بعهد ترمب.. أرض الأحلام تضيق ذرعا بآمال المهاجرين

Activists and
ناشطون وحالمون دخلوا أميركا أطفالا يقفون أمام السور الحديدي على حدود المكسيك حيث ينوي ترمب بناء جدار دائم مكانه (رويترز)

يواجه المهاجرون غير النظاميين في الولايات المتحدة، لا سيما الأطفال منهم، مستقبلا غامضا في ظل السجال الدائر بين إدارة الرئيس دونالد ترمب وخصومها من الحزب الديمقراطي وقطاع عريض من الشعب الأميركي.

فهل ضاقت أرض الأحلام ذرعا بالحالمين بمستقبل زاهر؟ أم أن واشنطن ترغب في الحد من تدفقهم الذي قد يؤثر على استدامة الرخاء والازدهار للمواطنين من السكان الأصليين والمهاجرين النظاميين؟

أسئلة كثيرة تحوم حول قضية الحالمين خصوصا أولئك الذين يشملهم الإجراء المؤجل للطفولة الوافدة (برنامج داكا) وهم الأطفال الذين أُطلق عليهم صفة "الحالمين".

والحالمون (دريمرز) هم المهاجرون الشبان والكبار الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير نظامي عندما كانوا أطفالا وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج "داكا" الذي أقرته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ومنحتهم بموجبه تصريحا مؤقتا بالإقامة.

ويجمع الجمهوريون على ضرورة تنظيم وضع "الحالمين". لكن ترمب يطالب في المقابل بالتصويت على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، وعلى إجراءات أخرى ضد الهجرة، بينها وضع حد لما يسميها "الهجرة المتسلسلة" (لمّ شمل الأسر) ووقف العمل ببرنامج القرعة السنوي للحصول على الإقامة (غرين كارد).

وسيتناول الرئيس في أول خطاب يلقيه عن حالة الاتحاد في وقت لاحق اليوم الثلاثاء قضية هؤلاء الحالمين، إلى جانب صحة الاقتصاد والعلاقات التجارية مع القوى الكبرى الأخرى، وعلى رأسها الصين.

خطة ترمب المناوئة للهجرة تعطي أنصار حزبه الجمهوري ما ظلوا يتطلعون إليه وهو أن تظل البلاد بمنأى عن موجات الهجرة القادمة من "بؤر القذارة" وهو اللفظ الذي أطلقه مؤخرا على دول العالم الثالث الفقيرة

وعلى الرغم من أن ترمب كان قد ألغى في ديسمبر/كانون الأول الماضي برنامج "حالمون" الذي يؤمن الحماية لنحو 690 ألف مهاجر، فإن البيت الأبيض كشف أن الرئيس سيقترح على الكونغرس منح المواطنة لحوالي 1.8 مليون مهاجر من الأطفال الحالمين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية.

وفي مقابل ذلك، يريد ترمب من الكونغرس الموافقة على منحه 25 مليار دولار لبناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك، ليصد أي محاولات للتسلل إلى الولايات المتحدة.

وقد تبدو مقايضة من هذا النوع في ظاهرها منطقية، ذلك أن العديد من الأميركيين يقرون بأن بلادهم بحاجة ماسة لإصلاح نظام الهجرة.

غير أن الأمر ليس كذلك. فالرئيس يريد بتلك الصفقة إذا ما تمت أن يغير مسار التنوع الديمغرافي في بلاده عبر وقف تدفق الأشخاص من ذوي البشرة غير البيضاء، إذ يخشى أن يصبح البيض أقلية، وفق صحيفة شيكاغو تربيون.

وبعرضه منح الحالمين المواطنة، فإنه يقترح كذلك تغيير السياسات المتعلقة بالهجرة التي كانت تؤمن لم شمل الأسر المهاجرة والترحيب بمزيد من المهاجرين ممن اختاروا المجيء بطريقة مشروعة بحثا عن تحقيق طموحاتهم في أرض الأحلام.

واعتبر مراقبون أن الصفقة -التي يرمي ترمب للتوصل إليها مع الكونغرس- أحدث حيله لإقناع شعبه بفكرة بناء الجدار الفاصل.

وترى الصحيفة أن إنفاق 25 مليار دولار على بناء الجدار لن يؤتي ثماره في منع تدفق المخدرات والبشر بطريقة غير قانونية، واصفة الخطوة بالسخيفة.

ولعل المهم عند الرئيس وحاشيته أن بناء الجدار ينطوي على رمزية ورسالة إلى الشعب المكسيكي مفادها أنكم غير مرحب بكم في الولايات المتحدة.

صفوة القول، إن خطة ترمب المناوئة للهجرة تعطي أنصار حزبه الجمهوري ما ظلوا يتطلعون إليه وهو أن تظل أميركا بمنأى عن موجات الهجرة القادمة من "بؤر القذارة" وهو اللفظ الذي أطلقه مؤخرا على دول العالم الثالث الفقيرة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + مواقع إلكترونية