"بديل لألمانيا" حزب معاد للإسلام يترقب الوصول للبوندستاغ

إثارة المخاوف من الإسلام والترويج للصور النمطية السلبية حوله محور الدعاية الانتخابية لحزب بديل لألمانيا. الجزيرة نت
إثارة المخاوف من الإسلام والترويج للصور النمطية السلبية حوله محور الدعاية الانتخابية لحزب "بديل لألمانيا" (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

وسط أجواء من التكهنات والإثارة المحيطة بما ستسفر عنه انتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ) غدا الأحد، تتطلع الأنظار داخل وخارج ألمانيا بترقب إلى معرفة نسبة التصويت لحزب "بديل لألمانيا" الشعبوي المعادي للوحدة الأوروبية واليورو واللاجئين والإسلام.

وقدرت عدة استطلاعات للرأي العام حصول الحزب اليميني الشعبوي على نسبة تتراوح بين 8 و13% من أصوات الناخبين الألمان. وتوقعت استطلاعات تحول الحزب -الذي فشل خلال انتخابات عام 2013 في تجاوز نسبة 5% المطلوبة لتخطي عتبة البوندستاغ- إلى ثالث أقوى حزب في البرلمان الجديد.

ونجح "بديل لألمانيا" خلال السنوات الأربع الماضية في دخول البرلمانات المحلية في 13 من ولايات ألمانيا الست عشرة، من خلال استخدام إستراتيجية انتخابية مزج فيها بين معارضة سياسة حكومة ميركل لإنقاذ اليورو ودول أوروبا المتعثرة؛ بمعاداته للاجئين والإسلام.

وإضافة إلى مطالبته بإغلاق أبواب ألمانيا في وجه اللاجئين وإعادة الرقابة الحدودية، صدر الحزب حملته للانتخابات الحالية برفض انتماء الإسلام لألمانيا، واعتبار "أن انتشار هذا الدين ووجود خمسة ملايين مسلم يمثل تحديا خطيرا للبلاد وقيمها".

كما دعا الحزب الشعبوي إلى تسجيل المساجد القائمة أمنيا، وحظر بناء المآذن ورفع الأذان ومنع ارتداء الحجاب في الدوائر العامة، وإغلاق أقسام العلوم الإسلامية بالجامعات الألمانية.

‪
‪"بديل لألمانيا" شهد صراعا على السلطة أقصى فيه منظر الحزب ألكسندر غاولاند‬ (يمين)(وسط) (الجزيرة)

انقلاب حزبي
وشكك مدير معهد "إنفراتيست ديماب" لقياس اتجاهات الرأي العام نيكو سيغيل في إمكانية تحول "بديل لألمانيا" إلى ثالث أقوى حزب في البرلمان الجديد. وأشار للجزيرة نت إلى أن ذلك يرجع لعدم التأكد من التصويت للحزب من فئات انتخابية صغيرة معارضة لمواقف الأحزاب الحاكمة والمعارضة تجاه مسألة الهجرة واللاجئين.

وشهد المؤتمر العام للحزب عام 2015 انقلابا أطاح فيه الجناح اليميني في الحزب بمؤسسه برن برند لوكيه من منصب الرئيس وجاء بنائبته فراوكا بيتري مكانه.

وكرر نفس الجناح المتطرف أمرا مشابها في المؤتمر العام للحزب هذا العام وأزاح بيتري على الهامش، واختار ألكسندر غاولاند وأليسا فايديل لقيادة الحزب في انتخابات البوندستاغ.

وقبل أسابيع من الانتخابات تم الكشف عن توجيه غاولاند -الذي يعد منظر الحزب- أوصافا مهينة لوزيرة الدولة الألمانية للاندماج عيدان أوزغوز، وتمجيده لتاريخ ألمانيا النازية. كما تم الكشف عن وصف فايديل -في رسالة مسربة- الحكومة الألمانية "بالخنازير والدمية في أيدي المنتصرين بالحرب العالمية الثانية".

وبموازاة هذا اعتبر وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل أن وصول الحزب الشعبوي إلى البوندستاغ يعني عودة النازيين للحديث في مؤسسات الدولة لأول مرة منذ سبعين عاما.

‪المدهون توقع أن يغيّر وصول الحزب للبرلمان قواعد اللعبة السياسية‬  (الجزيرة)
‪المدهون توقع أن يغيّر وصول الحزب للبرلمان قواعد اللعبة السياسية‬  (الجزيرة)

تحولات الحزب
من جانبه استبعد المحاضر بالعلوم السياسية في جامعة كولونيا لؤي المدهون أن تتسبب التطورات الأخيرة التي شهدها "بديل لألمانيا" في منع وصوله إلى البرلمان الجديد.

وقال المدهون للجزيرة نت إن تحول هذا الحزب اليميني من معارضة إنقاذ اليورو للعداء للاجئين بعد موجة اللجوء عام 2015، جاء لإدراكه أن هذه فرصة لن تتكرر لحصوله على أصوات المعارضين لسياسة اللجوء، باعتباره الحزب الوحيد المعارض لهذه السياسة.

واعتبر أن تحول الحزب بعد إغلاق طريق البلقان والتراجع الكبير بأعداد اللاجئين، مرده إلى استشعاره أن موضوع الإسلام سيشغل ألمانيا لعشر سنوات قادمة.

وتوقع الباحث السياسي أن يغيّر دخول حزب يميني متطرف -لأول مرة- إلى البوندستاغ بعد حقبة الدكتاتورية النازية السوداء؛ قواعد اللعبة السياسية في ألمانيا الحديثة.

وأوضح أن هذا سيحدث من خلال الحضور الدائم للحزب في الإعلام، وتسميم أجواء العمل البرلماني، ونقله التحريض ضد الأقليات كالمسلمين واليهود من هامش المجتمع إلى وسطه.

المصدر : الجزيرة