مؤيدو الانقلاب بمصر.. اعتزال بعد انتهاء الصلاحية

احتج الصحفيون بالخضروات التي سيمتهنون بيعها بعد اعتزال مهنتهم نتاج التضييق على الصحف. (تصوير خاص لاعتصام رمزي للصحفيين على سلم نقابتهم احتجاجا على التضييق على الحريات الصحفية
صحفيون يحتجون أمام نقابتهم وسط القاهرة بسبب التضييق على الحريات (الجزيرة)

عبد الله حامد-القاهرة

ينضم المزيد من مؤيدي الانقلاب بمصر لطابور معتزلي السياسة، يعلن بعضهم الاعتزال بوضوح، وينسحب آخرون بهدوء، ويفضل الباقون نقد الأوضاع في فضاء التواصل الاجتماعي.

آخر المنضمين لطابور المعتزلين هو المخرج السينمائي والبرلماني خالد يوسف، وهو أحد رموز مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 ومصور أحداثها من طائرة عسكرية، وقبله أعلن محمد أبو الغار أيضا اعتزاله السياسة، وهو أحد أعضاء لجنة كتابة الدستور الحالي.
 
وينتقد القيادي السابق في جبهة الإنقاذ مجدي حمدان كثيرين ممن كانوا معه في معارضة الرئيس المعزول محمد مرسي، "والآن لا صوت لهم ضد النظام الحالي رغم انتهاكاته غير المسبوقة في تاريخ مصر".

ومن بين الأسماء التي يذكرها "القيادي السابق في جبهة الإنقاذ عبد الجليل مصطفى، والكاتب عبد الحليم قنديل، والقيادي اليساري عبد الغفار شكر ومنسق حركة كفاية السابق جورج إسحاق، والكاتب أسامة الغزالي، ونائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي، والمؤلف علاء الأسواني والمذيع بلال فضل" مضيفا أن الثلاثة الأخيرين اكتفوا بتدوينات على فترات بموقعي تويتر وفيسبوك.  

ويعتبر حمدان "اعتزال المزيد من مؤيدي 30 يونيو السياسة تعبيرا عن الإحباط الكبير لدى كثير من السياسيين الذين سعى بعضهم للمناصب، ونجح النظام الحالي في التعامل معهم، واستقطب آخرين بالتعيين في مجالس أو لجان رسمية".

ويرى أن "سياسة العصا والجزرة نجحت في تحييد رموز 30 يونيو، وحاليا لم يعد الناس يثقون في كثير منهم، بدليل خمول أنشطة الأحزاب والتيارات".

ويستشهد في ذلك بحالة جورج إسحاق الذي عين رئيسا للجنة الحقوق المدنية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، وكان من أبرز رموز 30يونيو، "والآن تتصاعد الانتهاكات الحقوقية دون موقف قوي منه".

‪عمرو بدر ومحمود السقا كانا من أوائل جامعي مئات الآلاف من استمارات تمرد ضد مرسي فسجنهم النظام الجديد حينما احتجوا على تسليم جزيرتين للسعودية‬ عمرو بدر ومحمود السقا كانا من أوائل جامعي مئات الآلاف من استمارات تمرد ضد مرسي فسجنهم النظام الجديد حينما احتجوا على تسليم جزيرتين للسعودية (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪عمرو بدر ومحمود السقا كانا من أوائل جامعي مئات الآلاف من استمارات تمرد ضد مرسي فسجنهم النظام الجديد حينما احتجوا على تسليم جزيرتين للسعودية‬ عمرو بدر ومحمود السقا كانا من أوائل جامعي مئات الآلاف من استمارات تمرد ضد مرسي فسجنهم النظام الجديد حينما احتجوا على تسليم جزيرتين للسعودية (مواقع التواصل الاجتماعي)

وجاهة
أما الكاتب الصحفي سليم عزوز فيقول إن هؤلاء المعتزلين "لم يمارسوا السياسة أصلا ليعتزلوها، لكنهم جاؤوا إليها باعتبارها مقهى للمعاشات، ومن باب الوجاهة الاجتماعية".

 وأضاف "الزمن كان يسمح لهؤلاء المعتزلين بممارسة هذا الترف، سواء في هامش الحريات المتاح في آخر عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أو في تجليات مرحلة ما بعد الثورة، فلما تولى محمد مرسي الحكم كانوا يعلمون أن بإمكانهم ممارسة التطرف السياسي دون أن يعاقبوا".

وتابع قائلا "إن حكم العسكر أظهر لهم أنيابه وأنه لن يتهاون معهم كما لم يتهاون مع غيرهم، وذلك عبر المضي بلا هوادة في القتل والاعتقال، لذا فقد عادوا مرة أخرى إلى ما كانوا عليه من خضوع، فهم لم يأتوا إلى الساحة السياسية إلا في السنوات الخمس الأخير من عهد مبارك وهم آمنون من العقاب، ثم أمنوا العقاب في عهد مرسي فأساءوا الأدب".

وعن تلك الحالة يقول القيادي بحركة السادس من أبريل شريف الروبي إن اعتزال هؤلاء للسياسة "جاء متأخرا كثيرا"، مطالبا "كل من أضاعوا الثورة والشباب بـ "الاعتزال وإفساح المجال للشباب القادر على التغيير، فاعتزالهم سيؤثر إيجابا عبر تصعيد الشباب لتولي القيادة السياسية والثورية".

وأرجع الروبي سبب اعتزالهم إلى "عدم قدرتهم على استرداد ما خسروه بسبب ما اقترفوه منذ 30 يونيو وحتى الآن، من تأييد للنظام أفقدهم المصداقية لدى الناس، فضلا عن أن النظام الحالي لم يعد في احتياج إليهم بعدما خسروا كثيرا من التأثير في الجماهير، بدليل أنه لم يعد يستعين بهم في ترويج دعاياته ولا يدعوهم إلى مناسباته".

المصدر : الجزيرة