انقسام عراقي حول مشروع تطوير طريق بغداد عمان
تحريك للاقتصاد
ولا تزال الحكومة العراقية تلتزم الصمت حيال هذا المشروع، لكن الكثير من أهالي الأنبار يرحبون به على اعتبار أنه سيسهم في تطوير محافظتهم اقتصاديا.
ويقول النائب عن الأنبار فارس الفارس إن هناك أسبابا تدفع للاعتراض، فهناك من يرى المشروع شراكة بين أطراف سياسية عراقية مع الأميركيين، وهناك من لا يريد للأردن أن يستفيد ماليا من المشروع، فيما يسعى آخرون إلى ربط أمن العراق واقتصاده وسياسته مع دولة واحدة فقط "الأمر الذي يجعل البلاد تعيش حالة من التبعية"، حسب رأيه.
ويضيف الفارس أن العراق يعيش حالة من التقشف وأزمة مالية ويحتاج إلى تحريك اقتصاده، وهذا المشروع الذي يعيد افتتاح منفذ طريبيل مع الأردن يمكن أن يكون "متنفسا وحيدا لأهل الأنبار، وشريانا حيويا لزيادة واردات الموازنة وتحريك التنمية وإعادة الإعمار".
ويقول النائب إنه تحدث مع الجانب الأميركي مؤخرا للاستعجال بتنفيذ المشروع، وهناك توقعات بأن يبدأ العمل فيه بجدية بعد اكتمال استعادة الموصل ثم الأقضية الغربية لمحافظة الأنبار التي ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها، وأضاف أنه لا يوجد تصور حقيقي حول تكلفة المشروع ولا تاريخ محدد للانتهاء منه.
مصادر قوة
ويثير الحديث عن وجود قوات أمنية تابعة للشركات المستثمرة في المشروع مخاوف لدى بعض أحزاب السلطة في بغداد، ولا سيما مع التوجهات الجديدة للإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب، التي أصبحت أكثر "عداء" لطهران، كما يقول البعض.
ويرى الصحفي أسامة القيسي أن سبب تخوف القوى المتحالفة مع إيران من هذا المشروع هو أنه سيحيي محافظة الأنبار اقتصاديا ويمنحها مصادر مستقلة وكبيرة للدخل ويقلل من حاجتها أو اعتمادها على الحكومة المركزية. وأضاف أن من شأن ذلك أن يساهم في توفير موارد لأي إقليم أو حكومة محلية مستقبلا، هذا إلى جانب تجدد الحديث عن رغبة شركات أجنبية في الدخول إلى المحافظة لاستثمار بعض المشاريع المتوقفة، أو للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في مناطقها الغربية.
وحسب القيسي، فإن السياسة التي انتهجتها حكومة بغداد منذ 2003 عمدت إلى إفقار المحافظات التي رأتها مناوئة لها وإغراقها بالمشاكل، وهو ما أدى إلى تفجر الأوضاع فيها أكثر من مرة.
وفي تقديره فإن عودة القوات الأميركية إلى العراق مرة أخرى تثير هواجس بعض القوى الشيعية، التي ترى أن الأميركيين قدموا هذه المرة بشكل مختلف ولم يعودوا حلفاء للقوى الشيعية التقليدية كالسابق.
وأشاروا إلى أن وجود الأميركيين هذه المرة قد يقوي موقف العرب السنة ويمنحهم مساحة للتوجه نحو خيارات أكثر حدة في التعامل مع حكومات المركز التي يرون أنها "تهمشهم وتحاول إقصاءهم".