البطالة والإغراء المادي.. سلاح الاحتلال الممهد للجرافات بالخان الأحمر
ميرفت صادق-الخان الأحمر

نسبة البطالة
وحسب المجلس القروي للخان الأحمر فإن سياسة التضييق الاقتصادي اشتدت حديثا، لكنها بدأت منذ عام 2009 عندما بدأ التهديد الإسرائيلي بهدم القرية وشرع الأهالي في تثبيت وجودهم ببناء مدرسة لأطفالهم.
وضمن هذا السياق، قال الناشط في التجمع فيصل أبو داهوك إن الاحتلال يمارس الضغط عليهم في شتى أنحاء حياتهم لإجبارهم على الرحيل طوعا بحثا عن مصدر رزق لهم ولمواشيهم.
وكان الاحتلال قد أمهل القرية للإخلاء طوعا حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومنذ مطلع الشهر تنفذ طواقم تابعة لجيش الاحتلال اقتحامات يومية لقياس الطرق والتهيئة لعملية إخلائهم قسرا. لكن الأهالي يكررون القول إنه لا خيار لديهم سوى الصمود ويرددون "لن نموت من الجوع، سنبقى هنا".
ويقدّر رئيس المجلس القروي للخان الأحمر عيد أبو داهوك نسبة البطالة بين عماله بأكثر من 70%. وزاد الطين بلة أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بدأت بوقف معظم مساعداتها لأهالي الخان الأحمر والتجمعات البدوية في القدس والضفة الغربية، وعلى رأسها المعونات الغذائية التي كانت توزع كل ثلاثة أشهر.
الضغط الاقتصادي
ويمعن الاحتلال في سياسته ضد سكان المنطقة حيث بات منح التصاريح لأبناء الخان الأحمر وتجمعات بدو الجهالين عامة يواجه بإجراءات أمنية معقدة ويحتاج لموافقة أمنية إضافية من مسؤولي أمن المستوطنات والمناطق الصناعية في ضواحي القدس، الذين يرفضون منحها لغالبية أبناء التجمعات البدوية لمجرد سكنهم في المنطقة.
وقال رئيس المجلس إن الضغط الاقتصادي وغياب المساعدات كانا أبرز السياسات التي انتهجتها إسرائيل لدفع البدو للهجرة باتجاه مناطق العيزرية وحزما وصولا لمنطقة نابلس شمالا.
وبينما كانت تربية المواشي واحدة من مصادر الرزق الرئيسية للخان الأحمر، أغلق الاحتلال مناطق الرعي في حدود القرية المهددة بالهدم تماما بحجة وجودها بجانب مناطق عسكرية أو مستوطنات أو محميات طبيعية، كما حرم سكان القرية من الوصول إلى مصادر المياه الطبيعية.

إغراءات بالملايين
ولفت أبو داهوك إلى أن المواشي في القرية لم تعد مصدر رزق كما كانت في السابق حيث بات يعتمد عليها السكان بأعداد بسيطة لسد احتياجاتهم الغذائية فقط. كما لفت إلى أن عددا كبيرا من العمال الذين كانوا يعملون في قطف البلح بمنطقة أريحا توقفوا عن ذلك خوفا من تنفيذ عملية الهدم وتشريد عائلاتهم في غيابهم.
وفي مقابل الحصار الاقتصادي المفروض على سكان القرية، كشف رئيس المجلس أن العمال وسكان التجمع عرضت عليهم إغراءات إسرائيلية مالية ضخمة من أجل مغادرة قريتهم طوعا.
وابو دهوك نفسه عرضت عليه ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية مبلغا ماليا كبيرا في مقابل مغادرة التجمع وإقناع عائلته بالرحيل.
وأوضح أن هذه الإغراءات عرضت من مستويات سياسية إسرائيلية عليا "ومن مكتب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان شخصيا".
وتحدث شبان تعرضوا للاعتقال في بداية أحداث الخان الأحمر -وأوقفت تصاريح عملهم- عن تلقيهم عروضا مالية إسرائيلية ضخمة لمغادرة قريتهم، لكنهم رفضوها.