حكومة الوفاق الفلسطينية.. الأولويات والمهام

الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطابه بالامم المتحدة إن الحكومة ستباشر عملها بغزة -جماهير وسط مدينة نابلس يستمعون لخطاب عباس في الامم المتحدة قبل ايام-
جماهير وسط مدينة نابلس يستمعون لخطاب عباس في الأمم المتحدة قبل أيام (الجزيرة)

عاطف دغلس-نابلس

بإعلانها الأخير حلّ اللجنة الإدارية التي أدارت عبرها قطاع غزة لستة أشهر تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد علقت جرس المصالحة الفلسطينية وأنهت عشر سنوات من الانقسام.
 

ولم يفت أحدا التساؤل عن آلية وشكل عودة حكومة الوفاق الوطني إلى غزة، وأولياتها في ظل دعوات اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) التي سبقها تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة توجه الحكومة إلى هناك "لتقييم الوضع والبدء بعملية تمكين حقيقية لممارسة أعمالها وصلاحياتها بكل المجالات".

وتأتي هذه الزيارة المقررة الاثنين القادم حسب الحكومة نفسها لتضع حدا لتلك التساؤلات عن طريقة سير عملها، وسط توقعات بعدم التطرق للمسائل الحساسة كالموظفين والأجهزة الأمنية والمقاومة في هذه المرحلة.

وقال رئيس حكومة التوافق الوطني رامي الحمد الله خلال افتتاحه جلسة الحكومة اليوم الثلاثاء إنهم سيتولون مسؤولياتهم بشكل فعلي وكامل دون اجتزاء أو انتقاص لكافة مهماتها ومسؤولياتها وبسط ولايتها القانونية وفقا للقانون الأساسي وكافة القوانين الصادرة عن الرئيس في جميع المجالات، مؤكدا أنهم قرروا تشكيل لجان وزارية تختص بتسلم الأمن والمعابر والدوائر الحكومية التي ستعالج آثار وتبعات الانقسام.

‪زكي طالب بضرورة بسط الحكومة
‪زكي طالب بضرورة بسط الحكومة "نفوذها" بالقطاع وممارسة مهامها‬ (الجزيرة)

بسط النفوذ
من جهته، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي بضرورة بسط الحكومة "نفوذها" في القطاع وممارسة مهامها كما تفعل بـالضفة الغربية وخاصة فيما يتعلق بفحص مقراتها وموظفيها ووضع برنامج للعمل بشكل لا يقبل أي "انفجار".

وحول ملف الأجهزة الأمنية والموظفين، قال زكي إن ما اتفق عليه بشأن الموظفين هو أنه ستشكل لهم لجنة إدارية فنية ذات مستوى لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.

وأكد للجزيرة نت أن الاتفاق لن يبقي "ألغاما" بالطريق، وأن أي معضلة ستحل باللقاء المباشر في القاهرة بين حماس وفتح الذي سيلي توجه الحكومة لغزة ومن ثم اجتماع القيادة الفلسطينية وفصائلها بشكل أشمل.

عمل بإيجابية
أما الدكتور ناصر الدين الشاعر الوزير السابق لدى حكومة حماس فقال إن الحكومة ستدير غزة والضفة، وتحضر للانتخابات والعمل بإيجابية لإنهاء الانقسام.

واعتبر أن موضوع الأجهزة الأمنية والموظفين لا يُبحث مع الحكومة وهي ليست طرفا فيه، وأضاف "إذا كان تم الاتفاق على شيء معين فالحكومة تتبنى هذا لأنها حكومة توافق".

أما أستاذ السياسة بالجامعة العربية الأميركية بالضفة الغربية أيمن يوسف فيرى أن ملف الموظفين والأمن سيترك العمل فيه للمراحل القادمة، وأن الحكومة ستنصب جهودها الآن على إغاثة القطاع وتنميته عبر مشاريع البنية التحتية والخدماتية لا سيما الماء والكهرباء، ثم مباشرة الحكومة برفع الحصار عن غزة من قبل إسرائيل ومن مصر أيضا.

وحسب يوسف فإن ملفات الأمن والموظفين تعد "التحدي الأكبر" للحكومة بالمرحلة الأولى القصيرة، وأنه على المدى البعيد ستظهر قضايا أخرى متعلقة بالمقاومة وسلاحها والتوجس من "نموذج حزب الله" في لبنان، مشيرا إلى احتمال تأجيل مثل هذه الملفات للفترة القادمة.

‪أيمن يوسف: المطلوب من حماس هو تسهيل مهمة الحكومة على الأرض‬ (الجزيرة)
‪أيمن يوسف: المطلوب من حماس هو تسهيل مهمة الحكومة على الأرض‬ (الجزيرة)

ملفات ساخنة
وقال إن بحث "الملفات الساخنة" صعب الآن وخارج نطاق الموازنة الفلسطينية حاليا الممولة أصلا من الدول الغربية والتي ستشكل ضغطا على الحكومة الفلسطينية، وربط طرح هذه الملفات بموافقة حماس على التعاطي مع الشأن السياسي والذهاب للانتخابات.

وبرأي يوسف فإنه من السهل الآن التوافق على جهاز الشرطة المحددة مهامه بحفظ أمن المواطنين، مشيرا إلى أن المطلوب من حماس هو تسهيل مهمة الحكومة على الأرض وإعادة تأهيل جهاز الشرطة والموافقة على إجراء الانتخابات والمتابعة مع المصريين.

وبين هذين الموقفين، يرى الإعلامي الفلسطيني مصطفى الصواف أن زيارة الحكومة لا قيمة لها في ظل استمرار الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية ضد غزة رغم وعود كثيرة لا سيما بعد حل حماس اللجنة الإدارية.

وقال إن بقية القضايا لا سيما وما يتعلق بالموظفين والأمن تُحل بجلوس السياسيين كلهم لوضع آليات لتنفيذ اتفاقات سابقة بهذا الشأن، محذرا من إرجاء حلها لوقت آخر.

ويتخوف الفلسطينيون من إفشال إسرائيل للمصالحة بمنع توجه الحكومة لغزة بعدم منحها التصاريح اللازمة، أو بتصعيد الوضع عسكريا ضد غزة وتنفيذ اغتيالات ضد المقاومة التي لن تقف ساكتة.

المصدر : الجزيرة