مخيمات الروهينغا ببنغلاديش.. جوع وحصار ومرض

COXS BAZAR, BANGLADESH - SEPTEMBER 16: Rohingya refugees are seen in an informal refugee camp on September 16, 2017 in Cox's Bazar, Bangladesh. Nearly 400,000 Rohingya refugees have fled into Bangladesh since late August during the outbreak of violence in the Rakhine state as recent satellite images released by Amnesty International provided evidence that security forces were trying to push the minority Muslim group out of the country. Myanmar's de facto leader Aung S
المساعدات للاجئين الروهينغا لا تزال أدنى من المطلوب والأسر التي تفوز بكيس أرز تكون سعيدة (غيتي)

مأساة أقلية الروهينغا المسلمة مستمرة، فأكثر من 400 ألف شخص فروا إلى بنغلاديش في شهر واحد تقريبا، وفق تقديرات الأمم المتحدة. وتزداد المخاوف من أن يقترب هذا الرقم من حاجز نصف مليون في ظل ممارسات السلطات في ميانمار

ويفتقر هؤلاء اللاجئون إلى المواد الغذائية والملابس الواقية من البرد، إضافة إلى مساكن مناسبة للعيش في مخيمات تحت ظروف صعبة تفتقد لأبسط مقومات الحياة.

المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين فيفيان تان شهدت على حالة شخص تقطعت به السبل مع ألوف من جيرانه المهاجرين الذين مشوا مسافات طويلة لأسابيع، وقالت إنه قطع المسافة الطويلة والتضاريس الصعبة وهو في السبعينيات من عمره برفقة زوجته المريضة. 

لاجئ آخر داخل المستشفى أكد أنه هرب ليعيش بعدما رأى بعينيه كيف أصيب آخرون بالرصاص. 

معاناة الأطفال
ومع استمرار تدفق اللاجئين إلى مخيمات في بنغلاديش، بات الأطفال هم الأكثر معاناة، حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 230 ألف طفل لا يستطيعون الحصول على الاحتياجات الأساسية. 

وقالت اليونيسيف إن نحو 36 ألفا من هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن عام واحد، بينما توجد قرابة 52 ألفا من الحوامل والمرضِعات بين اللاجئين الذين هم عرضة لانتشار الأمراض ويعيشون ظروفا إنسانية صعبة.

‪(‬ الأطفال هم الفئة الأكثر معاناة داخل مخيمات الروهينغا ببنغلاديشغيتي
‪(‬ الأطفال هم الفئة الأكثر معاناة داخل مخيمات الروهينغا ببنغلاديشغيتي

وقد بدأت منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح خصوصا ضد الحصبة والحصبة الألمانية، للأطفال الذين يشكلون 60% من اللاجئين.

مساعدات
وتتدافع حشود هائلة يوميا لمحاولة الحصول على ملابس أو أغذية يلقيها من أعلى شاحنات مساعدات متطوعون بنغال.

وأعربت سونابهان، الأرملة البالغة 44 عاما ووالدة أربعة أطفال، عن سعادتها للتمكن من التقاط كيس من الأرز ألقاه المتطوعون، لكنها تعود في بعض الأيام بلا طعام، ونقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية قولها إن عدد الناس يفوق عدد الطعام الموزع، وتضيف "الأقوى يركضون إلى الشاحنات ويحصلون على الطعام، لكن الأمر أكثر صعوبة على النساء والأطفال".

وأوضحت اللاجئة جوناث آرا "هربنا لكن لم يكن لدينا ما نأكل، ولا حتى الأرز"، وقد تمكنت بعدها من الاستفادة من مطعم أقامته منظمة "العمل ضد الجوع" (أكسيون كونتر لا فان)، يقدم فيه طبق أساسه الأرز.

لكن المساعدات ما زالت قليلة، وكلما وصلت شاحنة لتوزيع الماء أو الطعام أو الملابس تدافع الحشد اليائس نحوها. وأعلنت منظمات تابعة للأمم المتحدة وجمعيتان غير حكوميتين أن "طفلين وامرأة قضوا في حادثة التدافع" أثناء توزيع ملابس.

كما أن توزع اللاجئين "في مواقع ومخيمات ومواقع بناء عشوائية وقرى يضاعف من صعوبات الوصول إليهم بشكل منصف"، حسب تلك المنظمات.

وبدأت بنغلاديش عملية للحد من حركة تنقل اللاجئين الروهينغا ومنعهم من مغادرة مناطق محددة في البلاد، حيث لا تريد أن ينتقلوا من المنطقة الحدودية إلى داخل البلاد. وأعلنت الشرطة أنها أصدرت أمرا يحظر على اللاجئين مغادرة المناطق والمخيمات التي حددتها الحكومة لهم في المنطقة الحدودية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية