محام فرنسي: غيرة محمد بن سلمان دفعته لاعتقال أمير شاب

خاص الجزيرة نت . الأمير سلمان بن العزيز مع ولي العهد السعودي محمد بت سلمان
الأمير سلمان بن العزيز (يمين) أصبح أسيرا لدى محمد بن سلمان منذ مطلع العام

هشام أبو مريم-باريس

مع تصاعد الضغوط على السعودية لمحاسبة قتلة الصحفي جمال خاشقجي، نجح المحامي الفرنسي إيلي حاتم بتحريك ضغوط فرنسية للإفراج عن الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سلمان المعتقل بالرياض، مؤكدا أن غيرة ولي العهد محمد بن سلمان منه هي سبب اعتقاله.

وفي حديث للجزيرة نت، قال حاتم إن والد الأمير سلمان اتصل به باعتباره صديقا للعائلة في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، وطلب منه الدفاع عن ابنه بعد يومين من اعتقاله، حيث استدعي الأمير الشاب إلى قصر محمد بن سلمان، وسرعان ما دخل الأميران في خلاف ثم تعاركا بالأيدي، فتدخل الحرس وضربوا الأمير سلمان حتى أغمي عليه.

وأضاف حاتم أنه تم نقل الأمير سلمان إلى سجن الحائر في الرياض، وأنه عندما اتصل به والد الأمير لطلب المساعدة تم اعتقال الوالد أيضا، لأن محمد بن سلمان كان يخشى تداول القضية في وسائل الإعلام الفرنسية والغربية.

ويرى المحامي أن هناك تفسيرا واحدا لاعتقال الأمير سلمان، وهو "غيرة" ولي العهد منه، فهو يحظى باحترام العائلة المالكة لكونه متزوجا من ابنة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كما أنه حاصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون في باريس، وحائز على وسام رفيع من الجمهورية الفرنسية، ويتقن لغات عدة مهدت له بناء علاقات مع زعماء أوروبيين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

المحاكم الدولية

‪إيلي حاتم يلوح باللجوء للمحاكم الدولية من أجل الدفاع عن موكليه‬ (الجزيرة)
‪إيلي حاتم يلوح باللجوء للمحاكم الدولية من أجل الدفاع عن موكليه‬ (الجزيرة)

وقال المحامي الفرنسي إنه يخشى على حياة موكليه الأميرين لأنهما مختفيان قسريا منذ أشهر، ولم توجه لهما أي اتهامات ولم يعرضا على القضاء، كما ترفض السلطات السماح لعائلتهما بزيارتهما في سجن بالرياض، باستثناء الاتصال بهما لمدة ثلاث دقائق كل أسبوع.

وحاول حاتم إقناع جهات مقربة من ولي العهد السعودي بإطلاق سراح موكليه، لكن محاولاته باءت بالفشل، فعمد إلى إدخال الدبلوماسية الفرنسية في القضية للضغط على الرياض.

وقال حاتم إنه تلقى ردا رسميا من قصر الإليزيه، اطلعت عليه الجزيرة نت، يؤكد إعطاء الرئيس إيمانويل ماكرون تعليمات لوزير خارجيته إيف لودريان من أجل متابعة الملف عن كثب والعمل على الإفراج عن الأميرين.

وأوضح المحامي أنه وجه رسالة أيضا للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القضية، لكنه أكد عدم تلقيه أي رد من البيت الأبيض.

ولوح حاتم باللجوء للمحاكم الدولية من أجل الدفاع عن موكليه، محذرا ولي العهد السعودي من "ارتكاب حماقة أخرى"، في إشارة إلى قضية اغتيال خاشقجي.

واعتبر أن السلطات السعودية تعتقل الأميرين بشكل تعسفي، وهو ما يعتبر انتهاكا للمواثيق الدولية، خصوصا المادة التاسعة من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

الدكتاتور العنيف
يشار إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية بدأت بالاهتمام بهذه القضية، فقد أجرت مجلة لوبوان حوارا مع أحد أصدقاء الأمير المعتقل بعد فراره قبل أقل من شهر من الرياض.

ووصف صديق الأمير -الذي رفض الكشف عن هويته- ولي العهد السعودي بـ"الدكتاتور العنيف" الذي وضع عددا من الأمراء وأفرادا من عائلته، بينهم والدته، تحت الإقامة الجبرية.

وأضاف أن محمد بن سلمان محاط بعدد من الشخصيات التي "تمارس أكبر الفظائع والجرائم للحصول على رضاه وإثارة إعجابه، بينهم الجلاد سعود القحطاني"، الذي كان مستشارا في الديوان الملكي وتم عزله مؤخرا على خلفية اغتيال خاشقجي.

وأكد حاتم أنه التقى في باريس قبل أيام بصديق ومساعد الأمير سلمان المعتقل، وأبدى الأخير رغبته بالتعاون معه والإدلاء بشهادته أمام السلطات الفرنسية من أجل الضغط على السعودية للإفراج بسرعة عن الأميرين المعتقلين.

المصدر : الجزيرة