قتلوا والدهم حرقا واعتقلوا والدتهم.. واقع روهينغي

نساء باكيات يصرخن من الأسى على جانب الطريق، لا يدرين إلى من يشتكين، ولا يعلمن من الذي سيقوم بإنصافهن. لسن بمفردهن بل هن جزء من معاناة شعب بأكمله يعيش الاضطهاد والقهر والذل والهوان منذ عشرات السنوات في ولاية أراكان (غربي ميانمار).

 تقول الفتاة التي ظهرت في مقطع فيديو بثه نشطاء روهينغيون إن "قوات الأمن البورمية قتلوا والدهم (عبد السلام) حرقا" في قرية قوزاربيل بمدينة منغدو ودفنوه أمام منزله خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات ميانمار ضد أقلية الروهينغا في ولاية أراكان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولم تتوقف معاناة هذه الأسرة عند هذا الحد، فقبل أيام اعتقلوا والدتهم (سلمى خاتون) أيضا لأنها تحدثت إلى الوفود الدولية، واشتكت إلى مسؤول أمني في المنطقة، فحكموا عليها بالسجن ستة أشهر بتهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة، لتصبح هذه الأسرة مشردة كغيرها من مئات الأسر الروهينغية في الولاية.

عبد السلام لم يكن المقتول الوحيد في هذه الحادثة، فحسب ما تقوله الفتيات فإن اثنين آخرين قتلا ودفنا معه في القبر نفسه، وهدم البيت أيضا، وأصبحت الأسرة في العراء دون بيت أو عائل يعولهم، لا سيما أنهم من دون إخوة ذكور.

وناشدت الأسرة المسلمين والحقوقيين والمجتمع الدولي إنهاء هذه الأزمة الإنسانية في ولاية أراكان وإعادة الحقوق إلى هذه الأقلية، ومحاسبة جميع مرتكبي العنف والقتل والاغتصاب من البوذيين المتطرفين وقوات الأمن.

وتعليقا على الوضع في أراكان، قال الناشط الحقوقي أحمد أبو الخير إن السلطات الميانمارية مستمرة في قهر شعب الروهينغا بمختلف الصور، وما زال جنودها يتعاملون مع الأقلية المسلمة بمنتهى القسوة والعنف، وما زالت مشاهد القتل والتشريد وانتهاك الأعراض في تزايد رغم المناشدات الدولية.

وأضاف أن السلطات تعمد باستمرار إلى إخفاء معالم الإجرام وإخفاء الحقائق عن أنظار المنظمات الحقوقية والإنسانية، كما أن السلطة العليا ما زالت تنحاز بشدة إلى مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من الأفراد المدنيين والعسكريين من أصحاب التوجهات العدوانية تجاه المسلمين.

واتهم أبو الخير السلطات بأنها لا تقوم بأي دور للاستقصاء أو التحقق من التجاوزات والجرائم التي ترتكب بحق الروهينغا، مما شجع الكثيرين من عناصر الأمن والمدنيين البوذيين على التعدي عليهم.

المصدر : الجزيرة