هل اشترطت واشنطن توحيد فصائل الجيش الحر لدعمه؟

أفادت مصادر للجزيرة أن الجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة قطع، وبدعم من الجيش التركي، كافة الطرق على ما يسمى بـ قوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، ومنعها من الاقتراب من مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي، حيث كانت قوات سوريا الديموقراطية تسعى جاهدة الوصول إلى المدينة والسيطرة عليها قبل الجيش الحر من أجل وصل مناطق سيطرتها في الحسكة والرقة بمناطقها في حلب.
تقارير إعلامية تحدثت عن أن دمج الفصائل "المعتدلة" يعد خطوة أولية من أجل إشراكها في معركة الرقة (الجزيرة)

محمد كناص-غازي عنتاب

أثارت المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام تعليقا على تشكيل غرفة عمليات موحدة لفصائل الجيش السوري الحر المصنفة دوليا "معتدلة" وذكرت أن ذلك كان مطلبا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) اهتمام المراقبين، لارتباط المعلومات بالشأن السوري، ولجهة مدى مصداقيتها وحقيقة ما ورد فيها.

وتقول وسائل الإعلام إن غرفة العمليات العسكرية المعروفة اختصارا بـ"موم" الموجودة في تركيا التي تديرها "سي آي أي" فرضت على فصائل الجيش الحر المصنفة دوليا "معتدلة" وعددها 18 فصيلا الاندماج في كيان واحد، لإعادة الدعم الأميركي العسكري واللوجستي والمالي لها.

كما تضمن الطلب الأميركي -بحسب ما ورد- توحيد الفصائل "المعتدلة" سيكون تمهيدا لمواجهة الفصائل الموضوعة أميركيا على لائحة الإرهاب.

كما تبدو ارتباطات الخبر لجهة أن دمج الفصائل "المعتدلة" هو خطوة أولية من أجل إشراكها في معركة السيطرة على الرقة، وهو مطلب من تركيا المتخوفة من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، وهي فصيل يشكل في سوريا الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني الذي تضعه تركيا على قائمة الإرهاب.

مجرد طرح
وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت من مصادر خاصة إلى أن "موم" جرى فيها نقاش مطول بشأن توحيد فصائل الجيش الحر، ومما جاء فيه أن الأميركيين قالوا إنهم غير ملزمين بدعم فصائل صغير لا تستطيع حماية أفرادها وعتادها أمام الفصائل الموضوعة على قائمة الإرهاب الأميركي، فكان المطلب الأميركي أن تتوحد هذه الفصائل، وأن ينسق العمل بينها من خلال قيادة واحدة، حتى يتوفر لها دعم من خلال شخص واحد يتولى المسؤولية عنها.

ولم تستطع مصادر الجزيرة أن تجزم مدى حقيقة ما طرح ومتى سينفذ على الأرض ومدى جدية واشنطن في ذلك، وقالت إنه كلام تم تدويره على النحو الذي ذكر بلا جدول زمني ولا أجندة لتنفيذه، وهو مجرد نقاش طرح لا أكثر ولا أقل.

توحيد فصائل الجيش الحر مطلب ثوري (الجزيرة)
توحيد فصائل الجيش الحر مطلب ثوري (الجزيرة)

مطلب ثوري
من جهته، قال القيادي في الجيش السوري الحر العقيد هيثم العفيسي إنه لا بد من وضع الخبر المتداول في سياقه الصحيح، "فالتوحد مطلب ثوري لنكون أكثر قدرة على البقاء في وجه نظام الأسد حتى إسقاطه، وقد يكون جرى هذا النقاش في غرفة "موم" لكن لم يطلب الأميركيون منا ذلك".

وأكد العفيسي في حديثه للجزيرة نت أن الجيش الحر سيشارك في معركة السيطرة على الرقة، وقال نحن نعد العدة الآن لدخول هذه المعركة، وقد تلقينا إشارات من تركيا في هذا الخصوص.

أما الناطق الإعلامي باسم جيش النصر التابع للجيش الحر محمد رشيد فقد نفى أن يكون الدعم الأميركي مرتبطا بتوحد فصائل الجيش الحر، وقال إن ما تناقله الإعلام لا يمثل أي شيء رسمي أو حقيقي، وموضوع اندماج الفصائل أو تنسيق جهودها في غرفة عمليات واحدة أمر يجري العمل عليه منذ وقت، وهو مطلب الشارع والناس ومطلب ثوري.

وبخصوص ما أشيع عن المشاركة في معركة السيطرة على الرقة، قال رشيد في حديث للجزيرة نت إنه "لا وجود لنا في الشمال السوري وليس لنا جبهات أصلا مع تنظيم الدولة الإسلاميةوإذا حصلت مشاركة لفصائل الجيش الحر في معركة الرقة فستكون من خلال الفصائل التابعة للجيش الحر في الشمال السوري.

المصدر : الجزيرة