الحكومة اليمنية تعود لعدن.. هل من ضمانات لبقائها؟

وصول رئيس الوزراء الجديد معين عبد الملك إلى عدن - وكالة سبأ
معين عبد الملك لدى وصوله إلى عدن أمس الثلاثاء (وكالة سبأ)
محمد عبد الملك-الجزيرة نت

عادت الحكومة اليمنية برئاسة معين عبد الملك وعدد من أعضاء الحكومة مجددا من الرياض إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد، مما فتح تساؤلات بشأن وجود ضمانات من التحالف السعودي الإماراتي تكفل لها التحرك وعدم تكرار المهددات الأمنية التي واجهتها سابقا، وآخرها المواجهات بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما دفع للحكومة للمغادرة.

وفي أول تصريح لرئيس الوزراء المعين حديثا عقب وصوله إلى عدن أمس الثلاثاء أوضح أن أولويات حكومته ستركز على حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والخدمية، وإعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية وتطبيع الأوضاع في عدن وبقية المحافظات المحررة وتفعيل الأجهزة الرقابية.

وأقر رئيس الحكومة بأن هناك صعوبات تواجه حكومته جراء انهيار الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية سبأ عنه فإن نصف اليمنيين اليوم يعيشون في فقر مدقع، وأن دائرة الجوع تتوسع كل يوم، خصوصا بعد أن حرمت جماعة الحوثي نحو مليون ومئتي ألف موظف من رواتبهم.

مراقبة تحركات
وبشأن ما إن كانت هناك ضمانات فعلية من قبل التحالف السعودي الإماراتي لرئيس الحكومة الجديد وعودته لممارسة مهامه من عدن، قال مصدر حكومي رفيع للجزيرة نت إنه لم يجر أي حديث حقيقي بين رئيس الحكومة ومسؤولي التحالف فيما يتعلق بضمانات تكفل للحكومة التحرك الآمن للعمل في الداخل اليمني وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة السيادية.

وأفاد المصدر بأن معين عبد الملك تربطه علاقة جيدة مع السلطات السعودية، لكن الإمارات حتى الآن تبدو وكأنها تتحاشى معارضة وإحراج السعودية.

وأضاف المسؤول الحكومي -الذي طلب عدم كشف اسمه- للجزيرة نت أن الإمارات تعمل حاليا فقط على مراقبة تحركات رئيس الحكومة، ولديها رغبة مبيتة في خلط الأوراق كما فعلت مع رئيس الحكومة اليمنية الأسبق أحمد عبيد بن دغر حينما حاولت السيطرة على محافظة عدن عسكريا وكان موجودا فيها مع طاقمه الوزاري، لكن السعودية طلبت منها التوقف عن تلك الخطوة.

ثابت الأحمدي: يجب على الحكومة مواجهة أي معوقات وتطبيع الحياة العامة (الجزيرة نت)
ثابت الأحمدي: يجب على الحكومة مواجهة أي معوقات وتطبيع الحياة العامة (الجزيرة نت)

وتابع المسؤول للجزيرة نت "التحالف هو شريك لنا ويجب أن يلتزم بأخلاقيات الشراكة، ويساعد اليمنيين في استعادة دولتهم وليس الوقوف أمام السلطات الشرعية كما حدث في السابق، وكذلك يجب أن يقوم بتوفير البيئة الآمنة لها من أجل الإنجاز والتحرك بشكل أسهل على الأرض وليس إثارة المشكلات أمامها وتشكيل وحدات عسكرية خارج إطار الدولة".

ويرى الباحث والكاتب اليمني ثابت الأحمدي أن العراقيل بلا شك ستكون موجودة أمام تحركات الحكومة، لكن ما يتوجب عليها هو القضاء على أي معوقات وتطبيع الحياة العامة ولو على مستوى الحد الأدنى.

وأشار الأحمدي في حديث للجزيرة نت إلى أنه سواء كانت هناك ظروف مناسبة أم غير مناسبة لرئيس الوزراء الجديد وأعضاء الحكومة إلا أن الحكومة مطالبة بتسوية كافة الأوضاع، خصوصا أن الثقة فيها تناقصت بشكل كبير، وفي حال لم تقدم على خطوات عملية جادة خلال الفترة المقبلة فإنها ستفقد ثقة الشعب بشكل كامل.

ردود أفعال
قبل أسبوع ظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي الذي تدعمه الإمارات، وقال إن "رئيس الحكومة الجديد هو من الشمال، وإن قرار تعيينه لن يقدم ولن يؤخر في أي شيء".

هذا الحديث اعتبره مراقبون انعكاسا ضمنيا لتوجهات أبو ظبي التي عملت على اختلاق الكثير من الأزمات والعقبات أمام حكومة أحمد عبيد بن دغر السابقة في عدن من خلال أدواتها في الجنوب، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي، معتبرين أنها تسعى للاستمرار على نفس الأسلوب، وأنه لم يتغير أي شيء في موقفها.

وانقسمت بالمقابل أيضا آراء وردود الأفعال لدى الشارع اليمني بشأن عودة رئيس الحكومة بين متفائل بوصوله إلى عدن وبين من يستبعد تحقيقه أي شيء على الأرض.

وكتب الدكتور اليمني فيصل علي في تدوينة له بصفحته على فيسبوك "لست مع انتقاد رئيس الحكومة الجديد الذي قال إنه سيركز على الخدمات ولا يتدخل في السياسة، أطالب بمنحه الوقت الكافي ليكتشف أن الرئيس هادي لا خير فيه، وكما عينه سيلغي تعيينه ويحمله مسؤولية عدم القيام بخدمات خمس نجوم ويتم رميه كما حدث مع السابقين".

وقالت الناشطة اليمنية توكل كرمان في تغريدة لها "معين عبد الملك يقول لكم مالوش دخل بالملف الأمني والعسكري والسياسي، نعرف أنه ليس لك دخل بأي حاجة ولذلك قلنا إنك مجرد سكرتير للسفير السعودي".

أما الناشط اليمني مياح الشمير فغرد قائلا "وصلت الحكومة بكل طاقمها عدن، حماس رئيس الوزراء معين عبد الملك يبعث التفاؤل"، وكتب مغرد آخر "أشعر بأن الرجل سيحقق شيء ما ولكن يجب أن نقيم أداءه خلال الأيام القادمة ونرى".

واستغرب ناشطون يمنيون من استمرار التحالف في منع بعض الوزراء من العودة إلى عدن، ومن بينهم وزير الشباب والرياضة الذي كان أحد قادة المقاومة الشعبية خلال فترات تحرير مدينة عدن من جماعة الحوثيين، وكتبت أمل علي اليافعي في تغريدة لها "الاحتلال الإماراتي يرفض عودة الوزير نايف البكري قائد تحرير عدن، هكذا هم يتعاملون مع من يرفض الإملاءات"

المصدر : الجزيرة