أونروا تعلق عمل مستشفاها الوحيد بالضفة

عاطف دغلس-قلقيلية

من دون سابق إنذار، تلقت السيدة الفلسطينية وداد شعث (51 عاما) اتصالا هاتفيا من مستشفى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمدينة قلقيلية يبلغها بإلغاء عملية جراحية كانت مقررة لها.
 
ظنت وداد شعث (أم إبراهيم) أن مرضها الذي تشتكيه منذ ثلاث سنوات سينتهي، وأن حصولها قبل شهر ونيف على موعد لإجراء عملية "الفتق" في مستشفى الوكالة خلال الأيام القادمة سيخفف أوجاعها، إلا أن ذلك لم يحصل.

لكن الوكالة قررت اعتبارا من الاثنين الماضي إغلاق أقسام الولادة والعمليات والجراحات العامة وقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفاها الوحيد بالضفة الغربية وعلقت العمل به بحجة "التحقيق بعملية وفاة طفل أثناء ولادته "وتقييم أداء المستشفى وخدماته الصحية المقدمة".

وما زاد في معاناة أم إبراهيم أن عمليتها لم ترجأ إلى موعد آخر وإنما ألغيت، كما لم تحصل على تحويل طبي لإجرائها بمستشفى آخر ولا تملك أيضا تكاليف المستشفى الخاص.

‪صبري ولويل حذر من مغبة استهداف المستشفى‬  صبري ولويل حذر من مغبة استهداف المستشفى (الجزيرة)
‪صبري ولويل حذر من مغبة استهداف المستشفى‬  صبري ولويل حذر من مغبة استهداف المستشفى (الجزيرة)

احتجاج
ورفض مئات اللاجئين وقيادات بالفصائل الفلسطينية قرار أونروا إغلاق المستشفى واعتصموا الاثنين الماضي أمام مقره معلنين برامج تصعيد واحتجاج يومي بكافة المخيمات وطالبوا بعدم الانصياع للإغلاق وإقامة صلاة الجمعة القادمة في المستشفى.

يقول رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قلقيلية صبري ولويل إن كل ما قاله مفوض عمليات الأونروا بالضفة الغربية سكوت أندرسون خلال اجتماع لهم ووزير الصحة الفلسطيني بأن "ضميره الحي لا يسمح له باستمرار العمل بقسم الولادة تحديدا".

ودعا إلى تحميل المسؤولية لمن أخطأ وألا يكون "العقاب جماعيا" كما تفعل أونروا، مضيفا "الأولى بها أن تسعى لتطوير خدماتها الصحية بالمستشفى لا أن توقفه، والتهديد بالإغلاق قرار قديم جديد للوكالة".

وحذر ولويل من ضرر الإغلاق على الموظفين وبما يتعلق بالولادات الآمنة، وقال إن هذا يضر ببروتوكولات العمل الصحي الدولية، كما أن التحويل للمستشفيات الخاصة المتعاهدة وأونروا ليس مجديا.

‪خالد منصور حذر من إنهاء قضية اللاجئين شيئا فشيئا عبر تقليص خدمات الوكالة‬ خالد منصور حذر من إنهاء قضية اللاجئين شيئا فشيئا عبر تقليص خدمات الوكالة (الجزيرة)
‪خالد منصور حذر من إنهاء قضية اللاجئين شيئا فشيئا عبر تقليص خدمات الوكالة‬ خالد منصور حذر من إنهاء قضية اللاجئين شيئا فشيئا عبر تقليص خدمات الوكالة (الجزيرة)

مطالب
وأكدت الفصائل الفلسطينية مساندتها للاجئين وطالبت القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس لحل الأزمة، وقال المسؤول فيها خالد منصور إن الضفة ستشهد تصعيدا جديدا ضد سياسات أونروا وتقليصاتها، وقال إن إغلاق أي قسم بالمستشفى خطوة تستهدف المستشفى كله وبرنامج الخدمات الصحية برمته.

ورفض منصور تعامل مدير أونروا سكوت أندرسون -ضابط المارينز السابق- مع اللاجئين "بقرارات عسكرية"، وقال إنهم يستشعرون بالخطر من محاولات أونروا لإنهاء قضية اللاجئين.

كما حذر حسني عودة المتحدث باسم مخيمات الضفة الغربية من أن ما تقوم به أونروا يتماشى تماما وأهداف الاحتلال ومساعيه لإنهاء قضية اللاجئين وإعدام الشاهد الوحيد (اللاجئ) على جرائمه، وقال إن هدف التقليصات "سياسي" وبضغط من اللوبي الصهيوني".

أما أونروا فاعتبرت في بيان لها أن التوقف عن استقبال المرضى قرار خاص بها، وأن ما يجري من تصعيد هو اعتداء شخصي على مفوضها العام بالضفة الغربية والموظفين، وقالت في بيان لها حصلت عليه الجزيرة نت إنها مستمرة بتقديم خدماتها وبرامجها الصحية رغم الصعوبة المالية.

وأنشئ مستشفى الوكالة عام 1951 ويضم 63 سريرا ويقدم خدماته إلى نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني بالضفة الغربية سنويا، لا سيما قسم الولادة الذي يخدم أكثر من 1200 حالة سنويا. والجزء الأكبر من خدماته يُقدم لأهالي قلقيلية.

المصدر : الجزيرة