الأزمة الخليجية طالت فقراء سوريا ونازحيها

الأزمة الخليجية وانعكاساتها على الداخل السوريا
عيادة يتيمة في ريف حماة الجنوبي تخدم الفقراء والنازحين (الجزيرة نت)

جلال سليمان-ريف حمص

منذ اندلاع الأزمة الخليجية يوم الـ 23 من مايو/أيار الماضي وحصار قطر، والأحداث تتطور بشكل متسارع، وقد امتد تأثيرها أبعد من ذلك ليطال السوريين، وخصوصا من يعانون من بطش نظام الأسد وحصاره أو من أجبرهم النظام على الفرار إلى مخيمات النزوح.

انحسار الدعم
تقول المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية والإنسانية العاملة في ريف حمص الشمالي إن التأثير طال الدعم المقدم للنازحين السورين والمحاصرين، وفي حال استمر الحال على ما هو عليه ربما يكون كارثيا، وخصوصا أن معظم الدعم الإنساني والإغاثي المقدم للسوريين يأتي من مؤسسات وجمعيات خيرية خليجية في مقدمتها المؤسسات الإنسانية القطرية التي باتت تجد صعوبة كبيرة في تقديم المساعدات بعد فرض الحصار على قطر.

بهذا الصدد، يشير حمزة العبد الله المدير التنفيذي للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية -والتي تقوم بتقديم الدعم للسوريين وخاصة الشمال السوري- إلى تأثر القطاع الإنساني في سوريا بالأزمة الخليجية، كون الجهات الخليجية هي من مصادر التمويل الرئيسية لمشاريع الإغاثة والإغاثة العاجلة والطوارئ في سوريا، وقد أثر هذا بدوره على المستفيدين الذين يعتبرون الفئات الأشد ضعفا، وخصوصا من يعاني من النزوح المتكرر.

ويضيف العبد الله أن الأزمة الخليجية أثرت أيضا على المؤسسات الشريكة للمؤسسات الخليجية، وخلفت نوعا من الحساسيات السياسية التي تؤثر بشكل كبير على المؤسسات الشريكة، والمؤسسات العاملة في القطاع الإنساني، وكذلك على الحوالات المالية والمشاريع الجديدة.

الطبيب معتز الكردي: 25 موظفا في ريف حماة الجنوبي المحاصر باتوا مهددين
الطبيب معتز الكردي: 25 موظفا في ريف حماة الجنوبي المحاصر باتوا مهددين

من جانبه، يقول الدكتور محمد أبو حمزة المدير التنفيذي لمؤسسة بادر الخيرية التي تقدم الدعم الإغاثي والإنساني للنازحين جنوب تركيا وللمحاصرين بريف حمص المحاصر، للجزيرة نت "نحن كمنظمة إنسانية سورية قبل الأزمة الخليجية كنا نتعامل مع مؤسسات إنسانية قطرية في تنفيذ المشاريع الإنسانية، وبعد الأزمة أبلغونا أن الحصار الذي فرض على قطر أثر على عملهم في مساعدة السوريين بشكل كبير، وأن كمية المساعدة ستكون قليلة. ويقول أيضا على سبيل المثال في عيد الأضحى الماضي قمنا بتوزيع لحوم مئتي أضحية على المحتاجين في ريف حمص المحاصر، أما الآن نحن عاجزون عن تقديم أضحية واحدة بسبب قلة الدعم.

ولعل الداخل السوري هو الأشد تأثرا بالأزمة الخليجية سواء تعلق الأمر بالسكان أو المساعدات المقدمة لهم، ففي ريف حماة الجنوبي المحاصر والخارج عن سيطرة النظام وسط سوريا بات المرفق الطبي الوحيد والمجهز في تلك المنطقة مهددا بالتوقف عن العمل بسبب انقطاع الدعم عنه.

ريف حماة
ويؤكد معتز الكردي مدير مشفى الرعاية الصحية الكائن في قرية طلف في ريف حماة الجنوبي المحاصر، للجزيرة نت "كنا نتلقى دعمنا من صندوق إعانة المرضى في دولة الكويت طول أعوام مضت، وعقب اندلاع الأزمة الخليجية مباشرة توقف الدعم عنا بشكل كامل ودون معرفة الأسباب، وقد نتوقف عن العمل خلال الفترة القليلة القادمة بسبب عدم القدرة على خدمة الناس".

وأضاف: نحن المرفق الطبي الوحيد المجهز بقرى ريف حماة الجنوبي، ويوجد فيه حوالي 25 موظفا، أربعة أطباء باختصاصات أذن وداخلية وأطفال وأسنان، وما تبقى ممرضون وفنيون، ونقدم العلاج والدواء مجانا لحوالي عشرة آلاف نسمة هم سكان قرى طلف والبرج ومردايا وعقرب ونازحي كيسين والسمعليل وحربنفسه، بواقع حوالي مئتي مراجع يوميا، وهؤلاء سيصبحون بلا أي مرفق طبي قريب بفعل توقف الدعم، وقد يكون الأمر كارثيا في حال لم يتم تدارك هذا الأمر.

المصدر : الجزيرة