انتقادات لمحاولة نواب تونسيين إعادة العلاقة مع دمشق

جانب من لقاء الريس التونسي الباجي قايد السبسي مع ممثلي عن الوفد البلماني الذي زار سوريا/قصر قرطاج/العاصمة تونس/ابريل/نيسان 2017 (صورة مأخوذة من الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية)
جانب من لقاء السبسي مع ممثلين عن الوفد البرلماني الذي زار سوريا (الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية)

خميس بن بريك-تونس

عادت مسألة إعادة العلاقات التونسية السورية من جديد تطفو على ساحة الأحداث بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها عدد من النواب التونسيين إلى دمشق، ومطالبتهم الرئيس الباجي قايد السبسي بالتدخل وإحياء العلاقات المقطوعة، بينما استنكر بشدة عدد من السياسيين هذه المطالبة بهذا التوقيت.

ووفق تصريحات ممثلين عن الوفد البرلماني -الذي سافر قبل أسبوع إلى سوريا– فإن السبسي الذي استقبلهم بقصر قرطاج الرئاسي منذ يومين عبر لهم عن أسفه لقطع العلاقات وطرد السفير السوري في تونس عام 2012 خلال فترة حكم الرئيس السابق منصف المرزوقي.

ويقول النائب عبد العزيز القطي -الذي كان ضمن الوفد البرلماني- إن الرئيس كان "متجاوبا" مع طلبهم بضرورة تصحيح مسار العلاقات مع سوريا بأسرع وقت. وأكد للجزيرة نت أن السبسي أعلمهم بأنه "ضد" قطع هذه العلاقات وطرد السفير عقب تنظيم مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس.

‪عبد العزيز القطي: السبسي تجاوب مع طلبنا تصحيح مسار العلاقات‬ عبد العزيز القطي: السبسي تجاوب مع طلبنا تصحيح مسار العلاقات (الجزيرة نت)
‪عبد العزيز القطي: السبسي تجاوب مع طلبنا تصحيح مسار العلاقات‬ عبد العزيز القطي: السبسي تجاوب مع طلبنا تصحيح مسار العلاقات (الجزيرة نت)

ويبدو أن مسألة إعادة العلاقات مطروحة على جدول أعمال السبسي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 2014 بمراجعة قرار قطع العلاقات فور وصوله للحكم. لكن مع أنه أكد للوفد البرلماني أن قطع العلاقات "خطأ يجب تصحيحه" فإنه أوضح لهم أيضا أنها إعادتها "تحتاج إلى وقت".

قرار خاطئ
وحاليا تقتصر التمثيلية الدبلوماسية التونسية في سوريا على مستوى القنصل العام. وشرعت تونس في رفع التجميد عن التمثيل الدبلوماسي في سوريا بعد فوز حزب حركة نداء تونس بانتخابات 2014. وكان وزير الخارجية السابق الطيب البكوش أعلن بعد تلك الانتخابات عودة القنصل العام بسوريا لخدمة الجالية التونسية.

ويعتبر الوفد البرلماني إلى سوريا أن قطع العلاقات "نقطة سوداء" في التاريخ التونسي. ويقول القطي إن زيارتهم لسوريا جاءت من منطلق حرصهم السياسي على إعادة العلاقات التاريخية بين البلدين "بعد الدمار الذي خلفه مخطط تقسيم سوريا وضرب وحدته وتدمير جيشه".

ويقول القطي للجزيرة نت إن مسؤولين سوريين أكدوا للوفد البرلماني أن لديهم معطيات يضعونها على ذمة الدولة التونسية بشأن ملف المتورطين في تسفير تونسيين لسوريا. وأضاف أن هؤلاء المسؤولين عبروا عن تجاوبهم لتسليم تونس مجموعة من المسجونين التونسيين "اعتقلوا على الحدود ولم يتورطوا بأعمال القتل".

وعقب اندلاع الصراع الدائر في سوريا، أصبحت تونس من أكثر البلدان التي يسافر منها أشخاص للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة هناك. وكان وزير الداخلية الهادي مجدوب قد أعلن سابقا بأن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا وليبيا لا يتجاوز ثلاثة آلاف مقاتل أغلبهم التحقوا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

موجة انتقادات
وتعليقا على زيارة الوفد التونسي لسوريا، برزت موجة من الانتقادات الساخطة لدى عدد من السياسيين الذين اعتبروا أن الزيارة قد "أساءت لسمعة تونس". وفي هذا السياق يقول النائب بالبرلمان عماد الدائمي للجزيرة نت إن تلك الزيارة "أساءت لصورة تونس وصورة التونسيين الذين يدافعون عن حق الشعوب في الحرية".

‪عماد الدائمي اعتبر أن زيارة البرلمانيين لسوريا أساءت للتونسيين‬  عماد الدائمي اعتبر أن زيارة البرلمانيين لسوريا أساءت للتونسيين (الجزيرة نت)
‪عماد الدائمي اعتبر أن زيارة البرلمانيين لسوريا أساءت للتونسيين‬  عماد الدائمي اعتبر أن زيارة البرلمانيين لسوريا أساءت للتونسيين (الجزيرة نت)

ويرى أن مطالبة الوفد التونسي بإرجاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بمثابة "رجع صدى للنظام السوري الذي يحاول فك العزلة عليه". وشدد على أن قرار قطع العلاقات خلال فترة حكم المرزوقي كان "قرار سياديا صائبا ردا على المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه".

ويؤكد الدائمي -(أمين عام حزب حراك تونس الإرادة) الذي يقوده المرزوقي- أن تفكير منظومة الحكم الحالية في تونس لإعادة العلاقات مع النظام السوري "يرتبط بمواقف وضغوطات بعض القوى الخارجية". لكنه يرى أن السلطة الحالية بتونس "غير قادرة على إرجاع تلك العلاقات مع نظام أمعن في التقتيل".

وأصدرت الخارجية التونسية بيانا أدانت فيه بشدة استعمال الأسلحة الكيميائية في خان شيخون، وجددت دعوتها لتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لـ الأزمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري واستعادة الاستقرار.

المصدر : الجزيرة