معتصمو الكامور.. تمسك بالمطالب وإصرار على تحقيقها

عدد من الخيام بعد حرقها.
خيام معتصمين بمنطقة كامور جنوبي تونس تعرضت للإحراق (الجزيرة)

معز الجماعي-صحراء الكامور

يجلس الشاب عرفة محمد مع عدد من رفقائه داخل إحدى الخيام حيث يعتصم قرابة ألف شاب منذ شهرين رافضين مبارحة المكان دون تحقيق مطالبهم وضرورة تشغيلهم بالشركات البترولية الموجودة جنوبي تونس.

يتذكر عرفة أن عشرات المعتصمين قضوا قرابة يومين تحت أشعة الشمس، ويحكي للجزيرة نت أن وحدات الحرس التونسي أحرقت 15 خيمة مع المواد الاستهلاكية التي كانت داخلها، قبل استعمال القنابل المدمعة وأنواع أخرى من الأسلحة.

ويقول بحماس "الآن عاد مخيمنا أحسن من ذي قبل بفضل التبرعات التي جمعها أهالي المحافظة لمواصلة الاعتصام إلى حين تحقيق أهدافه".

في مكان قريب من خيمة عرفة ورفاقه يواصل بقية المعتصمين نصب خيام جديدة وصلت إلى الكامور من قبل أهاليهم من مختلف مدن محافظة تطاوين عقب الهجوم الذي تعرض له المخيم من قبل قوات الحرس، ويواصل الشباب اعتصامهم رغم صعوبة ظروف العيش في الصحراء.

‪‬ محتجون مطالبون بالعمل يواصلون اعتصامهم أمام مضخة بترول في صحراء الكامور جنوبي تونس(الجزيرة)
‪‬ محتجون مطالبون بالعمل يواصلون اعتصامهم أمام مضخة بترول في صحراء الكامور جنوبي تونس(الجزيرة)

إصرار
المتحدث باسم معتصمي مدينة غمراسن منير عازق يتجول بين الخيام بحثا عمن لم يسعفهم الحظ بالظفر بإحدى الخيام الجديدة أو المساعدات الغذائية.

ويؤكد أن الهجوم الأمني العنيف لن يثني هؤلاء المعتصمين عن مطالبهم التي يشدد على أنها شرعية وغير تعجيزية كما تدعي بعض الأطراف.

ويقول منير للجزيرة نت "الحكومة لم تبادر حتى بمجرد تشغيل دفعة من المعتصمين ثم إلحاق البقية بالشركات البترولية".

ويقاطعه زميله إبراهيم هدية صارخا "لن نقبل بأقل ما اتفقنا عليه منذ اللحظات الأولى لتحركاتنا الاحتجاجية، الحكومة لا خيار لها معنا سوى التشغيل الفوري لـ1500 شخص في هذه الشركات وإنشاء شركة البيئة لانتداب ثلاثة آلاف آخرين، بالإضافة إلى بعث صندوق تنمية برأس مال لا يقل عن مئة مليار مليم تونسي".

وتسعى الحكومة التونسية لاستئناف الحوار مع المعتصمين، لكن وزير التشغيل عماد الحمامي كان قد أعلن أمس عن تأجيل جلسات التفاوض بعد استقالة محافظ تطاوين دون أن يبين إن كانت ستستجيب لمطالبهم أو لا.

وفي هذا السياق، يقول الناطق الرسمي باسم تنسيقية اعتصام الكامور طارق الحداد للجزيرة نت "سنواصل المحافظة على سلمية تحركاتنا، وما زالت أيادينا مفتوحة لباب الحوار مع الحكومة شرط أن ترتقي لمطالبنا دون تقديم وعود زائفة وأرقام مضللة قد تتسبب في خلق حالة احتقان جديدة في صفوف المعتصمين".

‪‬ محتجون أغلقوا الطرقات الرئيسية لمدينة تطاوين قبل أيام والجيش أطلق الرصاص في الهواء لتفريقهم(ناشطون)
‪‬ محتجون أغلقوا الطرقات الرئيسية لمدينة تطاوين قبل أيام والجيش أطلق الرصاص في الهواء لتفريقهم(ناشطون)

وينفي الحداد الاتهامات الموجهة للمعتصمين بشأن ارتباطهم بجماعات إرهابية والعمل على إقامة إمارة إسلامية في صحراء تطاوين.

ويستغرب من تعمد بعض الأطراف الحكومة والحزبية -دون تسميتها- تشويه الاعتصام وربط هذا التحرك النضالي بالتهريب والإرهاب.

تصعيد محتمل
وبينما لا يستبعد المعتصمون بمنطقة كامور اللجوء لخطوات تصعيدية لمواصلة الضغط على الحكومة في حالة فشل المفاوضات معها يواصل عناصر الجيش التونسي التمركز أمام المنشآت النفطية في صحراء الكامور دون أي احتكاك بالمعتصمين في المخيم.

ويتفق أغلب المحتجين في اعتصام الكامور على أن دور الوحدات العسكرية في هذه المنطقة تميز بالحياد، فقد رفض الجيش أكثر من مرة استعمال القوة ضدهم رغم تجاوزهم السياج وبلوغ مضخات النفط في المنطقة.

ونفى معتصمو الكامور أن يكون الجيش التونسي متبنيا مطالبهم، لكنه يحاول التزام الحياد إزاء هذا التحرك والمحافظة على النظام العام في المنطقة.

يذكر أن إنتاج البترول في صحراء الكامور لا يزال متوقفا بعد مغادرة جميع موظفي الشركات البترولية، وإصرار المحتجين على عدم السماح لأي جهة باستعمال المضخات.

ولم تعلن وزارة الداخلية التونسية عن فتح تحقيق بشأن الاتهامات الموجهة من قبل المعتصمين بخصوص التعاطي الأمني معهم الذي أسفر عن تسجيل عدة إصابات ومقتل الشاب أنور السكرافي بعد دعسه بسيارة أمنية الأحد الماضي.

المصدر : الجزيرة