قطر.. أياد بيضاء صنعت سلام دارفور

ساهمت دولة قطر بشكل أساسي في حل عدد من الأزمات والصراعات، ومن ذلك وساطتها لحل أزمة إقليم دارفور غربي السودان.

ففي مايو/أيار 2011، احتضنت الدوحة الاحتفال باتفاقية سلام دارفور التي أرست دعائم الأمن والاستقرار هناك.

وخلفت الحرب في الإقليم واقعا إنسانيا معقدا وتسببت في قتل وتشريد الآلاف، كما شهد الإقليم اختبارا لعلاقات السودان الخارجية وشعارات التضامن القومي العربي والأفريقي إذ تعددت المبادرات الأفريقية بحثا عن حل.

غير أن المبادرة القطرية كانت أكثر الأساليب فعالية واصطبارا على التفاوض الصعب، فقد استضافت الدوحة المتحاورين أكثر من عامين إلى أن تكللت جهودها بالاتفاقية المسماة وثيقة الدوحة للسلام وكانت نتاج حوار شارك فيه مئات من أهل المصلحة.

ولم تقف جهود قطر عند إعلان الاتفاقية بل أحالتها إلى مشروع نهضوي كبير يعيد إلى دارفور سابق الاستقرار والتنمية، ويزيل ما خلفته الحرب من مآسي الهجرة والتشرد. فقد اشتملت الاتفاقية على تأسيس مصرف لتنمية دارفور برأسمال مال قدره مليارا دولار التزمت بها قطر إلى جانب إنشائها وأطراف الاتفاقية مكتبا لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية.

واستمر الجهد القطري لتوسيع الاهتمام الإقليمي والأممي بالاتفاقية فتكلل ذلك باحتضان الدوحة عام 2013 مؤتمرا لتنمية دارفور وإعمارها، قرر دعما تنمويا للإقليم بلغ ثلاثة مليارات، ساهمت فيه قطر بالنصيب الأعظم منه.

وليست اتفاقية الدوحة جهدا سياسيا فقط ساقته الدوحة إلى نهايات أسعدت ملايين من أهل دارفور الذين يعدونها بصمة ناصعة في تاريخ الإنسانية، بل يتسع بها مجال فاعلية الدوحة أيضا إلى أعماق بعيدة ونبيلة في عالمها العربي.

المصدر : الجزيرة