الإنسان وحرية الصحافة بسوريا، وبصفة البغوري نائبا لرئيس هذا الهيكل النقابي.

وتابعت "كان من الصعب على البغوري الاعتذار عن هذه الزيارة لأنه مدعو للالتزام بقرارات اتحاد الصحفيين العرب، فضلا على أن لقاءه بالرئيس السوري هو ضمن البروتوكول المعمول به في أي دولة".

وكانت نقابة الصحفيين التونسيين قد احتفت مساء أمس بما سمته "انتصارا جديدا للقضاء التونسي" بعد إذنه بفتح بحث تحقيقي على خلفية الشكوى التي رفعتها النقابة ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

المصدر : الجزيرة