شاهد.. ضرب "وزير" حوثي منشق بالحذاء في الرياض

محمد عبد الملك-الجزيرة نت
 
تعرض "وزير الإعلام" المنشق عن جماعة الحوثي عبد السلام جابر إلى الرشق بالحذاء وذلك أثناء ظهوره في مؤتمر صحفي بمقر السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض نهار اليوم الأحد، عقب تمكنه من الفرار من صنعاء إلى السعودية خلال الأيام الماضية.
 
وبدت السلطات السعودية محتفية بالرجل بصورة مبالغ فيها وفقا لحديث عدد من الناشطين اليمنيين، حيث قامت بحشد وسائل الإعلام له والترويج للمؤتمر الصحفي طوال اليوميين الماضيين، وهو ما بدا واضحا من خلال تغريدات العديد من النشطاء السعوديين والإماراتيين الذين بشروا الجميع بكشف الكثير من الأمور والخفايا خلال المؤتمر الصحفي للوزير الحوثي المنشق.
‪جانب من الحضور في المؤتمر‬  (الجزيرة نت)
‪جانب من الحضور في المؤتمر‬  (الجزيرة نت)

ولم تكتف السعودية والإمارات بذلك، ولكنها أرسلت عددا من ضباط التحالف للمشاركة في المؤتمر الصحفي، وفي مقدمتهم الناطق الرسمي باسم التحالف العقيد تركي المالكي.

صفعة وسخرية
كل هذا الاحتفاء المبالغ فيه أفسده شاب يمني كان مشاركا في المؤتمر وصعد إلى المنصة وضرب المسؤول الحوثي، وهو ما جعل الوزير يتوقف عن الحديث وحاول المغادرة.

ولكن عددا من الصحفيين والعاملين في السفارة الذين كانوا بجانبه طلبوا منه البقاء، وتحدث إليهم بعدم نشر التسجيل، ولكن لم يستغرق الأمر سوى بعض الدقائق حتى سيطر الموضوع على تعليقات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب الناشط اليمني ناصر السقاف -وهو الذي ضرب الوزير بالحذاء- "وزير الإعلام المنشق الذي صار شرعية بعد أربع سنوات من سفك دماء الشعب اليمني، قمت أنا وبكامل قواي العقلية وفي قمة القهر الذي شفته منهم والذي عشته مع إخواني في المقاومة في باب المندب من قتل وذبح لإخوتي في الجبهات، برشقه بحذائي أكرمكم الله".

وانقسمت أراء اليمنيين الرافضين لجماعة الحوثي بين مؤيد للحادثة ومعارض لها، أما الموالين للجماعة فقد وجدوا في الحادثة ما يستحق الاحتفاء به والانتقام والسخرية.

وكتب الصحفي اليمني همدان العلي على صفحته في فيسبوك "الوزير عبد السلام جابر يستحق الشنق وليس الرمي بالحذاء فقط، لكن نحن في حرب ويجب الاستفادة منه لكشف خفايا الحوثيين للعالم، أتفهم مخاوف البعض من إمكانية إعطاء الرجل منصب في الشرعية، وبالتأكيد هذا غير مقبول، اتركوا مجالا للتوبة وفرصة للاستفادة من هؤلاء ما دام قد جاء بنفسه معلنا توبته".

وتساءل مغرد آخر على تويتر قائلا "هل جاءت السعودية بالرجل كي يقول في مؤتمر صحفي إن الحوثيين يملكون قدرات إعلامية كبيرة وجيشا إلكترونيا يمتد على مستوى المنطقة؟".

في المقابل انتهز الناشطون الموالون لجماعة الحوثي الفرصة للسخرية من الرجل، وكتب أحدهم على صفحته في تويتر "يليق بك الاستقبال بالصفع بالأحذية على وجهك ولو لم يكونوا يعرفون أنك مجرد مرتزق وأنك كاذب جئت تزاحمهم على المال الحرام، لما قذفوك بالحذاء، حقا كل واحد يضع نفسه حيث يشاء".

كما ذهب البعض لتوعد كل من يفكر بالانشقاق عن الجماعة، وكتب حميد رزق وهو أحد الإعلاميين التابعين للحوثين "إلى كل من يريد الفرار.. الأحذية بانتظاركم"، وكتب آخر: "أنا مستعد لشراء الحذاء الذي رجم في وجه عبد السلام جابر بعشرة ملايين ريال يمني".

فشل جديد
وللإجابة عن سؤال: لماذا تكون الرياض هي الوجهة التي يختارها المنشقون من الحوثي؟ قال الناشط والباحث السياسي اليمني محمد المقبلي إن فرار الوزراء من مليشيا الحوثي يعتبر مؤشرا جيدا، ولكن من المفترض أن يكون إلى مدينة مأرب اليمنية أو محافظة عدن أو أي منطقة محررة وليس إلى الرياض.

واعتبر المقبلي في حديث للجزيرة نت الذهاب إلى العاصمة السعودية الرياض لا علاقة له برفض جماعة الحوثي، بقدر ما هو للبحث عن امتيازات في المعسكر المقابل (التحالف السعودي الإماراتي).

الأمر ذاته أكده رئيس مركز يمنيون للدراسات فيصل علي، الذي أوضح -في تصريح خاص للجزيرة نت- أن "الطريق إلى الرياض أصبحت سالكة للانتهازيين وحدهم، وأن ذهاب من كانوا مع الحوثي لا يعني أن الرياض كسبت في صفها سندا وداعما مهما".



وقال فيصل علي إن "الضغط الإعلامي الذي توقعته السعودية من انضمام جابر إلى الشرعية تحول إلى  ضغط ضد السعودية والإمارات والشرعية، وجاء رميه بالحذاء ردة فعل ضد التحالف والانقلاب، لا أحد يحتمل هذه اللعبة، ومهمة التحالف في اليمن منتهية، عليهم أن يرفعوا الراية ويسلموا الأمر لقيادة الجيش الوطني في اليمن".

الرياض لم تعد تملك رؤية في الشأن اليمني بحسب فيصل علي، وقد تورطت في الحرب بعد أن ورطت اليمن بدعم الانقلاب، والعالم اليوم يبتز الرياض بهذه الحرب، واستقبالها لمنشق مثل جابر سطحي للغاية ويدل على أنها لا تملك رؤية حقيقية في الشأن اليمني.

وعما إن كانت السعودية قد أصبحت تعتبر الحوثيين قوة فعلية، وأن مجرد مسؤول منشق منهم يستحق كل هذا الاحتفاء؛ قال فيصل علي إن الضربات التي تلقتها السعودية من جماعة الحوثيين منذ بداية عاصفة الحزم جعلت منهم بعبعا مخيفا لها.

ومن وجهة نظره، فإن الحوثيين "مع أنهم ليسوا بتلك القوة لكنهم استطاعوا مواجهة التحالف لأن تقنياته وتكتيكه العسكري مكشوف لدى إيران وحلفائها الحوثيين"، وتابع قائلا: "لا يهم أن تمتلك قوة عسكرية ومعدات هائلة وأنت بلا عقل عسكري فعال، استقبال المنشق الحوثي فضح السعودية وكشف أوراقها وعراها أمام الرأي العام بشكل أكبر".

المصدر : الجزيرة