"صناعة" منافس للسيسي.. أي سيناريوهات؟

People walk near a poster of Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi of the campaign titled, “Alashan Tabneeha” (So You Can Build It), that demands al-Sisi to run in the next year's presidential election, at Sayeda Zainab square in downtown of Cairo, Egypt October 17, 2017. Picture taken October 17, 2017. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
ترى آراء أن الوقت متأخر على قيام الدولة العميقة بتجهيز مرشح رئاسي يقوم بدور الكومبارس للسيسي (رويترز- أرشيف)

عبد الله حامد-القاهرة

عشرة أيام بقيت على الموعد النهائي لقبول التوكيلات النيابية والجماهيرية للمرشحين لرئاسة مصر في انتخابات مارس/آذار القادم، ويظل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي هو المرشح الوحيد المؤكد حتى الآن لخوضها.

وتواجه عمليات جمع التوكيلات للمرشحين المنافسين للسيسي عراقيل جمة، دفعت أحدهم -وهو البرلماني السابق محمد أنور السادات– للانسحاب من السباق قبل فتح باب التسجيل رسميا لدى هيئة الانتخابات.

وأرجع السادات انسحابه إلى "غياب النزاهة وانعدام حيادية مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية"، وهو مطلب غير قابل للتحقق في ظل النظام الحالي، بحسب المراقبين.

وقبل السادات أُجبر الفريق أحمد شفيق على الانسحاب من السباق الرئاسي قبل بدئه، بضغوط غير محتملة، وفق تقارير صحفية دولية.

وألمحت حملة خالد علي إلى أنه ربما ينسحب حتى لو نجح في جمع التوكيلات، إذا استمرت التوجهات الحالية، "التي تصب في كفة تولية السيسي".

‪اللافتات الدعائية للسيسي هي الوحيدة المسموح بها‬  (الجزيرة)
‪اللافتات الدعائية للسيسي هي الوحيدة المسموح بها‬  (الجزيرة)

أما الفريق سامي عنان الذي رشحه حزب مصر العروبة للرئاسة، فتبدو حملته خافتة حتى الآن في جمع التوكيلات، ولم يظهر هو بنفسه ليحسم ترشحه.

ويسعى عدد من الشخصيات غير المعروفة للحصول على توكيلات جماهيرية، بينما تؤكد تصريحات البرلماني ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور اعتزامه على خوض السباق الرئاسي لمنتهاه اعتماداً على تأييد زملائه بالبرلمان.

البديل مرتضى
ورأى الأستاذ بكلية العلوم السياسية حازم حسني أن توالي انسحاب المرشحين لن يسبب أزمة للنظام في إيجاد منافس مناسب ومقبول للسيسي، "فرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور جاهز للعب هذا الدور في حال انسحب الجميع، عبر إيعاز النظام لعشرين برلمانياً للتصويت لمرتضى للترشح".

وأضاف للجزيرة نت أن "مرتضى قام بهذا الدور نفسه في انتخابات عام 2014 لصالح السيسي، حتى ظهر المنافس المناسب فانسحب مرتضى".

وأوضح حسني إن إتمام الانتخابات بشكل لائق "هو رهن حصول المرشحين الحاليين على 25 ألف توكيل اللازمة للترشح"، وهي التي لا يتضح حجمها حتى الآن؛ فالحملات منشغلة بجمع التوكيلات، "لذا فالصورة غير واضحة".

واستبعد المتحدث قيام أي من المرشحين الرئيسيين، وهما سامي عنان وخالد علي، بلعب دور الممثل المساند "الكومبارس"، فخالد علي أعلن من البداية أنه يرغب في إشعال معركة حول الحقوق والحريات، أما لو اكتملت توكيلات سامي عنان "فسوف يكون منافسا قويا للسيسي، الذي يسعى بالفعل لإخلاء الساحة من أي منافس قوي له، كما فعل مع الفريق أحمد شفيق من قبل".

الرجل الواحد
من جهته، اعتبر رئيس لجنة الشباب بحملة السيسي الرئاسية السابقة حازم عبد العظيم أن "الوقت متأخر على قيام الدولة العميقة بتجهيز مرشح رئاسي يقوم بدور الكومبارس للسيسي، وكان المفترض أن يجري ذلك منذ مدة طويلة".

‪أحمد شفيق أعلن أنه لن يترشح للرئاسيات‬  (الأوروبية)
‪أحمد شفيق أعلن أنه لن يترشح للرئاسيات‬  (الأوروبية)

وفي رأيه، فإن النظام ماض على الأرجح في إقامة الانتخابات بطريقة "استعراض الرجل الواحد، دون اعتبار لأي شيء، لا لشكل الدولة ولا مؤسساتها"، مؤكدا أن الإخراج سيكون "فجا بسيناريو مهترئ لتنصيب السيسي".

وقال للجزيرة نت إن "عنان إذا استكمل مسار السباق الرئاسي فلن يكون الكومبارس"، وفي تقديره المطلوب من عنان للفوز "استكمال فريق رئاسي مدني، ولكن يبدو من خفوت حملته أنه لا يوجد سعي حثيث وقوي للمنافسة، باستثناء محاولات استثمار حملته لمواقفه الوطنية السابقة مثل معارضة تيران وصنافير للسعودية".

أحد البدائل
ولا يستبعد عبد العظيم أن يكون مرتضى منصور أحد بدائل "يتم تحضيرها لوقت الحاجة، ليقوم عشرون نائبا بالبرلمان بالتصويت لترشحه".

ويعتقد مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن "الدولة العميقة باتت تدرك أن السيسي يمثل خطورة عظمى على قيادة مصر"، مؤكدا أن "هناك أطرافا قوية ومؤثرة تدفع باتجاه مرشح آخر للتصدي للسيسي، لا ليكون الكومبارس في السباق".

ويرجح حمدان استمرار الفريق سامي عنان في مسيرة الترشح، لا سيما أن "حظوظه أكبر، في ظل ثقة مؤسسات الدولة العميقة به، وعلاقاته القوية مع أطرافها المختلفة".

لذلك، فإن الدفع باتجاهه سيكون أقوى من أي مرشح مدني ربما لا تقبل به مؤسسات الدولة حاليا، بحسب حمدان، ومن المقبول للجميع عندئذ "وجود رئيس عسكري لفترة انتقالية حقيقية"؛ فالحصول على بعض المكتسبات من رئيس عسكري أفضل من "وضع بائس لا يتيح الفتات السياسي للمعارضة".

المصدر : الجزيرة