مؤتمر حرية التعبير يدعو لحماية الصحفيين ويتضامن مع الجزيرة

ختام مؤتمر حرية التعبير بالدوحة
جانب من إحدى فعاليات المؤتمر الذي احتضنته الدوحة على مدى يومين (الجزيرة نت)

محمد ازوين-الدوحة

اختتمت في الدوحة أعمال مؤتمر "حرية التعبير نحو مواجهة المخاطر"، بعد يومين حافلين بورشات العمل والنقاشات حول حماية حرية التعبير وعدم إفلات المعتدين على الصحفيين من العقاب، فضلا عن التضامن مع شبكة الجزيرة.

وعقب المؤتمر الصحفي المنعقد في ختام المؤتمر اليوم الثلاثاء، قال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن البيان الختامي وكلمات المشاركين أجمعت على إدانة دعوة دول الحصار لإغلاق شبكة الجزيرة والتضامن مع منتسبي الشبكة.

كما أكد المشاركون أن الدعوة لإغلاق الجزيرة تتعارض مع القوانين الدولية والإعلانات المتعلقة بحرية الرأي والمبدأ التاسع عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المتعلق بحق الإنسان في الحصول على المعلومات. 

‪تاكر: العديد من الحكومات تريد شيطنة الإعلاميين‬ (الجزيرة)
‪تاكر: العديد من الحكومات تريد شيطنة الإعلاميين‬ (الجزيرة)

خلق الوعي
وقال جيمس تاكر من منظمة "بين أميركا"، إن النضال من أجل تحقيق حرية الإعلام يحتاج إلى إقناع حكومات العالم -خصوصا منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا– بأهمية الإعلام وضرورته ودوره في التنمية البشرية وخلق الوعي لدى الشعوب.

وأكد أن العديد من الحكومات تريد شيطنة الإعلاميين ومنعهم من ممارسة عملهم بحرية، معتقدين أن الفضاءات المفتوحة التي شكلها الإعلام الجديد يمكن أن تُحجب بممارسات قمعية تعود لعقود خلت.

من جانبها اعتبرت يولدا كوينتانا من منظمة الدفاع عن حرية الوصول للمعلومات بإسبانيا، أن المؤتمر أظهر أن النضال من أجل حرية التعبير حق أساسي عالمي لا يمكن مصادرته.

وكشفت كوينتانا عن ممارسات بعض دول المنطقة ومحاولتها تقييد حرية التعبير والإعلام، من خلال التجسس على المكالمات الهاتفية وصفحات الأفراد في وسائل التواصل الاجتماعي.

وللدلالة على حديثها، تناولت ما تعرض له الناشط أحمد منصور، وقالت: "لقد عانى منصور من التهديدات بالقتل والملاحقة على يد أجهزة الأمن التابعة للإمارات لمجرد تعبيره عن رأيه على صفحات التواصل الاجتماعي أثناء وجوده خارج البلاد، وما إن عاد إلى الإمارات حتى تم اعتقاله، وما زالوا عاجزين عن تقديم تهمة مقنعة تدينه، قبل أن تلفق له المحكمة تهمة أشبه ما تكون بالنكتة".

ولفتت إلى أن منصور قدم شهادة عن حالة السجناء في الإمارات من خلال رسالة بعثها من هاتفه، لكن الرسالة تم اعتراضها بواسطة جهاز مراقبة إسرائيلي تم بيعه للإمارات، مما عرض حياة الناشط للخطر من جديد.

وأكدت كوينتانا للجزيرة نت أن محاربة حرية التعبير لم تعد مقتصرة على دول المنطقة، بل وصلت إلى الدول الغربية التي خصخصت أجهزة الرقابة والتجسس، وهو ما انتهزته دول الاستبداد لشراء تلك الأجهزة ومصادرة الحريات.

ونبهت إلى أنه كلما تطورت وسائل الإعلام تطورت معها وسائل الرقابة، مما أفقد دولا غربية كثيرة إيجابيات الديمقراطية التي باتت "مفقودة" بسبب مراقبة الإنترنت بحجة مكافحة الإرهاب.

‪وقفة تضامنية مع الجزيرة على هامش المؤتمر‬ (الجزيرة)
‪وقفة تضامنية مع الجزيرة على هامش المؤتمر‬ (الجزيرة)

توصيات
وختم المؤتمرون جدول أعمالهم بتوصيات، أهمها: الترحيب بقرارات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن في السنوات الأخيرة لصالح الإعلاميين، وتشجيع وضع قانون دولي ملزم يكرس سلامة الصحفيين، والمطالبة بآليات تنفيذ القرارات المتخذة في هذا الصدد.

ودعا المؤتمر الحكومات إلى الاعتراف بجميع التوصيات والعهود والقرارات التي أصدرتها المنظمات الدولية، وتنفيذ خطة العمل الأخيرة للأمم المتحدة، والإقرار بقبول الالتزامات بمنح الصحفيين الحماية كمدنيين في حالات النزاع، وتعزيز القوانين الوطنية وإصلاح نظم العدالة، ودعوة الصحفيين إلى الالتزام بمدونة أخلاقيات المهنة.

وفي حديث للجزيرة نت، قال مدير عام شبكة الجزيرة بالإنابة مصطفى سواق إنه يشعر بالراحة والفخر لحجم التضامن مع شبكة الجزيرة، حيث عبر المشاركون ومنظمات أخرى كثيرة لم تحضر عن رفضهم لإغلاق الجزيرة أو المساس بها.

ونوه بأن المشاركين في المؤتمر قرروا زيارة الجزيرة وتنظيم وقفة تضامنية معها، وهو ما يشكل رسالة قوية لمن يطالب بالاعتداء على حرية الإعلام، بحسب قوله.

وأضاف سواق أن الجهات التي طالبت بإغلاق الجزيرة تجهل قيمتها لدى مختلف شعوب العالم، وما قدمته للمشاهد العربي من خدمات جليلة تمثلت في ترسيخ الوعي والحرية.

المصدر : الجزيرة