بعد تجريم عنان.. السيسي يقبض على السلطة
يا شعب #مصر العظيم تم اعتقال الفريق #سامي_عنان من قبل #السيسي وزمرته.
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) ٢٣ يناير، ٢٠١٨
وكانت قيادة الجيش المصري أعلنت إحالة عنان للتحقيق، واعتبرت أن بيان ترشحه للرئاسة تضمن ما يمثل تحريضا صريحا ضد القوات المسلحة "بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب".
واتهم البيان عنان -ووصفه بأنه يحمل رتبة فريق مستدعى- بارتكاب "مخالفات قانونية"، تتعلق بإعلانه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/آذار المقبل.
كما اتهمه بارتكاب "جريمة التزوير في المحررات الرسمية، وبما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة؛ "الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق".
السيسي العسكري
وكان عنان أعلن في العشرين من الشهر الجاري ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة المقررة في مارس/آذار المقبل، وذلك بعد نحو ساعتين من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي ترشحه لولاية ثانية.
ويبدو أن دعوة عنان -في كلمة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك- مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للوقوف على الحياد في السباق الرئاسي لم تلق آذانا مصغية، حيث أطاحت به مؤسسة الجيش التي كان أحد أبرز قادتها خلال العقود الأخيرة، لا سيما في الفترة التي تلت سقوط نظام الرئيس محمد حسني مبارك.
غير أن أكثر ما أثار أسئلة المراقبين والمحللين كان السيناريو الذي لجأت إليه المؤسسة العسكرية المصرية لإبعاد عنان عن سباق الرئاسة.
فقد أكد عنان في بيانه الذي أعلن فيه ترشحه أنه ينتظر موافقة المجلس العسكري على ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
إعلان الحرب
وبرأي مراقبين، فإن المجلس العسكري اختار "إعلان الحرب" على عنان عبر بيان عسكري، وبصوت يبدأ بعبارة "بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة"، وبصوت عسكري كالذي يستخدم في الإعلان عن الحروب والعمليات الكبرى.
#القوات_المسلحه تعتقل الفريق #سامي_عنان من منزله منذ قليل وفقا لمصادر في حملته
يا جماعة سيبوا الشعب يهاجر واحكمو نفسكم أحسن بلاش مسخرة
— أسامة جاويش (@osgaweesh) ٢٣ يناير، ٢٠١٨
وحسب رأي الكاتب الصحفي سليم عزوز، فإن الجيش المصري اختار هذه الطريقة للإعلان عن أن عبد الفتاح السيسي هو مرشحه الوحيد لرئاسة مصر في المرحلة المقبلة.
وقال للجزيرة إن المجلس العسكري أكد بهذا البيان تبني "الانقلاب العسكري" الذي يأتي بالسيسي رئيسا لمصر، ويغلق الباب أمام أي فرصة لانتخابات رئاسية حقيقية.
انباء عن اعتقال سامي عنان
🔴 قلت لكم خناقة بين خير اجناد لامؤاخذة الارض محدش صدق
🔴 قلنالكم شكل الجيش هيتقاتل مع بعضه محدش صدق
خليكم عايشين مع ريحة البيادة
خليكم ماشيين ورا سياسيين عبده مشتاق
خليكم عايشين على امل الافراد و ناسيين يقين رب العباد
اللهم بلغت اللهم فأشهد pic.twitter.com/shZzyHzewr— عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) ٢٣ يناير، ٢٠١٨
مسار التجريم
واعتبر هؤلاء أن السيسي وقيادة الجيش اختاروا مسار التجريم لعنان لمنع تشكل معارضة حقيقية للسيسي من قبل عنان والتيار الذي يعتقد بأنه يؤيده ليس في الشارع فقط، بل في صفوف الجيش أيضا.
#اعتقال_سامي_عنان ونهاية حلم التغيير السلمي من داخل النظام .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ٢٣ يناير، ٢٠١٨
وفي تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر محللون أن ما جرى مع عنان يمثل إعلانا بأن فرص التغيير السلمي في مصر باتت معدومة.
وقال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي إن اعتقال سامي عنان إعلان "نهاية حلم التغيير السلمي من داخل النظام". وهي النتيجة التي ذهب إليها محللون ومعلقون مصريون كثر، لدرجة أن بعضهم اعتبر أن أيام السيسي الحالية "تشبه آخر أيام السادات".
عنان بعد شفيق
ويذكّر سيناريو عنان بما حدث مع المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، الذي أعلن انسحابه من سباق الترشح للانتخابات مطلع الشهر الجاري.
سيتدخل المشير العجوز عند المشير الصغير من أجل العفو عن الفريق..
ليتضح في النهاية أن طموحات عنان لا تتجاوز طموحات شفيق.— wael kandil (@waiel65) ٢٣ يناير، ٢٠١٨
لكن شفيق عاد لمصر بعد هذا الإعلان، حيث توارى عن الأنظار، وقالت مصادر مصرية عدة إن السلطات المصرية وضعته رهن الإقامة الجبرية في أحد فنادق القاهرة، وإن الإمارات منعت عودة بناته معه حتى يعلن انسحابه من سباق الرئاسة.
وتزامنت هذه التطورات مع التغيير الذي أجراه السيسي في قيادة المخابرات العامة المصرية، حيث قام بإعفاء اللواء خالد فوزي، وعين مكانه سكرتيره عباس كامل لتسيير شؤون الجهاز الذي تحدثت مصادر عدة عن أن السيسي يتهمه بدعم عنان.
ويبدو أن سباق رئاسة مصر بات محسوما في التجديد للسيسي، الذي يرى مراقبون أنه نفذ تهديده بمنع الاقتراب من كرسي الرئاسة، ويبدو أن المشهد المصري سيبقى مغلقا أمام احتمالات التغيير في السياسات الداخلية والخارجية في ظل المعطيات الحالية.