رحبت كوريا الجنوبية بإعلان جارتها الشمالية اليوم الأربعاء بأنها ستعيد فتح خط الاتصال الساخن بينهما والذي ظل مغلقا لفترة طويلة، معتبرة ذلك خطوة “مهمة جدا” لاستئناف الحوار المتوقف بين البلدين.
يذكر أن كوريا الشمالية أجرت خلال العام المنصرم 17 تجربة صاروخية، إلى جانب تجربتها النووية السادسة والأقوى يوم 3 سبتمبر/أيلول الماضي، لكن 11 من تلك التجارب جرت -حسبما لاحظ المراقبون- بعد مايو/أيار الماضي، وهو تاريخ وصول الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن إلى سدة الرئاسة.
أولمبياد
وفي إطار انفتاح مفاجئ على كوريا الجنوبية، عرض كيم في كلمته بمناسبة رأس السنة مشاركة رياضيين كوريين شماليين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستضيفها كوريا الجنوبية في فبراير/شباط المقبل. كما عرض إعادة العمل بالخط الساخن المتوقف منذ فبراير/شباط 2016 بين البلدين.
هذا العرض رحبت به سول بسرعة فأعربت عن استعدادها للدخول في حوار مع الشمال "بغض النظر عن التوقيت والمكان والإطار"، وهو ما قابله كيم بإعطاء أمر بإعادة فتح الخط الساخن، حيث تبادل مسؤولان من الجانبين حوارا لعشرين دقيقة لم يكشف عن مضمونه.
وجاءت هذه التطورات بعد أقل من يوم واحد على نشر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مقالا في صحيفة نيويورك تايمز وصف فيه العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانع بأنها "واحدة من النجاحات الدبلوماسية التي حققها رئيسه دونالد ترمب". وقال أيضا إن "الضغوط الأميركية السلمية على كوريا الشمالية أوقفت 90% من صادرات بيونغ يانغ التي كانت تسخّر عائداتها لصناعة الأسلحة غير القانونية".
وبينما رأى محللون في عودة الحوار بين الكوريتين إضعافا لإستراتيجية ترمب بعزل كوريا الشمالية، شككت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت بنوايا كوريا الشمالية وقالت "قد يكون كيم جونغ أون يسعى إلى دق إسفين بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية". وقال مسؤولون أميركيون آخرون إن واشنطن لن تأخذ أي محادثات بين الكوريتين على محمل الجد إذا لم يسهم هذا الحوار في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
النار والغضب
يشار إلى أن مون جاي المؤيد للانفتاح على جارته الشمالية انتخب في مايو/أيار الماضي بينما كان ترمب يهدد كوريا الشمالية "بالنار والغضب".
ويقول رئيس مجموعة "أوروبا-آسيا" (يوراجيا) إيان بريمر الذي اطلع مؤخرا على مواقف مسؤولين كوريين جنوبيين، إن هناك فرصة حقيقية لقبول سول تجميد مناوراتها العسكرية المشتركة مع الأميركيين لإفساح المجال أمام المفاوضات مع بيونغ يانغ. وسيكون هذا الأمر إن حصل انتصارا للصين وهزيمة لواشنطن التي ترفض أي مقارنة بين وجودها العسكري في المنطقة والبرنامج النووي الكوري الشمالي.
وللعلم فإن ترمب أبدى في تغريدة قبل أيام عتبه على ما رآه خرقا صينيا للحظر المفروض على صادرات النفط إلى كوريا الشمالية، فكتب قائلا إنه يشعر بخيبة أمل من الصين بسبب "السماح بنقل نفط إلى كوريا الشمالية"، وهو ما ردت عليه الخارجية الصينية بالنفي.