شبّه رئيس حركة النهضة بتونس راشد الغنوشي تداعيات حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول بمناخات حادثة إقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي، التي أطلقت الربيع العربي.
خميس بن بريك-تونس
دلالات وتداعيات
وعن دلالات هذا الهجوم يقول الخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف للجزيرة نت إن هذه نقلة جديدة في العمليات الإرهابية مع استغلال العنصر النسائي في التجنيد للقيام بالعمليات بهدف التمويه وتجنب إثارة الشكوك، لكنه يرى أن العملية كانت منفردة ومعزولة وتمت بواسطة متفجرات بدائية الصنع.
كما رأى أن العملية كان هدفها استعراضيا أكثر من أن يكون نوعيا بالنظر إلى رمزية المكان وكثافة الأمن المنتشر على مقربة من مبنى وزارة الداخلية. ويقول للجزيرة نت إن "التفجير يصب دون شك في مصلحة الجماعات الإرهابية مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الذي يسعى لاستهداف الأمنيين وزرع البلبلة".
ورغم تحقيق نجاحات استباقية وبسط الأمن يقول إن "تنفيذ التفجير بواسطة فتاة يحتمل أن تكون مستقطبة عبر الإنترنت دليل على قدرة الجماعات الإرهابية في تحريك الخلايا النائمة لاستهداف الانتقال الديمقراطي ومحاولة توسيع حالة الانقسام السياسي" في حين تستعد البلاد نهاية العام لإجراء الانتخابات.
ومن وجهة نظر المحلل السياسي منذر بالضيافي يتوقع أن يغذي هذا الهجوم حالة الانقسام السياسي الذي برز على السطح مع إعلان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ومؤسس حركة نداء تونس عن نهاية التوافق مع حركة النهضة ذات الجذور الإسلامية بسبب تمسكها بعدم إقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ولم يستبعد أن تلقي الحادثة بظلالها على التغيير الوزاري الذي شرع يوسف الشاهد في التشاور بشأنه مع حركة النهضة وحركة مشروع تونس وينتظر إجراؤه خلال أيام، "خاصة في ظل تصاعد الاتهامات مع كل عملية إرهابية إلى حركة النهضة وتحميلها مسؤولية صعود التيار السلفي عقب الثورة".
ويقول للجزيرة نت إن تزامن العملية الإرهابية مع بروز اتهامات تنفيها حركة النهضة حول امتلاكها جهازا سريا تحمّله الجبهة الشعبية اليسارية مسؤولية الاغتيالات السياسية عام 2013 "قد تؤثر على رؤية يوسف الشاهد في التعاطي مع الترتيبات السابقة التي شرع في مناقشتها حول التغيير الوزاري".