ترددات البث الحكومي.. 3 مواقف لذباب تويتر بشأن خاشقجي

A car enters the gate of Saudi Arabia's consulate in Istanbul, Turkey, October 3, 2018. REUTERS/Osman Orsal

في سبتمبر/أيلول 2017، كتب الصحفي البارز جمال خاشقجي مقالا في صحيفة واشنطن بوست عن الخوف والترهيب في المملكة السعودية زمن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

بعد عام، كان خاشقجي على موعد مع الخوف وربما الموت بقنصلية بلاده في إسطنبول، عندما دخلها للحصول على وثيقة لإتمام زواجه من امرأة كانت تنتظر عودته خارج المبنى.

ومنذ أن تأخر الكاتب داخل القنصلية ظهر الثلاثاء الماضي، كانت مواقف الرأي العام في تركيا ومعظم الدول العربية والغربية تصب في اتجاه واحد وهو أن سلطات بلاده دبرت أمرا لخطفه أو تصفيته.

لكن أنصار ابن سلمان أو من يطلق عليهم الذباب الإلكتروني لم يكن لهم موقف ثابت بشأن خاشقجي، إنما مرّ تعاطيهم مع الأزمة بثلاث مراحل تبدو متناقضة لكنها أيضا تعكس الحرص على التناغم مع مزاج السلطات في الرياض:

1- التبجح
عندما تأخر خاشقجي داخل مبنى القنصلية لساعات، نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس) خبرا عن استرداد السلطات مطلوبا عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) دون أن تكشف عن هويته.

حينها تجمع الذباب على الخبر، حيث اعتقدوا أن "واس" تقصد خاشقجي، فتبجحوا بقدرة السلطات على جلب المعارضين من كل أصقاع العالم وإسكات أصواتهم وإرغامهم على التسبيح بحمد ولي العهد بكرة وأصيلا.

وقد تداعت جماعات الذباب في موقع تويتر لتلويث سمعة الكاتب المختفي ووصفه بالعميل والخائن الذي يستحق الخطف والاعتقال بل التنكيل.

الخبر الذي بثته الوكالة السعودية بدا مغريا للحشرات الإلكترونية، وانطلقت منه لتهديد معارضين بارزين بنفس مصير خاشقجي، ومن هؤلاء سعد الفقيه ومحمد الأحمري والناشط غانم الدوسري.

2- الإنكار
لاحقا، أنكرت الحكومة أن تكون خطفت خاشقجي، فقد كشف ولي العهد أن "واس" لم تقصده في خبرها، إنما المقصود مواطن آخر تم جلبه من الخارج بتهمة تقديم شيكات بدون رصيد.

لم يصدق الرأي العام العالمي ابن سلمان لأن المملكة تقبع في الدرك الأسفل عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير، إذ تحتل المرتبة 169 من بين 180 دولة، وفق أحدث تقارير منظمة "مراسلون بلا حدود".

ولأن خاشقجي يكتب عمودا بصحيفة "واشنطن بوست" المرموقة ويتحدث للجزيرة وغيرها من القنوات المؤثرة، رجح المراقبون أن تكون السلطات السعودية سعت لخطفه أو تصفيته.

لكن ذباب توتير تجمع فورا على مائدة الإنكار وتبنى موقف ابن سلمان حرفيا، فبدأت الدفاعات الذبابية تكتب أن الحكومة لو كانت تخطف المعارضين لفعلت ذلك بالفقيه والأحمري والدوسري وآخرين.

وبدل مواصلة الهجوم على خاشقجي، طالب الذبابيون بضرورة الكشف عن مصيره وشددوا على أن الحكومة تهتم بشأن رعاياها بالخارج، متجاهلين سوابق الرياض في خطف المعارضين بمن فيهم الأمراء.

وتأييدا لتصريحات ابن سلمان التي خص بها مؤسسة إعلامية غربية، كتب عبد الله "الله يعزك يا طويل العمر والله يحفظك" بينما غرد آخرون بضرورة انتظار التحقيقات لحين اتضاح مصير المواطن خاشقجي.

3- الهجوم
مساء السبت، سهر العالم لمتابعة تطورات مفجعة حيث كشفت تسريبات لمسؤولين أمنيين أتراك أن خاشقجي قتل أثناء وجوده بالقنصلية، ولاحقا تخلص الجناة من جثته.

وقد نفت الرياض بشدة ضلوعها في مقتل مواطنها، وقالت إنها أوفدت فريقا أمنيا للتحقيق بقضية اختفائه. ونقلت "واس" عن مصدر بالقنصلية استهجانه "الاتهامات العارية من الصحة".

وبعد تداول خبر الاغتيال على نطاق واسع، انخرط الذباب الإلكتروني في حرب ضد أنقرة واتهمها بتدبير مقتل خاشقجي والتنصل من الجريمة عبر اتهام السعودية.

لم تبحث كتائب ابن سلمان الذبابية عن أي مصلحة لتركيا في قتل رجل دخلها بأمان وكان يقيم علاقات طيبة مع مسؤوليها وينوي الزواج بإحدى بناتها؟

وتحت وسم "مسرحية جمال خاشقجي" تواصل طنين الذباب ضد تركيا وقطر والإخوان المسلمين وقناة الجزيرة، وكل من لا يسير في فلك السعودية الجديدة.

وفي نظر عبد الرحمن اللاحم فإن اغتيال خاشقجي مسرحية "بإخراج رديء غبي كعادة مسرحيات الإخوان.." ليضيف أن هذا الرجل "انتهت صلاحيته وقرر النظامان القطري والتركي تصفيته" بعد أن وصلا "إلى قاعٍ سحيق من الإجرام ويديرون قضاياهم بعقلية عصابات المافيا والإرهاب".

وبينما غرد عبد الله المالكي قائلا "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته" كتب أحمد الشمري "نحن نقف أمام أكبر عصابة إخوانية في الوقت الحالي، يفعلون كل شيء من أجل إيذاء السعودية".

وتداولت تغريدات أخرى عناوين من قبيل: "عاجل.. بحمد لله السعودية تفضح تركيا وقطر وتكشف خيوط عملية الاغتيال، خطيبة خاشقجي عميلة للمخابرات التركية وتثير الفتنة بين شعوب الخليج".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي