جيل جدير بالاحترام يبرز في مؤتمر "ثيمون قطر"

محمد أزوين-الدوحة

افتتاح رسمي بحضور دبلوماسي هام، وأجواء لا تختلف عن أجواء الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلام دول العالم ترتفع في المكان، ورؤية جميع سحنات العالم، وخطابات شباب في عمر الزهور يمثلون معظم دول العالم ويناقشون أكثر مشاكله تعقيدا، ويبحثون لها عن حلول بطريقة يسودها الانسجام واحترام وجهات النظر ومصالح الدول والشعوب.

تلكم هي أجواء مؤتمر الأمم المتحدة للشباب "ثيمون قطر" الذي شارك فيه 1300 طالب وطالبة على مدى أربعة أيام انتهت الجمعة، ووجدوا في فعالياته المصاحبة فرصة حقيقية لتنمية ملكات القيادة لديهم ومهارات الخطابة، وطرح مشاكل دولهم بأسلوب حضاري.

ولأن إنصاف المرأة وتمكينها من حقوقها وصون كرامتها؛ من أبرز أهداف المؤتمر، فقد تعاقبت شابات على المنصة، كل منهن تروي حكاية المرأة في بلدها وطبيعة المظالم التي تتعرض لها.

كلمة مؤثرة لنتراشا ألهبت المنصة والمدرجات بصرختها حول مشاكل المرأة (الجزيرة)
كلمة مؤثرة لنتراشا ألهبت المنصة والمدرجات بصرختها حول مشاكل المرأة (الجزيرة)

صرخة امرأة
كلمة مؤثرة تفاعل معها المؤتمرون وصفقوا لها طويلا.. الشابة الهندية نتراشا ألهبت المنصة والمدرجات بصرختها حول مشاكل المرأة في العالم، وفي بلدها الهند، حيث تتعايش ثنائية الاضطهاد -المتمثلة في الاضطهاد والاغتصاب والقتل أحيانا- والإفلات من العقاب.

فتقدم العالم بالنسبة لنتراشا مرهون بوقف مثل هذه الجرائم المرتكبة بحق النساء، والتمييز غير الإيجابي ضدهن، والحد من ثقافة سيطرة الذكورية على المرأة التي تسيطر عليها عادات وتقاليد رسخت في ذهنها أنها كائن ضعيف أمام رغبات الرجل.

ترى نتراشا أنه لا بد من قانون يحمي المرأة ويلزم الدول بتطبيقه حتى تختفي معاناة النساء، إذ لا يمكن أن ينام رجل سوي قرير العين وأمه أو زوجته أو أخته أو ابنته تنتهك حقوقها وتتعرض للاضطهاد.

النعيمي اعتبر أن الجيل السابقيفتقر إلى وسائل الإقناع (الجزيرة)
النعيمي اعتبر أن الجيل السابقيفتقر إلى وسائل الإقناع (الجزيرة)

الحاضر الغائب
ولأنهم في الغالب يمثلون المفعول به في الأمم المتحدة، فإن ممثلي الدول العربية في المؤتمر نجحوا في كسر هذه القاعدة، وفرضوا وجهة نظرهم على البقية بالحوار ووسائل الإقناع.

فحال قضايا العرب في المحافل الدولية كحال الأيتام على موائد اللئام، كما يصفها الشاب أحمد النعيمي الذي يرى أن السبب يكمن في افتقار الجيل السابق إلى وسائل الإقناع.

فعجزهم عن إقناع العالم بعدالة أكثر قضايا العالم عدالة وهي قضية فلسطين يؤكد أن المشكلة في التعليم الذي تخرج منه هؤلاء، فبينما عجز ممثلو العرب عن إقناع دول العالم بعدالة القضية الفلسطينية، لم يأخذ ذلك من الشباب العرب المشاركين في "ثيمون قطر" سوى ساعات من النقاش الهادئ واستخدام وسائل الإقناع.

وأضاف النعيمي أن الاستفادة من النسخ الماضية لهذا المؤتمر والتعليم الجيد الذي يوجد في قطر ساعد كثيرا ومكن من فرصة حقيقية لطرح مشاكل الدول العربية بشكل لافت، وهو ما يبشر بمستقبل زاهر عندما يتولى الجيل الصاعد القيادة ويمثل بلده في الأمم المتحدة.

عبد العظيم اعتبر أن الجيل الجديد يحتاج لمثل هذا المؤتمر للتعود على النقاش الحر (الجزيرة)
عبد العظيم اعتبر أن الجيل الجديد يحتاج لمثل هذا المؤتمر للتعود على النقاش الحر (الجزيرة)

صناعة جيل
أما السوداني زهير عبد العظيم فيقول إن صناعة الجيل الجديد تتطلب تنظيم مثل هذه المؤتمرات ليتعود الشباب على النقاش الحر وتبادل وجهات النظر بشكل راق.

فمشكلتنا كعرب -على حد وصف زهير- تكمن في عدم القدرة على الإفصاح والحديث عن مشاكلنا في المحافل الدولية بوسائل الإقناع الحديثة، وبالتالي نحن بحاجة إلى إدخال ثقافة الإفصاح في مناهجنا الدراسية.

فالمرحلة الأولى في حل أي مشكلة هي التعريف بها، ومن هنا نعيد التأكيد على أهمية زرع ثقافة الإفصاح لدى الشباب العربي المتعلم، كما نرى في مؤتمر ثيمون قطر.

ولن نبلغ هذه المرحلة إلا بإدخال إصلاحات حقيقية على مناهج التعليم وتطويره، فالتعليم في معظم الدول العربية تفصله سنوات ضوئية عن التعليم في العالم المتقدم.

فبالتعليم الجيد والجاد نستطيع أن نعمل على حل مشاكل منطقتنا والعالم، ونستطيع المطالبة بإصلاح الأمم المتحدة وفق آليات تحقق العدالة للجميع لا للقوى الكبرى فقط.

المصدر : الجزيرة