العشائرية تطغى على الفصائلية في انتخابات الضفة

فلسطين- الضفة الغربية- نابلس- مايو ايار 2017 - مواطنان يتفقدان اسماءهما على قوائم المقترعين باحد مراكز الاقتراع بنابلس صباح اليوم السبت- تصوير عاطف دغلس - الجزيرة نت2
مواطنان يتفقدان اسميهما في قوائم المقترعين بمركز للاقتراع في نابلس صباح اليوم (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

في موقف قد يبدو مضطربا، بدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كأنها تنافس نفسها بخوضها انتخابات الهيئات المحلية والبلدية بأكثر من قائمة، في ظل غياب المنافس الحقيقي وتسيُّد العائلة والعشيرة للمشهد.

وانطلقت اليوم السبت عملية الاقتراع في الانتخابات المحلية بالضفة الغربية وضواحي القدس دون قطاع غزة، بمشاركة أكثر من 787 ألف ناخب -من أصل نحو مليون و134 ألفا مسجلين- لاختيار قوائمهم الموزعة على 536 هيئة محلية وبلدية، في حين اختارت 181 هيئة قوائمها بالتزكية.

وتسود النزعة العائلية في هذه الانتخابات ضمن قوائم المستقلين ذات البعد العائلي أكثر من غيرها من قوائم الأحزاب والفصائل، ولا سيما في ظل غياب المنافس الرئيس المتمثل بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومقاطعة الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي، بحسب منتقدين تحدثوا للجزيرة نت.

وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم إن 58% من المرشحين سجلوا قوائمهم كمستقلين، بينما بلغت نسبة المرشحين بقوائم الأحزاب ممن ترشحوا ضمن حركة فتح وبعض فصائل اليسار الفلسطيني 42%.

‪‬ مواطن يدخل أحد مراكز الاقتراع بنابلس اليوم(الجزيرة نت)
‪‬ مواطن يدخل أحد مراكز الاقتراع بنابلس اليوم(الجزيرة نت)

الطريق الأيسر
ووفقا لرئيس الهيئة العليا للرقابة على الانتخابات عارف جفال، فإن العائلة تظهر بشكل أكبر في القرى والبلدات مقارنة بالمدن التي تتميز بالقوائم السياسية، لكن يبدو أن العائلة لعبت دورا مميزا أيضا في بعض المدن.

ويرجع جفال ذلك لأسباب أهمها غياب المنافس الحقيقي المتمثل في حركة حماس، ومقاطعة فصائل أخرى، وترشح أشخاص من المحسوبين على فتح في قوائم مستقلة، وخاصة قدامى أعضاء الحركة الذين شعروا بتهميشهم فيها.

وأضاف أن ذلك أدى إلى حالة من "اللامبالاة" لدى فتح، فلم تعد الانتخابات ذات أولوية لديها كما كانت قبل تأجيلها العام الماضي، وأضحت تريد الأيسر للوصول للبلديات دون جهد، وهو ما لا يعد "انتصارا".

وأوضح جفال أن عدم إعطاء الجهود الحقيقية والوقت الكافي لرأب الصداع بين الحركتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فاقم المأساة وأظهر سلبية الانتخابات بتعزيز الانقسام، بالرغم من الحاجة الملحة لعدد كبير من الهيئات لهذه الانتخابات.

وتأتي الانتخابات استجابة لقرار سابق لحكومة الوفاق في رام الله بعد قرار لمحكمة العدل العليا الفلسطينية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بإجراء الانتخابات في الضفة الغربية دون غزة، التي كانت إحدى محاكمها قد قبلت طعونا بحق قوائم حركة فتح.

‪إحدى القوائم المرشحة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية‬ (الجزيرة نت)
‪إحدى القوائم المرشحة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية‬ (الجزيرة نت)

منطق "الفزعة"
ومن جهة أخرى، رأى مدير مركز شمس الحقوقي عمر رحال أن تقدم العائلة راجع للمجتمع الفلسطيني الذي لا يزال يحافظ عليها ويدعمها أكثر من الأحزاب، حيث تعرف العائلة بكثرة الأصوات فيها وعدم تشتتها وبقدراتها المادية العالية.

وقال إن وجود المماحكات والمناكفات قوَّت تواجد العائلة ورمت بثقلها في الانتخابات، ولا سيما في ظل غياب المنافسة، وبالتالي فإن معركة التنافس لن تكون حامية الوطيس.

واعتبر رحال أن تشعب حركة فتح بأكثر من قائمة ليس أمرا جديدا فيها، فهي موجودة من خلال العائلة والتنظيم، وقال إن "فتح ذات امتداد جماهيري شئنا أم أبينا"، وبالتالي فإن ترشح عناصرها بأكثر من قائمة يعود لعدم قدرتها على استيعابهم جميعا وضبطهم أو حتى محاسبتهم، "لكنهم كلهم في النهاية يهدون فوزهم للحركة الأم".

وأضاف أن هذا ليس تكتيكا من فتح وإنما هو منطق "الفزعة" (النجدة) الذي تعرف به الحركة، معتبرا أن فتح تفتقد للتنظيم، وأنها تعتبر أن عناصرها يخوضون الانتخابات تحت مسميات عديدة لكن ولاءهم يبقى لها.

وأمام هذا كله دعت حركة حماس -في بيان لها- المواطنين لاختيار "الأصلح" والقوائم التي تمثل "العمل المشترك".

المصدر : الجزيرة