انتخابات بريطانيا.. تغير اجتماعي وبرامج متشابهة

OXFORD, ENGLAND - MAY 15: British Prime Minister, and leader of the Conservative party, Theresa May (L) speaks to a stall holder during an election campaign walk about around Abingdon Market on May 15, 2017 in Oxford, England. The Conservatives have pledged a workplace rights expansionif they regain power. Britain will vote in a general election on June 8. (Photo by Justin Tallis- Pool/Getty Images)
رئيسة الوزراء البريطانية وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي خلال حملة انتخابية الاثنين الماضي بأكسفورد (غيتي)

العياشي جابو-لندن

بدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات عامة مبكرة ببريطانيا دعت لها رئيسة الوزراء تيريزا ماي للحصول على تفويض شعبي يمكنها من السيطرة على زمام الأمور في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإسكات أصوات المعارضة داخل حزبها وخارجه لتنفيذ مشاريعها السياسية.

واحتدمت الحملات الانتخابية للأحزاب البريطانية المختلفة؛ ففي حين يركز المحافظون على شعار القيادة القوية لأجل الأمان والاستقرار الاقتصادي خلال فترة السنوات القليلة المقبلة، يدخل العماليون الانتخابات التي ستجرى في الثامن من يونيو/حزيران المقبل بشعار إحياء الأمل في كل فئات المجتمع البريطاني، وترسيخ فكرة خدمة الأغلبية العامة من الشعب بدل القلة القليلة.

تغير اجتماعي
ورغم أن حزب المحافظين ارتبط تقليديا بالطبقة الثرية المحافظة التي تقطن بشكل عام في المناطق الجنوبية من البلاد، وارتبط حزب العمال بالطبقات العاملة الفقيرة التي تقطن بشكل العام في المناطق الشمالية، فإن هذا التقسيم الجغرافي والطبقي لم يعد كما كان في السابق.

وباتت شعارات الحزبين الأساسيين في بريطانيا -وكذلك الأحزاب الصغيرة- ترتبط بالمجتمع ككل، إذ حصلت تغيّرات في نسيج المجتمع بمناطق جغرافية مختلفة، حيث لم تعد مناطق الشمال البريطاني حكرا على أنصار حزب العمال فقط، ولم تعد مناطق الجنوب كذلك حكرا على حزب المحافظين ونفوذه فقط.

وهذا التغير في نسيج المجتمع البريطاني انعكس في تقارب برامج الأحزاب السياسية في العقدين الماضيين، ولوحظ أن سياسات حزب العمال قبل خروجه من السلطة عام 2010 كانت أقرب إلى يمين الوسط، ولم تكن متميزة أو مختلفة كثيرا عن سياسة حزب المحافظين.

وحاول كلا الحزبين الرئيسين طرق أبواب أنصار منافسه بقوة لمحاولة استمالتهم لصفه من خلال وعود بسياسات فيها كثير من التشابه والغموض في الوقت ذاته، فضلا عن محاولة دخول أحزاب صغيرة أخرى معترك المنافسة والتأثير على الناخبين.

عودة الخطاب اليساري
ولما تولى جيريمي كوربن زعامة حزب العمال، سعى لإعادة النفس والرؤية اليسارية في خطاب الحزب السياسي، محاولا اكتساب أصوات الآلاف من البريطانيين من فئات الشباب وغيرهم بمناطق مختلفة من البلاد.

زعيم حزب العمال جيريمي كوربن في افتتاح الحملة الانتخابية الثلاثاء الماضي ببرادفورد (غيتي)
زعيم حزب العمال جيريمي كوربن في افتتاح الحملة الانتخابية الثلاثاء الماضي ببرادفورد (غيتي)

وعاد كوربن للحديث عن مشاريع اشتراكية كإعادة تأميم بعض القطاعات الاقتصادية مثل السكة الحديدية وخدمات البريد، وزيادة الضرائب على الطبقة الغنية وإلغاء الرسوم الجامعية على الطلبة، وتخصيص مبالغ طائلة لدعم منظومة الرعاية الصحية وغيرها من المشاريع والأهداف الاجتماعية الأخرى.

ويسعى حزب العمال لاستعادة ثقة الطبقة العاملة التي هجرته في الانتخابات العامة الماضية في كثير من الدوائر الانتخابية الشمالية بسبب استمرار انتشار البطالة، وتنامي تأثير حزب الاستقلال اليميني (يوكيب) الذي ألقى باللائمة على المهاجرين، خاصة الأوروبيين في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا.

القيادة القوية
حزب المحافظين من جانبه ركز على القيادة القوية لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وإدارتها المتمرسة، وقدرتها على الحفاظ على استمرار متانة الاقتصاد البريطاني ونموه وخلق فرص عمل للعاطلين وعدم تكبيلهم بزيادة الضرائب.

ويسعى حزب ماي لتوسيع نفوذه في الدوائر الانتخابية المقربة لحزب العمال بتوجيه انتقادات لزعيم الحزب المذكور، وبرنامجه الانتخابي والحديث عن ضعفه ومعاناته من الانقسامات. وفي هذا السياق يقول وزير الاقتصاد البريطاني فيليب هاموند إن برنامج حزب العمّال سيتسبب في عجز مالي بقيمة 58 مليار جنيه إسترليني.

ويتقدم حزب المحافظين في استطلاعات الرأي بمعدل مريح على حزب العمال يصل لنحو عشرين نقطة، ويسعى إلى توسيع الفجوة أكثر.

المصدر : الجزيرة