التحريض على قطر في رسائل العتيبة المسربة

السفير الإماراتي قال مازحا: ألا يجب تغيير مكان القاعدة الأمريكية في قطر؟
الرسائل المسربة للسفير الإماراتي تتهم قطر بزعزعة استقرار المنطقة (الجزيرة)

تضمنت الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة في يونيو/حزيران 2017 معلومات عن عمليات تحريض على دولة قطر، ومحاولة تحجيم دورها الإقليمي واتهامها بتمويل العمل الإرهابي.

وتؤكد صحيفة ديلي بيست الأميركية أن الرسائل المخترقة تعود للفترة من 2014 حتى نهاية مايو/أيار 2017، وأن هذه الرسائل تكشف عن الكثير من أساليب عمل الدبلوماسية الإماراتية، وعن طرائق تأثيرها على السياسات الخارجية الأميركية باستخدام المال وتجنيد جماعات الضغط المختلفة.

 دور قطر
كشفت الرسائل المسربة عن قيام سفارة الإمارات بجهد منسق لتحجيم دور قطر الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي.

ومن بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم الشيخ محمد بن زايد، وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينة الموالية لإسرائيل.

ومن ضمن ما ورد في جدول الأعمال الخاص بهذا الاجتماع نقاشات موسعة بين الطرفين تتمحور حول دولة قطر، ومن موضوعاتها استخدام الجزيرة كأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بحسب بريد السفير الإماراتي.

وتتحدث الرسائل المسربة عن أربع قضايا ترتبط بقطر وتتعلق بـ"تمويل الإرهاب ودعم الإسلاميين المتطرفين" ودور قطر في "زعزعة استقرار المنطقة"، إضافة إلى دور قناة الجزيرة في هذه الزعزعة.

وطرح جدول الاجتماع المسرب حلولا للتعامل مع قطر، من بينها مناقشة سبل إيجاد سياسة إماراتية أميركية "لتصويب سلوك قطر"، وبحث خفض مستوى الامتيازات التي تتمتع بها الدوحة لدى الأميركيين، والطلب من قطر إعطاء تعريف محدد للإرهاب، وفرض عقوبات أميركية سياسية واقتصادية وأمنية عليها.

ومن جهته، نشر موقع هاف بوست الأميركي لاحقا مجموعة جديدة من الرسائل الإلكترونية المسربة من بريد السفير الإماراتي لدى واشنطن، كشف فيها عن أدلة جديدة على محاولات السفير تشويه صورة قطر، فقد أكد العتيبة في إحدى المراسلات أن قطر تقوض عمل الحكومة المصرية وتدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما قال إن "قطر والفيفا تمثلان صورة الفساد"، في معرض تعليقه على قضية استضافة قطر لكأس العالم 2022.

تمويل الإرهاب
وجاء في إحدى الرسائل الواردة للسفير الإماراتي من طرف ريتشارد مينتز، وهو مدير شركة علاقات عامة تدعى هاربر غروب ويعمل مستشارا لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ سبع سنوات، أن ممولي الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت.

ودعا مينتز السفير العتيبة إلى قراءة مقال على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تحت عنوان "ممولو الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت".

وبحسب الرسائل المسربة نفسها، فقد نظمت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مؤتمرا بالتعاون مع معهد هدسون وجامعة جورج واشنطن بعنوان "الحلفاء الدوليون لقطر والإخوان.. الإدارة الأميركية الجديدة تدرس سياسات جديدة"، وتحدث فيه وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس الذي كان ممن راسلهم السفير الإماراتي طبقا للرسائل المسربة.

وقبل أيام من الإعلان عن كشف الرسائل المسربة، وفي ندوة عقدتها المؤسسة ذاتها في العاصمة الأميركية واشنطن، انتقد غيتس السياسة الخارجية لقطر والتغطية الإخبارية لقناة الجزيرة إبان فترة الاحتلال الأميركي للعراق.

وكشفت الرسائل المسربة عن اتصالات جرت قبيل انعقاد هذه الندوة دعا خلالها السفير الإماراتي لدى واشنطن غيتس رسميا لتناول الغداء، ونقل إليه رسالة من محمد بن زايد، قائلا "محمد بن زايد يرسل تحياته من أبو ظبي، ويقول لك افتح عليهم (يقصد قطر) أبواب الجحيم غدا".

القاعدة الأميركية
كشفت الرسائل المسربة عن اتصال إماراتي أميركي لمنع عقد مؤتمر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة.

وجاء في إحدى الرسائل الإلكترونية المسربة من حساب السفير الإماراتي رسالة تبادلها السفير يوم 28 أبريل/نيسان الماضي مع جون هانا المستشار السابق لديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الأسبق -وهو أحد كبار الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومحسوب على المحافظين الجدد- يبدي فيه اعتراضه على استضافة مؤتمر لحركة حماس في فندق مملوك للإمارات في الدوحة.

وتساءل هانا ما إذا كان يجب تعقيد الأمور أمام انعقاد مثل هذه الاجتماعات من قبل منظمة تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية. ورد العتيبة حينها بأن لا علاقة للحكومة الإماراتية بالأمر، وبأن المشكلة الحقيقية تكمن في وجود قاعدة أميركية عسكرية في قطر، واقترح العتيبة ممازحا نقل الفندق المملوك إماراتيا من الدوحة مقابل نقل القاعدة الأميركية من هناك

المصدر : الجزيرة