سجل ترمب.. المهاجرون و"أوباماكير" قيد الاحتواء

U.S. border patrol officers walk near a prototype for U.S. President Donald Trump's border wall with Mexico, in this picture taken from the Mexican side of the border, in Tijuana, Mexico, October 26, 2017. REUTERS/Jorge Duenes
دورية أميركية قرب الجدار الحدودي المزمع إنشاؤه مع المكسيك (رويترز-أرشيف)

انشغل الإعلام العالمي والأميركي بالتصريح المهين الذي أدلى به يوم 12 يناير/كانون الثاني الجاري الرئيس دونالد ترمب بحق دول أفريقية ولاتينية يتحدر منها مهاجرون وفدوا إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصلوا على ما يعرف بوضع "الحماية المؤقتة". وهو أمر يرجح أن يكون -للمفارقة- قد صبّ مزيدا من الماء في طاحونة الرئيس الأميركي المثير للجدل.

فالتصريح المدوي الذي وصف فيه هاييتي والسلفادور ودول أفريقية بـ"البؤر القذرة"، فضح عنصرية ترمب غير المعلنة. لكن -وهذا هو الأهم- أتى في سياق رده على مقترح قدمه عضوان في الكونغرس كانا يسعيان لاستعادة وضعية الحماية المؤقتة لنحو 200 ألف مهاجر من السلفادور كان ترمب قد وقع قرارا بإلغائها. علما أن القانون أتاح لهؤلاء الإقامة الشرعية بأميركا منذ تعرض بلادهم لزلزال مدمر عام 2001.

وشمل قرار ترمب عند توقيعه إلغاء وضع الحماية المؤقتة الممنوح لأشخاص من هاييتي ونيكاراغوا والسودان بحلول عام 2019، وجميعها متحدرة من دول عانت في العقود الأخيرة من كوارث طبيعية هائلة أو حروب أهلية. وربما يتبعهم -حسب مراقبين- في العام نفسه مواطنو هندوراس الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة في إطار برنامج الحماية.

الدول المسلمة
وبإعادة تثبيت هذا القرار، يكون ترمب قد وفّى ببعض وعوده الانتخابية لجهة مكافحة الهجرة واللجوء إلى أميركا، خصوصا إذا أخذ بعين الاعتبار قراره التنفيذي الصادر يوم 27 يناير/كانون الثاني 2017 بحق مواطني سبع دول مسلمة (سوريا وليبيا وإيران والسودان والصومال واليمن والعراق) والذي بدأ سريانه رسميا بعد خمسة أشهر بعدما أجازته المحكمة الأميركية العليا مع استثناء مواطني العراق من أحكامه.

وكان ترمب قد تعهد ببدء عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين واللاجئين بالولايات المتحدة، ممن يصفهم بالمهاجرين غير القانونيين، وحظر دخول المهاجرين من مناطق معينة.

واللافت أن ترمب -الذي وقع قرارا تنفيذيا يقضي بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك المجاورة لكنه لم يتمكن من وضعه موضوع التنفيذ- لجأ إلى مساومة الديمقراطيين في الكونغرس الراغبين باستمرار العمل ببرنامج الحماية. فقال في 29 ديسمبر/كانون الأول 2017 إنه لا يفكر بإعادة العمل بالبرنامج إلا إذا تعهدوا بمساعدته في إقامة الجدار.

ترمب يقايض الديمقراطيين: الإقامة المؤقتة مقابل تمويل الجدار (رويترز)
ترمب يقايض الديمقراطيين: الإقامة المؤقتة مقابل تمويل الجدار (رويترز)

ومن بين وعود ترمب الانتخابية التي تمكن خلال عامه الأول في البيت الأبيض من تنفيذها جزئيا كان تمرير مشروع قانون بشأن النظام الصحي يلغي نظام أوباما كير الصحي الذي يعارضه الجمهوريون منذ إقراره.

وينظر إلى المشروع المعروف بـ"أوباما كير 2010″ الذي وضعه الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما، على أنه أهم إصلاح لنظام الرعاية الصحية منذ 1965، أي منذ تاريخ سن تشريع يسهل حصول المسنين على العلاج، كما يعد أهم إنجازات أوباما بولايته الأولى، ويفترض أن يحدث تغييرا عميقا في سوق التأمين الصحي الخاص.

وما حققه ترمب على هذا الصعيد هو تمرير مسودة قانون صحي جديد في مجلس النواب في 4 مايو/أيار الماضي بغالبية أصوات النواب، على أن يحال إلى مجلس الشيوخ، ثم إلى الرئيس لتوقيعه.

تشويه الإعلام
أما بالنسبة للإعلام، فواصل ترمب هجومه على وسائل الإعلام الأميركية بأنواعها، معتبرا أنها لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة وتقدم للعالم صورة سيئة عن الولايات المتحدة. وقال ترمب في تغريدة على تويتر -الذي يعتبره منصته المفضلة- إن "فوكس نيوز أهم بكثير في الولايات المتحدة، ولكن سي.أن.أن الدولية لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة في الخارج".

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد اعتبرت أن لحرب الرئيس ترمب على وسائل الإعلام حسابات إستراتيجية، فكبير مستشاريه السابق ستيفن بانون سبق أن وصف وسائل الإعلام بأنها تمثل "حزب المعارضة"، وقالت إن هذا الوصف سرعان ما راق للرئيس ترمب والتقطه.

وأضاف الكاتب كولبيرت كينغ في مقال نشر يوم 22 فبراير/شباط 2017 أن الرئيس ترمب يرى فينا خصوما خطيرين نقف بينه وبين ما يريد تحقيقه، وهو يعلم أننا سنشاهد أفعاله وننقلها للعالم دون هوادة، وأننا سنلقي الضوء على الزوايا المظلمة، وأنه لهذه الأسباب يريد الرئيس ترمب أن يحط من قيمة عملنا أمام الجمهور.

المصدر : الجزيرة