سعود القحطاني.. قائد الذباب الذي طردته روح خاشقجي

بعد أزيد من سنة على تسخين تويتر وقيادة ما تسمى عربيا كتائب الذباب الإلكتروني، وجد المستشار بالديوان الملكي السعودي نفسه مقصيا من دوائر صنع القرار والنفوذ.

وحتى الحين لم يظهر أي ربط بين القحطاني واغتيال جمال خاشقجي، لكن إقالته أعادت إلى الواجهة إشرافه على إدارة حملة تكذيب مقتل الرجل والتهجم على كل من كان يثير هذه القضية.

سعود القحطاني دخل المشهد السياسي من بوابة ولي العهد محمد بن سلمان حيث عمل معه مستشارا ويوصف بأنه يده وعقله وسمعه وبصره.

وبمجرد اعتراف السعودية بمقتل خاشجي، أقيل سعود القحطاني من منصبه مستشارا بالديوان الملكي إلى جانب اللواء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات.

لكن القحطاني ما يزال محافظا على مهامه فيما يسميه هو الأمن السيبراني وما يوصف على نطاق واسع بإدارة حملات الذباب الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي.

وطيلة 18 يوما تميز الخطاب السعودي الرسمي بالارتباك والتلعثم تجاه قضية جمال خاشقجي، وكانت التصريحات النادرةُ تدور حول الإنكار.

خلال تلك الفترة، كانت حملات جيوش المغردين التي يقودها القحطاني تدفع بآلاف التغريدات مرة نفيا لقتل خاشقجي ومرة استهزاء بالضجة التي أثارها اختفاؤه في قنصلية بلاده.

أكثر من ذلك، تفنّن الذباب الإلكتروني في إطلاق حملات مضادة ممنهجة اتهم فيها دولا وشخصيات وتيارات سياسية بأنها السبب في اختفاء خاشقجي.

آلاف الحسابات تصدت بلا هوادة للتقارير الإعلامية والتسريبات التركية، بل ولمجرّد التساؤل عن مصير خاشقجي.

وقد أطلق الذباب وسوما تتماهى مع الرواية السعودية وتكيل الشتائم لقطر وقناة الجزيرة وتركيا وتعتبرها ضالعة مع واشنطن بوست ونيويورك تايمز، والمنظمات والهيئات الإنسانية في مؤامرة تستهدف صورة السعودية.

الذباب يتطاير
الآن بعد أن كشف السعوديون أن خاشقجي قتل فعلا داخل القنصلية، اتضح أن جيوش الذباب الإلكتروني ساهمت بشكل كبير في بث كذبة وإخفاء ملامح جريمة.

لكن هذا العمل المحموم لم يكن يحمل توقيع المستشار المقال سعود القحطاني الذي يقدم على أنه رجل المهام الصعبة في فريق ولي العهد.

لقد سبق للرجل أن قال إنه لا يقدح من رأسه، أي إنه لا يتصرف من تلقاء نفسه، بل امتثالا لأوامر لسيديه الملك وولي عهده.

وحتى الحين ما يزال جثمان خاشقجي مفقودا، لكن روحه طردت القحطاني من الديوان والعسيري من الاستخبارات، وعرت أنظمة خليجية وعربية صدقت السعودية في الإنكار ثم سارعت للإشادة بها عندما بعد قررت الاعتراف.

المصدر : الجزيرة