تشكيك ورفض إسرائيلي لوثيقة حماس
عاطف دغلس-نابلس
كما اتهم نتنياهو حماس بتكريس مواردها بالاستعداد للحرب وتثقيف أطفال غزة على "انقراض" دولة إسرائيل، وقال إنها تتغير فقط عندما تتوقف عن حفر الأنفاق وعن التحريض على قتل الإسرائيليين.
من جهته، رأى وزير الأمن الداخلي والشؤون الإستراتيجية جلعاد أردان أن الوثيقة الجديدة مجرد استعراض علاقات عامة لكسب شرعية دولية لحماس، أما على الأرض فهي مستمرة في التحريض وعدم الاعتراف بإسرائيل. وطالب المجتمع الدولي بعدم التعاطي معها.
مناورة حماس
من جهته، أجمل المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شتيرن رأي إسرائيل الرسمي في الوثيقة بأنها "مناورة تكتيكية" لحركة حماس ليس إلا، وتساءل: كيف يكون الاعتراف بدولة على حدود الرابع من حزيران 1967 دون اعتراف بطرف المعادلة الآخر وهو إسرائيل؟
ويرى شتيرن في حديثه للجزيرة نت أن حماس اضطرت لتغيير مواقفها لتكون أكثر ليونة بسبب التغيرات في المواقف الإقليمية والظروف الدولية وتغير الظروف بقطاع غزة أيضا.
وقال إن اعترافها بدولة على حدود 1967 هو موقف إيجابي لأنه يعني بالضرورة أن هناك فرقا بين فلسطين التاريخية وفلسطين المستقبلية، بين حدود من النهر للبحر وبين حدود تم ترسيمها بموازين قوى منذ النكبة الفلسطينية 1948.
وحسب شتيرن، فإن إسرائيل لا تريد أن تتحول حماس لحركة سياسية بحتة تتداول معها السياسة، بل تريدها "إرهابية" لتبقى غير شرعية دوليا، وقال إن إسرائيل معنية ببقاء حماس باعتبارها معارضة قوية لفتح والسلطة، وقوة عسكرية بغزة لتبرير الصراع معها وإطالة أمده.
واستبعد أي مخاوف من إحراج حماس لإسرائيل دوليا عبر هذا التغير الجديد، وقال إن تصرفات الحركة بغزة تضمن عدم شرعيتها دوليا، وبالتالي لا تأثير على مكانة إسرائيل ومواقفها "لأنه لا تغير بالجوهر في موقف حماس".
فقدان الثقة
من جهته، رأى الصحفي الإسرائيلي روني شكيد أنه رغم الوثيقة الجديدة فإنه لا يوجد "ثقة" قط بين حماس وإسرائيل، وأكد أن لا أحد في إسرائيل يصدق أن "أيديولوجية" حماس وطريقها سيتغيران، مشيرا إلى أن الشيخ أحمد ياسين سبق أن صرح له عام 1992 بأنهم يريدون دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وبدون الاعتراف بإسرائيل.
واتفق شكيد مع شتيرن على أن حماس وبهذه الوثيقة لا تحرج إسرائيل بعلاقتها بالدول الغربية، وقال إن أوروبا وأميركا تعرفان من هي حماس، "ولكن الشعب بغزة هو المظلوم وهو الذي يعاني دمارا في اقتصاده وحياته"، واعتبر أن الوثيقة مجرد كلام فقط، وتأتي لنيل رضا عربي وغربي وفلسطيني.
مراوغة إسرائيل
لكن الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور قال إن إسرائيل لم تكن لتقبل وثيقة حماس بأي حال، وقد قامت بالتشكيك بالحركة ووثيقتها منذ اللحظة الأولى "لأنها بالأساس ترفض حل الدولتين وإحياء عملية السلام".
وقال إن إسرائيل ستشكك بنوايا الفلسطينيين حتى لو استعدوا للتنازل، وسترفع سقف مطالبها لينزلوا سقفهم أكثر.
وبين منصور أن إسرائيل ترفض الوجود الفلسطيني أصلا، ودليل ذلك أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم لها ما لم تحلم به من تنسيق أمني بأصعب الظروف، واستعد للتفاوض دون شروط مسبقة وفي ظل الاستيطان وبوجود أسرى في السجون، ومع ذلك لم تقدم له شيئا وظلت تعطل وتتذرع بأن الفلسطينيين يعملون لإبادتها.
ويختم بأن الوثيقة -سواء قصدت حماس أم لم تقصد بالفعل- ترى أن إسرائيل معطل وحيد لحل الدولتين أو دولة فلسطينية على حدود الـ67 وهذا تحد حقيقي لها.